طالبت وزيرة العدل الألمانية زابينه لويتهويزر شنارنبرجر الكنيسة الكاثوليكية بدفع تعويضات لضحايا الاعتداءات الجنسية من قبل رجال الدين الكاثوليك على أطفال منذ خمسينات القرن الماضي.
جاء ذلك مع انطلاق محادثات المائدة المستديرة أمس الجمعة في برلين برعاية الحكومة الألمانية في محاولة لتجنب تكرار هذه الاعتداءات من جانب المصابين بالميول الجنسية الشاذة تجاه الأطفال في مؤسسات كنسية ومدارس علمانية وملاجئ.
وأظهرت الفضيحة التي انكشفت أواخر كانون ثان/يناير الماضي تورط عشرات من رجال الدين الكاثوليك في ألمانيا في ارتكاب هذه الاعتداءات بحق الأطفال وتورط مسئولين في الكنيسة في التستر على هذه الاعتداءات. وقالت الوزيرة لويتهويزر شنارنبرجر إن التعويضات المقترحة للضحايا ستكون محل سجال وخلاف واسع وأضافت:"ستكون هناك بالتأكيد سجالات مثيرة و تعارض في المصالح".
غير أن الوزيرة أكدت أن الجلسة التأسيسية لحوار المائدة كانت مشجعة. وعادة ما يقر القانون الألماني دفع تعويضات مالية جراء الخسائر الاقتصادية ولا يسمح بالغرامات المالية العقابية. ففي حين دفعت الكنيسة الكاثوليكية في الولايات المتحدة وبريطانيا تعويضات بملايين الدولارات للضحايا فإن الكنيسة في ألمانيا لم تدفع سوى مبالغ زهيدة نسبيا.
ويشارك ثلاثة وزراء ألمان في المحادثات التي انطلقت اليوم. وقالت الوزيرة الألمانية لشئون الأسرة كريستينا شرودر إن المشاركين في هذه المحادثات يسعون للتغلب على تداعيات ما حدث وفعل كل ما هو ممكن لجعل الإساءة الجنسية للأطفال "مستحيلة بقدر الإمكان" في المستقبل.
وقالت وزيرة العدل لويتهويزر شنارنبرجر:"إنها مهمة كبيرة للغاية، تلك التي أخذناها على عاتقنا وهي مهمة لا يمكن تحقيقها إلا بالتعاون مع القوى الآخرى الفاعلة في مجتمعنا". أشارت الوزيرة إلى أن هذه الجهود تسعى للنظر في كيفية الاعتراف بمعاناة الضحايا. أضافت لويتهويزر شنارنبرجر:"لابد أن يكون الهدف الأسمى هو: أن نكون عادلين مع الضحايا وأن تتخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من هذه الاعتداءات وتجنب وقوعها مستقبلا".
