وللثقافة وجه آخر !!

وللثقافة وجه آخر !!

نعم ..وللثقافة وجه أخر ، وجه يحمل كل المزايا والأخلاق والتربية الإلهية الكريمة التي من الله علينا بها، وٌمن على عقولنا بالتميز في قراءتها ، أن من يبحر في المياه الراكدة للوصول لمعنى تلك الكلمة بين المعاجم يجد أنها مشتقة من كلمة لاتينية تعني ( يزرع الأرض..! ياله من تفسير يوضح ما أريد أن اكتب ، وابلغ من أي كلمات يمكن للمرء أن يدافع بها عن الثقافة ، لقد أشمل وأوفى هذا المعنى بكل ما يحمله من قيم ، وأخجلنا أمام أنفسنا لعدم التيقن بأنه صاحب الخروج من النفق المظلم لعقولنا .معنى يكاد ينطق بكل اللغات ، ليغرس في عقولنا الثقة بالنفس والثقة بثقافاتنا ، يُلزم النفس بالتفوق في كل نواحي الحياة ، ولا يتوقف أبداً عن الاجتهاد في الحصول عليها . إن ما تشهده ثقافتنا العريقة وعلمنا بها هذه الأيام يسيطر عليه تشوه ثقافي ناتج عن كثرة المعلومات ومصادرها التي أصبحت تأتينا من كل زاوية في حياتنا ، وفي كل صباح ومع كل حركة لأجسادنا ، وأصبح العالم بأسره والعقول جميعها أسيرة تلك الثقافات والمعلومات المشوهه والمشوشة دون التأني في مصدرها الحقيقي ، الذي قد يكون بريء من تلك المعلومة الخاطئة ، لقد فقدنا الثقة بكل ما تقرأه أعييننا وتناسينا أن فقدان القدرة أو ضياع الفرصة لن يعوقنا، بل فقداننا الثقة بالنفس هو الذي يعوقنا ويعوق تقدم ثقافاتنا ، ولعل عدم معرفتنا بتفسير هذه الكلمة الرنانة التي تحمل بين حروفها أسمى الكلمات هو السبب الرئيسي في التخلي عن ذلك الوجه الحقيقي المثمر ، والوقوع فريسة لهذا الوجه المشوه حقا أنها التذوق المتميز للفنون الجميلة والعلوم الإنسانية، حقا أنها الثقافة عالية المستوى. حقا أنها النمط المتكامل من المعرفة البشرية، والاعتقاد، والسلوك الذي يعتمد على القدرة على التفكير الرمزي والتعلم الاجتماعي. دون أن نتجاهل إنها تحمل بين سطورها الذهبية مجموعة من الاتجاهات المشتركة, والقيم, والأهداف، والممارسات التي تميز الإنسان وتجعله ذو قيمة ثقافية. دعونا نعترف بأننا نعاني من تشوه ثقافي ، ناتج من أناس خلقوا ليختلفوا فقط ، أناس يرمون بشوائبهم في بئر ثقافتنا وهم لا يدركون أنهم قد يشربون منه يوما ، وان ما تشهده العقول الناشئة والتي ما زالت تتلمس طريقها إلى النجاح ، تعاني بشكل مباشر من ذلك التشوه ، وعدم المصداقية في الطرح والتحليل والنتائج لكثير من ثقافاتنا وآرائنا النيرة ، مما يجعلها حبيسة داخل نفسها مقيدة بسلاسل فكرية خاطئة ، محكوم عليها بالمثول أمام ضمائرها ، وهي لا تعلم كيف تدافع عن نفسها . لقد حان الوقت أن نقف بجانب هذه العقول الشابة ، وان نصحح لهم مفهوم الثقافة والغرض من التكيف مع معلوماتها النيرة الصحية والصحيحة ، ونؤكد له على أن أول خطوات الانتصار هي المحاولة ، وأن نعينه على أن يعيش حياته بكل الطرق التي تجعله تكتسب ، ويحتفظ باحترام وتقدير الناس ، وان نجعل من تبادل الثقافات وجه أخر يحمل قيم بلادنا وقيمنا العربية المليئة بالطموحات والفكر المستنير. لعلهم يؤمنون يوما بأن الحياة مليئة بالحجارة وعليهم جمعها وجعلها سُلما يصعدون به الى النجاح لا للتعثر فيها . أخي القارئ .. ابحر في قول المولى عزوجل في كتابه الكريم ( اقرأ وربك الأكرم *الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم ) ، لكي تعلم تماما بأنه لايوجد من هو أفضل منك ، ولكن هناك بعض الأشخاص أكثر تطوراً ومعرفة في بعض المجالات ، لذلك اجزم بأنك لست بحاجة لأن تكون مختلفاً عما أنت عليه الآن ، لكنك تحتاج أكثر لأن تكون نفسك بالفعل .
إنشرها

أضف تعليق