حياة الأنثى

حياة الأنثى

تقفُ البنتُ الصغيرة أمام المرآة تبتسم لنفسها تتأملُ أسنانها التي بدأت تتخلخل وتتساقط لِتنمو مكانها أسنان ثابتة جديدة ,تُنهرُ بشدة ويقال لها عيب على ماذا تنظرين إلى فمك الذي بدا كبيت قلعت نوافذه وأبوابه ...هذه الكلمة يتساقط معها كل معنى لكلمة أنا أنثى والجميع يُحبني ويراني جميله . ويستمر التساقط حتى التفريغ .. وتبحث عما يعوضه . تخضع لأبيها وأخيها تستسلم لعلها تعوض ما تساقط , وتستمر في العطاء والتنازلات . تقرأُ أشعاراً , قصصاً عن الحب وتتوق نفسها كأنثى الحس والمشاعر الصافية والبحث عن نصفها الأخر كما قرأت وتعلمت .. تنام وبين يديها قلم وورقه ترسم فستان زفافها الموعود تحلم برجل تمشي معه دروب حياتها.. وكلمات احرصي على رضاه .. يرضى عنك .. كوني مطيعة .. اخفضي صوتك لا تضحك كثيراً أمامه .. أعرفي ماذا يحب وما يعجبه ولا يعجبه ... بينما هو يسمع أنت رجل كن حازماً شديداً لا تضحك فيُضحك عليك لا تخضع لمطالبها , أخبرها من أول يوم بما تريد حتى تكون لك مطيعة ولا تخالف لك أمراً ..والصمت حكمة ...حُُرم من أن يكون رجل قوياً بالمودة والرحمة بينه وبين عروسه ... وتستمر في العطاء والاستسلام .. استمرت بكل جد في دربها... فطنت له لم تجده يخطو خطوة معها . استعمل الحكمة الغبية فترة, ثم ثار عليها وعلى سؤلها عنه وأيقظها بأن قال لها انتبهي لنفسك أولاً دعيني وشأني ...انتبهي لنفسك !! أنتبهي لنفسك ؟ وضعت أمامها ألف علامة تعجب واستفهام .. على ماذا أنتبه لنفسي ..يا ألهي كل ما فعلته من أجله ولم يعجبه ؟ تتساءل : ماذا فعلت لنفسي ؟ لم أفعل لها شيء تركتُها متساقطة عند المرآة . بينما أسنانها نمت قوية .. بَقيت نفسي وأُنُثتي كلها أسفل المرآة , ذهبت لملمتها وضمتها وقالت تعالي يا نفسي أعوضك ما فات من سنواتي العجاف وابتسمت وضحكة حتى قهقهة ... أحبت نفسها وثقت بها وأنها أنثى مليئة بالحياة كرمها الله وذكر حقوقها في كتابه العزيز أكثر من حق الرجل عليها .. هو لازال محاط بهالة دخانية من الوصايا الغبية التي حرمته من نفسه أيضاً ..... ابتسمت : ولأني أحبني سأنتزع حقي منه.
إنشرها

أضف تعليق