الرياضة

من ذاكرة المونديال : أحمد شوبير

من ذاكرة المونديال :  أحمد شوبير

قليلون في الملاعب المصرية من حراس المرمى الذين سطروا أسماءهم في صفحات التاريخ ونال اثنان منهم فقط شرف اللعب في المونديال، ومن المفارقات أن كلا الحارسين لعبا للأهلي ومشاركتهما في المونديال كانت في ايطاليا الأول مصطفى كامل منصور عام 1934 والثاني احمد شوبير 1990. ويمكن وصف مسيرة احمد عبد العزيز شوبير بالمثيرة حتى انه لقب بأيوب الكرة المصرية فمن تابع بدايته مع الأهلي لا يمكن له مهما كان خياله خصبا إن يتوقع ما وصل إليه شوبير من نجومية وما حققه من إنجازات. فالبداية كانت في ناد مغمور بمدينة طنطا مسقط رأسه (نحو 100 كلم شمال غرب القاهرة)، وتألق شوبير في حراسة المرمى التي عشقها وكان يرى عمالقة حراس المرمى في مصر احمد إكرامي وثابت البطل وعادل المأمور حراس المنتخب في السبعينات ويمني نفسه بالوصول إلى مستواهم فدفعه طموحه إلى مزيد من التدريب والجدية وكان طموحه بلا حدود فتألق ولفت الأنظار اليه وبات هدفا لكل الأندية الكبيرة لضمه إلى صفوفها. لكن البداية الحقيقة كانت عندما ضمه الأهلي في مطلع الثمانينات وكان عمره 17 عاما ليجد نفسه في تدريب واحد مع إكرامي والبطل لكن حلمه باللعب للفريق الأول لم يكن مسموحا له بالتحقق في ظل وجود هذين الحارسين الكبيرين وبقي شوبير بعيدا عن الأضواء واللعب حتى انه ظن انه عائد لا محالة إلى ناديه الأول أو اللعب لناد آخر غير الأهلي وبات شوبير أسيرا للمجهول واختار الصبر والأمل ولاحت بادرة أمل عندما أصيب إكرامي فتم ضمه إلى الفريق ولكنه بقي اسير مقاعد البدلاء واستمر نحو ستة أعوام حتى لقب بأيوب لكنه لم يفقد الامل يوما ولم يتهاون في التدريبات لحظة وكان يتعامل وكأنه سيلعب المباراة المقبلة. وتحقق الأمل عندما كان إكرامي والبطل مع المنتخب المصري وقرر الاتحاد المصري إقامة مباريات بطولة كأس مصر من دون اللاعبين الدوليين لأول مرة فلعب شوبير وكان على موعد مع التألق وامسك بالفرصة وعض عليها بالنواجذ وقاد الأهلي للفوز بكأس مصر لينطلق شوبير نحو القمة والنجومية ومن الأهلي إلى المنتخب المصري حتى أصبح الحارس الأول لمصر منذ العام 88. وعوض تألق شوبير مع الأهلي عن سنوات الصبر الطويلة وحقق العديد من الإنجازات خلال النصف الأول من الثمانينات وبقي حلمه يراوده بتحقيق أنجاز مع المنتخب، وتحقق له ما أراد عندما اختاره الجوهري حارسا أول للمنتخب في تصفيات كأس العالم 90 فتشبث بالفرصة بالإجادة والتفوق حتى تحقق الإنجاز بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم في ايطاليا ويواصل تألقه في المونديال ليحفر اسمه في سجل الشرف للكرة المصرية. وإذا كان شوبير حقق أحلامه التي لم يكن احد يتوقعها في ظل عقبات البداية التي واجهته إلا إن حلما واحدا لم يتحقق لشوبير كان يتمناه وكان قاب قوسين أو أدنى منه وهو الاحتراف الأوروبي وكان تلقى عروضا عدة أبرزها من ايفرتون الإنكليزي لكن عقبات عدة حالت دون ذلك فاستمر مع الأهلي حتى اعتزل اللعب عام 98 بعدما عوض سنوات البداية التي ضاعت هباء بالاستمرار في الملاعب حتى بلغ عمره 37 عاما حفلت بالإنجازات واتجه بعدها إلى الإدارة، فهو انتخب عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكرة المصري الحالي وان كان يتمنى إن يكون ابنه محمد خليفته في حراسة مرمى الأهلي ومنتخب مصر ليكتب سطورا جديدة في سجل أنجاز والده.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة