وزير الزراعة يفتتح ورشة عمل الوضع الراهن والرؤية المستقبلية للزراعة المحمية

أفتتح الدكتور فهد بن عبد الرحمن بالغنيم وزير الزراعة اليوم فعاليات ورشة عمل " الزراعة المحمية .. الوضع الراهن والرؤية المستقبلية " التي تنظمها وزارة الزراعة ، تحت عنوان " نحو أمن غذائي ومائي " وذلك في قاعة الملك فيصل في فندق الانتركونتننتال في الرياض، والتي تستمر ثلاثة أيام. وبدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى الدكتور عبدالله بن عبدالله العبيد وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث والتنمية الزراعية كلمة أوضح فيها أهمية القطاع الزراعي في اقتصاد أي دولة مبيناً اهتمام وعناية الدولة بهذا القطاع من خلال سياسات وبرامج الدعم والتشجيع والحماية حتى أصبح أحد قطاعات الاقتصاد السعودي الهامة في ظل ظروف موردية محدودة وعوامل مناخية قاسية. #2# وأشار الدكتور العبيد إلى أن القطاع الزراعي يمر بمنعطف جديد على الصعيدين المحلي والدولي فعلى الصعيد المحلي تأتي محدودية موارد المياه وارتفاع تكاليف الإنتاج وتغير سياسات الدعم والحماية ومحدودية الخدمات المساندة وضعف التسويق والخدمات التسويقية وفي المقابل على الصعيد الدولي تبرز تحديات أخرى تفرض واقعها من أهمها تنامي تداعيات العولمة من زيادة فتح الأسواق واشتداد المنافسة نتيجة انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية وقيام الاتحاد الجمركي الموحد لدول مجلس التعاون ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى ومناطق التجارة الحرة مع بعض الدول. وأبان وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث والتنمية أن الوزارة اتخذت الكثير من الإجراءات والاستراتيجيات لتؤكد الدور الايجابي للقطاع الزراعي للتكيف مع المتغيرات والتحديات الجديدة وبما يؤدي إلى تعظيم الاستفادة منها وتقليل أضرارها ، ويأتي أقامة ورشة العمل هذه لتأكيد دور هذا النشاط الزراعي في تحقيق أهداف التنمية الزراعية المستدامة وفي مقدمتها ترشيد استخدام المياه وتحقيق الأمن الغذائي كما تهدف الورشة على زيادة كفاءة الإنتاج في الزراعة المحمية واستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة المحمية وإنتاج واستخدام التقنية الحيوية والحد من استخدام التقنيات الحديثة في الري وبما يؤدي إلى ترشيد استخدامها لأقصى حد ممكن والوصول إلى وضع رؤية مستقبلية واضحة ومتكاملة للزراعة المحمية في المملكة. #3# اثر ذلك ألقى المهندس عبدالله العوين مدير عام صندوق التنمية الزراعية كلمة الجهة الراعية أوضح فيها الدور الذي تقوم به وزارة الزراعة للنهوض بالقطاع الزراعة المحمية حيث تهدف هذه الورشة إلى تحويل القطاع من الحالة التقليدية إلى وضع يتسم بالتقنيات العالية التي تسهم في تحقيق عدد من أهداف الإستراتيجية الزراعية التي تدعو لها الدولة , وتتلخص رسالة صندوق التنمية الزراعية ورؤيته في إيجاد بيئة زراعية مستدامة ذات أداء عال مع الاهتمام بسلامة البيئة وصحة الإنسان وذلك عن طريق بناء قطاع زراعي متكامل يقوم بتوفير منتجات غذائية آمنه وبأسعار مجزية للمنتج ومناسبة للمستهلك. وأشار المهندس عبدالله العوين إلى أن الصندوق في الفترة الماضية قام بمنح قروض لما يقارب 280 مشروعاً متخصصا للزراعة في بيوت محمية مكيفة تجاوزت قيمتها المليار ريال. عقب ذلك ألقى وزير الزارعة كلمة رحب فيها بالحضور بين فيها أن هذه الورشة تأتي كأحد مخرجات جهود وزارة الزراعة للتعريف بالأنشطة الزراعية المرشدة لاستخدام مياه الري، وانسجاماً مع توجهات الوزارة لتشجيع هذا النشاط الزراعي الهام ودوره الحيوي للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، وما يميز هذه الورشة أنها تنعقد بعد بدأ وزارة الزراعة بالتعاون مع جامعة الملك سعود في إنشاء مركز أبحاث الزراعة المستدامة الذي جاء بمبادرة من وزارة البترول والثروة المعدنية وتمويل من شركة سابك، كما يميزها تنوع المشاركة من عدة دول لها تجارب في مجال الزراعة المحمية ونتمنى أن يساهم ذلك في إثراءها وتحقيق الأهداف المرجوة منها. #4# وذكر أن المملكة تقع في منطقة تعاني من ظروف مناخية صحراوية قاسية وتفتقر للموارد المائية الطبيعية المتجددة، وعدم وجود الأنهار، وشح بالأمطار ومن هذا المنطلق تدرك وزارة الزراعة أهمية التوازن بين ندرة الموارد المائية وتحقيق الأمن الغذائي في المملكة ولهذا انتهجت سياسة زراعية متوازنة تمثلت في اتخاذ العديد من الإجراءات والقرارات للمحافظة على المياه. وقال "إن الوزارة تسعى جاهدة لتشجيع استخدام طرق ونظم الري الحديثة والابتعاد عن استخدام طرق الري التقليدية كالري بالغمر، وتوجت ذلك بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لتشجيع العمل في الأنشطة الزراعية التي تعتمد على الاستهلاك المائي المنخفض مثل نشاط إنتاج الدواجن والأسماك والزراعة بالبيوت المحمية التي تعّد أحد أهم الأنشطة الزراعية الحديثة التي تناسب ظروف المملكة، لما لها من ميزات متعددة من أهمهما إنتاج الخضار على مدار العام، وارتفاع إنتاجية وحدة المساحة، واستهلاكها المُقنن من المياه، والتحكم في الظروف البيئية، وسهولة مراقبة الأمراض والآفات التي تصيب المزروعات تحت ظروف الزراعة المحمية، ولازال الأخذ بهذا النمط من الزراعة يتزايد في هذه البلاد نتيجة لدعم ولاة الأمر "أيدهم الله" مما تحقق معه انتشار مشاريع الزراعة المحمية بأنواعها المختلفة في جميع مناطق المملكة لتساهم في الوفاء بجزء من احتياج سكان المملكة من المنتجات الزراعية ". #5# وأضاف وزير الزراعة "و ما يشجع على هذا النوع من الزراعة أن التجارب أثبتت أنها تودي إلى توفير كبير في استهلاك المياه يصل إلى حوالي 90% من المياه المستخدمة مقارنة بالزراعة التقليدية لذلك أولت المملكة اهتماماً كبيراً بتشجيع الزراعة بالبيوت المحمية، وكان من ثمار هذا الاهتمام أن حقق هذا النشاط أرقام إيجابية خلال الثلاثة العقود الماضية، حيث ارتفعت المساحة المزروعة بالخضروات في البيوت المحمية بالمملكة من حوالي 191 هكتار إلى حوالي 9000 هكتار وكذلك ارتفاع إنتاجها من 13 ألف طن إلى حوالي 740 ألف طن //. اثر ذلك شاهد معالي وزير الزراعة والحضور فيلما وثائقيا بعنوان ( الإنسان والأرض ). وفي ختام الحفل قام معاليه بافتتاح المعرض المصاحب الذي شارك فيه عدد من الجهات الزراعية من القطاعين الحكومي والخاص.