في بهو الجامعة

في بهو الجامعة

الحديث عن تجربة أي طالب وطالبة في المرحلة الجامعية لا بد أن يكون دائراً بين جميع فئات الشباب، وإن بدأته فإن مجرى الحديث يأخذك إلى بعض التحديات التي يعاصرها الشباب في الجامعات والكليات التي يرتادونها. بعضهم مُحبط وبعضهم يعدّ الأيام حتى يوم التخرّج، بدون أن يخطر على بال أحدٍ منهم بذل مجهود ولو بسيط ليستمتع بالمرحلة الجامعية، وتلك مرحلة لا بد أن تشكّل بصمة في حياة الكثير منّا على الصعيدين الشخصي والمهني. بعد مُعايشة النقاشات مع كثير من الطلاب والطالبات من مختلف الجامعات على مرّ الأيام يجدر بالذكر أنه من بعض أهم النقاط التي  تُطرح على الدوام من قبل جميع الطلاب أنه لا بد أن يقع الطالب ضحية سوء التفاهم بين أقسام الإدارة في الجامعة أو الكلية. فعندها ينتقل الطالب من مرحلة الاستفسار وتنفيذ المتطلّبات إلى مرحلة «مشقّة السؤال» و»استجداء التنفيذ»، فلا بد أن تكون أقسام الإدارة على دراية بما هو مطلوب من أفراد أقسامها، وألا يتكل كل قسم على تنفيذ قسم آخر. وكذلك يُشار كثيراً إلى أنه لا بد أن يتسم تعامل أفراد الإدارة والسلك الأكاديمي بالمهنية المطلوبة وأن يبتعد كل البعد عن التعامل الشخصي المفروض على الطلّاب من قبل أغلبيتهم. ويناقش الطلاب كثيراً مسألة اختلاف أساليب توزيع الدرجات من مدرس لآخر، فقد تأخذ أنت وزميلك المادة نفسها وعند أستاذين مختلفين، أحدهما يوزّع الدرجات منطقياً على أساس الجهد المبذول والآخر فتعتمد نسبة كبيرة من الدرجة على الحضور فقط، والحضور هنا يعني التسمرّ في المقعد طوال وقت المحاضرة حتى وإن كنت تلعب بهاتفك النقّال. كذلك يشتكي كثير من الطلاب من عدم كفاءة بعض المدرسين، وأن تسمية مدرس لبعضهم يكون ظلما للمسمّى نفسه. أما الشكوى المعتمدة – أو بالأصح النصيحة التي تعطى لأي مستجد - فهي أن الطلاب الذين لا يتم هضم حقوقهم ومطالبهم الشخصية هم الطلاب الذين يتبعون أسلوب «الفرض» بطرق متعارف عليها اجتماعياً بـ «طوالة اللسان» ولكنها تُؤدّى بأسلوب دبلوماسيٍ بحت. وتكثُر الآراء وتختلف، فطلاب الجامعات الأهلية معاناتهم تختلف بعض الشيء عن طلاب الجامعات الحكومية. فأنظمة أغلبية الجامعات الأهلية تعتمد على الواجبات والمشاريع المطلوبة من الطلاب، فتجد أن أغلبية شكواهم تنصب في اختلاف مقياس تقييم الجهد المبذول على تلك الواجبات أو المشاريع، ولكن في نظري هذا هو الأسلوب الأمثل والمتبع في أغلبية الجامعات الأجنبية. أما طلاب الجامعات الحكومية فيسوؤهم مستوى ملحقات الجامعة المستخدمة لخلق البيئة المطلوبة للطلاب. في النهايةً يجدر بالذكر أن الحديث عن هذه السلبيات بدأ منذ زمن خلق الجامعات، وفي نظري أنا فإنه لا ينتهي. ولكن لا بد أن نستغل أهداف طرح تلك السلبيات وتحويلها إلى نقدٍ بنّاء تستغله إدارات الجامعات والكليات وأصحاب السلطة في فرض أساليب التحسين لنرقى جميعاً كأمة وشعب إلى المستوى المطلوب. لجين آل عبيد طالبة جامعية
إنشرها

أضف تعليق