5 مليارديرات يسكنون منازل قديمة ويسافرون في الدرجة الاقتصادية ويستخدمون النقل العام

لا بد أنك تخيلت مرة واحدة في حياتك على الأقل ، ولعلها مرة واحدة في الأسبوع أو في اليوم ، أن ثروة هبطت عليك من السماء. فماذا تفعل لو كنت تملك ملايين أو حتى مليارات الدولارات؟ صدق أو لا تصدق، هناك مليونيرات ومليارديرات بيننا متنكرون في صورة أشخاص عاديين متوسطي الحال. هيا بنا نلق نظرة من قريب على بعض من أشد الأثرياء اقتصادا في العالم. وارن بافيت هناك ملايين من البشر يقرأون كتب بافيت ويتابعون جميع تحركات شركته التي تحمل اسم بيركشاير هاثاوايBerkshire Hathaway. لكن السر الحقيقي وراء ثروة بافيت الشخصية ربما يكون ولعه بالاقتصاد في الإنفاق. فبافيت الذي تقدر ثروته بمبلغ 47 مليار دولار يتجنب البيوت الفارهة والسلع المترفة، وما زال هو وزوجته يعيشان في بيتهما المتواضع الذي اشترياه في مدينة أوماها في ولاية نبراسكا بمبلغ 31500 دولارا فقط منذ أكثر من 50 عاما. وعلى الرغم من أن بافيت سبق أن تناول طعامه في أفخم المطاعم حول العالم، فإنه لو أتيح له الاختيار فسوف يختار وجبة من البورجر والبطاطس المقلية وزجاجة كوكاكولا باردة بطعم الكرز. وعندما سئل عن سبب عدم امتلاكه يختا أجاب قائلا: «معظم اللُعب مصدر إزعاج». إن قصة تحوّل الرجل من بيع المشروبات الغازية إلى شراء الشركات وتكوين مليارات الدولارات تستحق الدراسة والتحقيق. كارلوس سليم رغم أن معظم الناس في العالم يعرفون بيل جيتس، فإن اسم كارلوس سليم نادرا ما يذكّرنا بشيء مألوف. لكن هذا الاسم يستحق أن تعرفه. فسليم المولود في المكسيك أُعلن توا عن احتلاله مركز أغنى ملياردير في العالم. هذا صحيح، إنه أغنى من مؤسس «مايكروسوفت» فائق الشهرة. تزيد ثروة سليم على 53 مليار دولار، وعلى الرغم من أنه يستطيع الاستمتاع بأكثر الرفاهيات بذخا في العالم، فإنه نادرا ما ينغمس في الملذات. وكما هو الحال مع بافيت، لا يمتلك سليم يختا أو طائرة ويعيش في البيت نفسه منذ ما يزيد على 40 سنة. إنجفار كامبراد مؤسس ظاهرة الأثاثات السويدية «أيكيا» أصاب النجاح ببيعه أثاثات في متناول اليد يستطيع المرء تجميعها بنفسه. لا يعتبر كامبراد اكتشاف طرق توفير الأموال مجرد شيء يقدمه لعملائه، بل هو قيمة شخصية جليلة. وقد نُقل عن كامبراد قوله: «إن رجال «أيكيا» لا يقودون سيارات مبهرجة ولا يقيمون في فنادق مترفة». وهذا ينطبق على مؤسس الشركة أيضا. فهو يسافر جوا لأغراض العمل بالدرجة الاقتصادية، وعندما يحتاج إلى التنقل داخل مدينته فإما يستقل الحافلة وإما يقود سيارة يمتلكها من نوع فولفو (240 GL) وعمرها 15 سنة. تشاك فيني ربما كان لنشأة تشاك فيني في أعقاب الكساد الكبير كأمريكي من أصل إيرلندي علاقة باقتصاد في الإنفاق، حيث أصبح المؤسس المشارك لمجموعة ديوتي فري شوبرز(Duty Free Shoppers) مليارديرا في هدوء، رافعا شعاره الشخصي «بدأت مشواري كي أعمل جادّا لا لأصبح ثريا»، لكنه في كتمان أشد تبرع بمعظم ثروته من خلال مؤسسته الخيرية «أتلانتيك فيلانثروبيز» Atlantic Philanthropies، حيث تبرع بمليارات الدولارات للمدارس والأقسام البحثية والمستشفيات، علاوة على تبرعه بما يزيد على 600 مليون دولار لمصلحة جامعة كورنيل التي تخرج فيها. يكره فيني إنفاق المال إلا إذا كان مضطرا إلى ذلك، لكنه يفوق كلا من بافيت وكامبراد في جانب التبرعات، إذ لم يتفوق عليه أحد في التبرعات إلا مؤسسة فورد ومؤسسة بيل ومليندا جيتس. يكثر فيني استخدام وسائل المواصلات العامة، ويستخدم الدرجة الاقتصادية عنده سفره جوا، ويشتري الملابس من محال بيع التجزئة، ولا يهدر أمواله على شراء دولاب من الأحذية الغالية، قائلا: «أنت لا تستطيع ارتداء أكثر من زوج واحد من الأحذية في كل مرة». وقد ربى فيني أولاده على الطريقة نفسها، فجعلهم يعملون في الوظائف الصيفية نفسها التي يعمل فيها معظم المراهقين. فريدريك ماير إذا كنت ممن يعيشون في الغرب الأوسط فهناك احتمال أنك تتسوق من سلسلة متاجر البقالة التي يملكها ماير، الذي تزيد ثروته على خمسة مليارات دولار، جمع نصفها تقريبا عندما كان الجميع يرون ثرواتهم تتناقص في عام 2009. وكما هو الحال مع بافيت، يشتري ماير سيارات بأسعار معقولة ويقودها إلى أن تنتهي صلاحيتها، وكما هو الحال مع كامبراد، فإنه يختار الموتيلات ذات الأسعار المعقولة عندما يسافر في عمل. وكما هو الحال مع تشاك فيني، فإنه أيضا يركز على الخير الذي يمكن أن تجلبه ثروته للمجتمع بدلا من إنفاقها بلامبالاة. الخلاصة السر وراء بعض من أثرى أثرياء العالم هو أنهم نادرا ما يتصرفون كأثرياء. فهم مشغولون باكتشاف طرق للتوفير والاستثمار لزيادة ثروتهم مستقبلا بدلا من إنفاق أموالهم بطيشٍ، وهذه عادة قد تجد في نفسك رغبة في التفكير فيها كي تكوّن ثروتك الصغيرة.