المقالات

باق في قلوبنا يا جدي الحبيب

باق في قلوبنا يا جدي الحبيب

ثلاثة أسابيع مرت على فراقك يا جدي وعادت حياتي إلى ما كانت عليه، لكنك ما زلت معي لم تفارقني لحظة، فحين أذكر أني لن أراك مجددا في مواضع اعتدت أن ألقاك فيها منذ صغري أحس بغصة في قلبي .. فقد عشت معك في المنزل نفسه، وكنت أول شخص أراه في المسجد، ودائماً أراك في المكتب، أرافقك في زياراتك واستقبالاتك للناس، أقضي معك عطلي الرسمية في كل عام. كنت نعم القدوة الحسنة، لن أنسى ما تعلمته منك يا جدي من وفاء وصبر وتواضع وحسن المعاملة. فقد كنت تحسن للصغير قبل الكبير، الضعيف قبل القوي، تكتم الغيظ وتصبر على الظلم. لم أرك في يوم تجزع من مصيبة، رأيتك تصبر وتحمد الله عليها. فقد كنت أرى فيك قول الله تعالى في كتابه الكريم «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس»، لم أرك يوماً تسيء لمن أساء إليك بل كنت دائماً تحسن الظن وتبادر بالعفو والسماح. أعطيت فأجزلت العطاء لم تكن لترد محتاجاً أو تنهر سائلاً حتى وإن علمت أنه غير محتاج فكنت تقول بأسلوبك العفوي النادر «أعطوه ما يخالف لا تخلونها في خاطره». أحبك الناس على مختلف طباعهم ومراكزهم وجنسياتهم. فيا ليتني يا جدي أصبح مثلك. اشتد عليك البلاء يا جدي في آخر حياتك ولكننا كنا نعلم أن الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبده ابتلاه، فأسأل الله تعالى أن يجعل ما عانيت منه طهوراً وتكفيرا.. رحلت يا جدي ولكنك لم ترحل عنا، ستبقى ذكراك ومحبتك في قلوبنا ما بقينا.. أسأل الله أن يبدلك داراً خيراً من دارك وأهلاً خيراً من أهلك وزوجاً خيراً من زوجك.. إلى رحمة الله يا جدي الحبيب. فهد إبراهيم محمد الجميح
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المقالات