الرياضة

لاعب كرة قدم أمريكي يتحدى بطل العالم بولت في مسافات أقل من 100 متر

لاعب كرة قدم أمريكي يتحدى بطل العالم بولت في مسافات أقل من 100 متر

خوض سباقات غير تقليدية والمشاركة في مباريات "استثنائية" كثيرا ما يجذب نجوما وابطالا يجدون في مثل هذه الخطوات "خروجا عن المألوف" وتحقيق "سابقة" تسجل لهم، وتعزز من شهرتهم وحضورهم وحتى تعزيز ارقامهم القياسية ومجموعة القابهم. في العقود السابقة، كثر الحديث عن مواجهات او تحديات بين عدائين او سباحين، على غرار نزالات الملاكمة. واختيرت مسافات "وسط" للجمع بينهم، بعضها كتب لها النجاح واخرى ظلت في باب الامنيات او مشاريع لم تتضافر عوامل تحقيقها. علما ان الغاية الابرز من ورائها صفقات ترويجية وتسويقية عادت او تعود بالنفع على المنظمين والمشاركين. ولطالما حظي مثلا الحديث عن سباق تحد يجمع الكندي بن جونسون والاميركي كارل لويس او مواطنه مايكل جونسون، باهتمام بالغ وتحليلات متعددة. بعد تفوقه الاولمبي المدوي، خاض العداء الجامايكي اوساين بولت حامل الرقمين القياسيين العالميين في الـ100 والـ200م، سباقا للـ150م ضمن خط مستقيم في احد مانشستر العام الماضي، في مستهل موسمه الذي توجه بثلاثة القاب عالمية في برلين، على غرار مثيلتها الاولمبية في بكين عام 2008 (100م، 200م، البدل 4 مرات 100م). وهو يطلق تحديا جديدا في 27 مايو المقبل في العاصمة السلوفاكية اوسترافا، اذ اعلن عن خوضه سباق الـ300م على مضمار. وكشف بولت انه اعتاد على جري الـ300م خلال التدريب "وستكون المرة الأولى التي أنافس فيها على هذه المسافة". وهو يطمح الى تحطيم الرقم القياسي الذي يحمله الأميركي جونسون (85ر30 ثانية) وسجله عام 2000 في مدينة بريتوريا الجنوب افريقية، المرتفعة عن سطح البحر. وقد خصصت جائزة نقدية مقدارها 30 ألف دولار لمن يعزز الرقم القياسي. ويعتبر بولت ان نسخ رقم الـ300م مرحلة ضمن مشروع التوجه لاحقا الى خوض سباقات الـ400م، وتحطيم الرقم العالمي المسجل أيضا باسم الاميركي جونسون والبالغ 19ر43 ثانية. علما ان العداء الجامايكي سجل 86ر45 ثانية في السباق التقليدي السنوي الذي "يدشن" به موسمه في عاصمة بلاده كينغستون. وقد أعلن ان "مشروع الانتقال" لن يبصر النور جديا قبل دورة لندن الاولمبية عام 2012. وكأنه كتب لبولت "عيش التحديات" مع الأميركيين، فالى برنامج الدوري الالماسي هذا الموسم الذي سيضعه وجها لوجه امام بطل العالم السابق الأميركي تايسون غاي، يبدي لاعب كرة القدم الاميركية كريس جونسون (فريق تينيسي تيتانز) استعداده للمنازلة على مسافة جد قصيرة، استنادا الى سرعته الانقضاضية وردة فعله "الانفجارية" اللتين تعتبران الافضل بين لاعبي الدوري الاميركي. مع الاشارة الى ان كرة القدم الاميركية جذبت دائما عدائين موهوبين لاسباب عدة. ويؤكد جونسون قدرته التغلب على "الصاعقة" بولت في مسافة الـ40 ياردة، ورقمه الشخصي 24ر4 ثانية بالتوقيت اليدوي، وهو رقم قياسي للدوري الاميركي سجله عام 2008. وتجرى اتصالات لإتمام هذا اللقاء لأهداف خيرية، علما ان ردة فعل بولت الأولى كانت حاسمة، اذ جدد رفضه خوض سباق تقل مسافته عن الـ100م. وللمقارنة، حين نسخ بولت رقمه العالمي في الـ100م (58ر9ث) خلال بطولة العالم في برلين 2009، بلغ توقيته عند اجتيازه نقطة الـ30م زمنا مقداره 79ر3ث، و64ر4ث عند نقطة الـ40م أي نحو 34ر4ث للـ40 ياردة (5ر36م)، وهو افضل من رقم جونسون اليدوي، لا سيما انه لم تتوافر لانطلاقة اللاعب الاميركي معايير سباق المضمار، وتحديدا رصد ردة الفعل المقدرة بـ146ر0 لبولت واستخدام مكعب الانطلاق، ما يجعل رقم جونسون 40.4ث لو استخدم ميقاتيون معدات توقيت كهربائية في قياسه وضبطه. وبالتالي يطرح السؤال لماذا رفض بولت عرض جونسون؟ والجواب ببساطة انه يدرك جيدا ان مثل هذه المشاركة تفيد منافسيه بالدرجة الاولى وتقدم لهم الشهرة على طبق من ذهب. كما يجد محيطوه ان بطل العالم لم يجد في "هذا الاختبار ما يغري، وقد يضره اكثر مما يفيده" في موسم انتقالي سيركّز خلاله على جولات الدوري الالماسي، التي من المقرر ان يخوض سبعا منها، ومن ضمنها مواجهته المرتقبة مع مواطنه آسافا باول (حامل الرقم القياسي العالمي السابق) وغاي. وتحدد سباق بولت - غاي في نيويورك (12 حزيران/يونيو)، وبولت - باول في لقاء باريس (16 تموز/يوليو). ويجمع الثلاثة سباق في لقاء بروكسل الدولي (27 آب/اغسطس)، سيكون الاغلى في التاريخ بحسب منظمه ويلفريد ميرت. وهدف بولت الصمود في الصدارة من دون خسارة هذا الموسم، وتسجبل اوقات بحدود 90ر9 ث وما دون في الـ100م، تبقيه جاهزا ليقترب دائما من رقمه العالمي، خصوصا انه فضلا عن قدرته الفنية والبدنية يتفوق نفسيا على منافسيه.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة