الرياضة

بعد أن طالت الإساءات منزل والديه.. المرزوقي يستقيل

بعد أن طالت الإساءات منزل والديه.. المرزوقي يستقيل

امتثل الدكتور خالد المرزوقي رئيس نادي الاتحاد، لأمر والديه بالابتعاد عن المجال الرياضي بعد أن تجاوزت الإساءات التي تعرض لها جميع الخطوط الحمراء، الأمر الذي أجبره على إعلان استقالته بشكل رسمي من إدارة النادي رغم تبقي ثلاثة مواسم من فترة ولايته بعد تنصيبه رئيسا للنادي مطلع الموسم الذي أقفل أبوابه قبل أسبوعين. ولم يمنح والدا الدكتور المرزوقي نجلهما فرصة للتفكير أو التفاوض في مستقبله في رئاسة ناديه، ولا سيما أن ما تعرض له يوصف بتجاوز المسيئين كل الأعراف حيث لم تمنعهم حدود اللياقة والأدب حتى وصلت إساءاتهم إلى هاتف منزل والدي، مضيفا "رضا والدي وراحتهما أهم من كل شيء، رغم أن لهما تجربة سابقة بدخول شقيقي أحمد المجال الرياضي برئاسة نادي الأهلي، إلا أنها لم تكن قاسية مثل ما مررت به". وأشار المرزوقي إلى أن الإساءات التي تعرض لها من أنصار الاتحاد أو المحسوبين عليه، تنوعت وتعددت أشكالها، الأمر الذي أجبره على تغيير هواتفه باستمرار. ولم يتوقع رئيس الاتحاد أن تصل الإساءات إلى هذا الحد، مضيفا "وصلتني رسائل بذيئة جدا جدا، وإلى الآن لم أستوعب كيف قام باعثها بكتابتها، الأمر الذي جعلني أندم على دخولي المجال الرياضي حيث لم أتوقع أن يكون بهذا الشكل.ولفت إلى أنه سيحتفظ بها لعرضها على خليفته في رئاسة النادي كي يحضر نفسه قبل أن يصدم بواقع الوسط الرياضي. وأضاف "عندما تلقيت الرسائل في بادئ الأمر، كان يخالجني شعور بالألم والندم لدخولي المجال الرياضي، إلا أنني أصبحت لدي حصانة منها، وأضحيت أقرأها وأنا مبتسم، وكنت على يقين أن الله سيأخذ حقي منهم لأنني لم أقدم على عمل يستحق ذلك". ولفت إلى أن دخوله المجال الرياضي برئاسة نادي الاتحاد، أثر في حياته الاجتماعية بشكل عام، وقال "بات مستحيلا في ظل هذه الظروف والضغوط أن أزور، أو أشرف على عيادتي الخاصة في الفترة المسائية، ولا سيما أن متابعة ناديه تتطلب الوجود في النادي مساء ،إضافة إلى السفر مع فريق كرة القدم أينما حل أو ارتحل". وأشار إلى أن طلابه حاولوا مرارا وتكرارا تحويل محاضرته إلى نقاشات عن الشأن الاتحادي ،الأمر الذي يرفضه بتاتا، مضيفا "كنت حازما وصارما معهم في هذا الأمر وأخطرتهم أن من يريد أن يناقش شأنا من شؤون الاتحاد يحضر إليه في أوقات الفراغ وليس في المحاضرات". وعن مطالبة طلابه ومرضاه بالاستقالة عن رئاسة الاتحاد، قال "واجهت مثل هذه المطالب، حيث نصحني بعض الطلاب والمرضى بالابتعاد عن المجال الرياضي كليا، والاكتفاء بالطب والتدريس، وأنا الآن استمتعت إلى نصحهم في النهاية". وعن تأثير الإساءات التي تعرض لها في شعور طلابه، رد "لم يبادرني طالب بكشفها صراحة، ولكن هم مثل أبنائي حيث أقرأ في عيونهم الكثير، ولا سيما أنهم لا يرضون أن يتعرض قدوتهم الذي له باع طويل "ثلاثة عقود" في التدريس لمثل هذه الإساءات"، لافتا إلى أنه حاول التعامل مع الجماهير بالتي هي أحسن، ولا سيما تلك التي تحتشد عند عيادته. وزاد "لم أستوعب إلى الآن وصف البعض الموسم بأنه كوارثي، لأننا كنا وصيف البطل الآسيوي، وصيف بطل دوري زين السعودي، وبطل كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، فضلا عن تحقيق بعض البطولات في مختلف الألعاب". وقدم شكره إلى الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ،ونائبه الأمير نواف بن فيصل على الوقوف معه ودعمه منذ ترؤسه النادي، ومطالبته بالاستمرار في منصبه، موصلا شكره أيضا إلى أعضاء شرف النادي، الذين بعث لهم فحواها "الآن استوعبت الدرس بعد أن أقدمت على خطوة لم أدرسها، ولا سيما أن الاتحاد مليء بالخفايا التي أجهلها". وكانت "الاقتصادية" قد أشارت إلى أن رئيس الاتحاد يضمر الرحيل بعد أن وصلت الإساءات إلى حد لا يطاق، ولا سيما أنها تدار بأيد خفية، لإزاحته من كرسي النادي، حيث لم يكتف الأمر ببعث الرسائل أو الهجوم الإعلامي بل وصل إلى الاحتشاد حول منزله وعيادته، ما حول حياته إلى جحيم لا يطاق من كثرة الضغوط التي يتعرض لها رغم تحقيق فريقه كأس دوري خادم الحرمين الشريفين للأبطال. ("الاقتصادية" 16/5/2010).
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة