منوعات

رغم مخاطرها.. العشوائيات باقية في مصر في القرن الـ21 وما بعده

رغم مخاطرها.. العشوائيات باقية في مصر في القرن الـ21 وما بعده

أثار خروج آلاف المحتجين من سكان ضاحية تعاني من نقص الخدمات على مشارف القاهرة لقطع طريق دائري يحيط بالعاصمة المصرية مخاوف من أثار الفشل في حل مشاكل المناطق العشوائية بالبلاد وهي خطوة يرى بعض الخبراء أنها لن تتحقق في القرن الحالي على الأقل. واشتبك أهالي منطقة جزيرة محمد مع قوات الأمن يوم الجمعة الماضي بعدما تجمهر الآلاف من الأهالي وقطعوا طريقا دائريا حيويا حول القاهرة احتجاجا على نقل تبعية منطقتهم الى محافظة 6 أكتوبر التي أنشئت حديثا. وأثار قرار النقل مخاوف الأهالي من نزع ملكية أراض لهم ضمن مشروعات تطوير المناطق العشوائية. وأصيب أكثر من 40 شخصا واعتقل العشرات في الاشتباكات. وقالت سعاد عبد الرحيم أستاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن العشوائيات تنشأ عادة على أطراف المدن وقرب السكك الحديدية. وأضافت انه للقضاء على المناطق العشوائية لابد من مخطط أساسي يختص بها ويوحد جهود المتعاملين مع المشكلة لكننا نفتقر لخريطة متكاملة للعشوائيات في مصر . وقال ابو زيد راجح رئيس المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء سابقا أن المناطق العشوائية في مصر يسكنها حوالي 16 مليون نسمة. وأضاف أن العشوائيات ظاهرة خارجية لمشكلة أعمق تتمثل في عدم التوسع السكاني خارج الوادي والدلتا. وأشار إلى أن الكثافة السكانية في القاهرة تعادل خمس مرات كثافة السكان في باريس. ويعيش أكثر من 90 في المائة من سكان مصر في الوادي الذي يمثل أربعة في المائة من مساحة البلاد. وقال راجح أن المشكلة لا تحظى بالاهتمام الكافي وانه في غياب التعامل مع الانتشار السكاني خارج الوادي كهدف قومي ستبقى العشوائيات خلال القرن الواحد والعشرين وما بعده. وأضاف أن تزايد حده المشكلة يرجع لعدم وقف الهجرة من الريف للمدن الكبرى وعدم تركيز سياسات الإسكان حديثا على محدودي الدخل بدلا من الإسكان المتوسط والفاخر. واعتبر ممدوح الولي الصحفي ومؤلف كتاب العشوائيات والعشش أن اهتمام الدولة بالمناطق العشوائية يرجع لدواع أمنية وليس لأسباب إنسانية أو اجتماعية لان قتلة الزعيم الراحل أنور السادات اختبأوا في مناطق عشوائية. وتعد مصر أكثر الدول العربية سكانا ويقترب عدد سكانها من 80 مليون نسمة. وحذرت أستاذ الاجتماع سعاد عبد الرحيم من أن اخطر مشاكل العشوائيات يتمثل في انعدام الخصوصية للأسرة وللعلاقات بين الناس. وقالت كيان الأسرة مفقود بسبب التزاحم على منافذ الخدمات القليلة وضيق الوحدات السكنية والشوارع. وحذرت من أن النتيجة تكون عشوائيات في كل شيء.. وأطفال شوارع.. فلا وقت للأسرة كي تربي. وقالت أن هذا الاتجاه يسهم في تدهور القيم والعلاقات بين الأفراد وأوضاع المجتمع ككل. ورغم ذلك لا تبدو احتجاجات اهالي جزيرة محمد نموذجا يسهل تكراره في المناطق العشوائية بالمدن المصرية الكبرى.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات