مذكرات مبتعث 9 : "امرأة كل ثلاثة أيام!"

مذكرات مبتعث 9 : "امرأة كل ثلاثة أيام!"

تشعر أحيانا هنا في بريطانيا أنك في مملكة النساء من كثرتهن لكن موقع الاحصاءت الوطني (www.statistics.gov.uk) يشير تقريبا إلى أعداد متساوية بين الجنسين في مختلف الأعمار ولعل طبيعة الأعمال التي يمارسها كل جنس توحي لنا بكثرة النساء اللاتي يكتسحن وظائف معينه مثل التدريس و خدمات العملاء و السكرتارية و التي كثيرا ما تواجهنا كطلاب بعكس وظائف كثيرة يغلب فيها الرجال مثل التكاسي أو الأمن و المصانع و حتى ورش السيارات التي لم أشاهد فيها امرأة قط أما الأساتذة في الجامعة فهم تقريبا يتوزعون بين الجنسين و الغلبة للرجال. و الحديث عن المرأة حساس و مثير و لكنه ذو شجون فلطالما كانت المرأة ضحية لافتراءات الرجل عبر التاريخ فأجدادنا من العرب كانوا يئدونها طفلة و الهنود يدفنونها حية إن مات زوجها لانتهاء صلاحيتها في نظرهم! أما التعامل مع المرأة خاصة العقود الأخيرة من الزمان فاخذ وتيرة أخرى أيضا بطلها الرجل لمصالح تقتضيها الحياة الحديثة و لكن بشعارات ظاهرها –أمام الإعلام- الرحمة و باطنها -من قبل المرأة- العذاب و الجميل هنا في الغرب أنهم يدونون و ينشرون "معظم" الإحصائيات و من يريد الحقيقة فعليه البحث ثم التحليل و التأمل ثم الاستنتاج! Every three days a woman is killed in England and Wales by her current or former partner" "في انجلترا و ويلز, تقتل امرأة كل ثلاثة أيام بواسطة شريكها الحالي أو السابق" هذه ترجمة العبارة السابقة و التي وجدتها معلقة في المستشفى ثم وجدتها عن طريق قوقل في صحيفة الجارديان و موقع رعاية المرأة. و عبارة أخرى تقول" The total cost of violence against women comes to £40.1bn per year " و ترجمتها "التكلفة الإجمالية للعنف ضد المرأة تصل ال 40.1 بليون جنيه إسترليني سنويا" و هي تفوق الصرف على وزارة الدفاع!! الأرقام كبيرة و مفجعة في بلد يعتبر الأمن فيه حالة راقية يشعر بها كل من زاره أو عاش فيه بل في بلد متحضر تزعم العالم يوما و مازال من دوله العظمى , في بلد ترأسه امراه و أدارت شئونه سنين طويلة امرأة وصفت بالحديدية لكن مهما قلنا في وصف البلد تضل الحقيقة أن المرأة هي أضعف من أن تكون رجلا و قوتها في أنوثتها و ليس في عضلاتها! حماية المرأة و رعايتها و الارتقاء بها لا يمكن أن يأتي من خلال مخالفة "الفطرة" و العاقل يعرف ذلك و لعل كارثة جدة جاءت من مخالفة الفطرة فللسيل مجرى لابد أن يسير فيه طال الزمان أو قصر فلماذا لا نعي أن الفطرة و الطبيعة الإنسانية لا بد أ ن تغلب مهما حاولنا وضع الحواجز الإسمنتية أو صرف مليارات فاقت في بريطانيا ميزانية وزارة الدفاع و مع ذلك مازالت المرأة تضرب و تستغل و تقتل! و حتى نكون موضوعيين فلابد أن نذكر أن سكان انجلترا و و يلز قرابة ال55 مليون نسمة فلنقل نصفهم نساء و لنفرض أن من يقعن في شريحة هذه الإحصائية هن بين ال17 و ال36 و وفقا لموقع الإحصائيات الوطني فهولاء عددهن 8 ملايين نسمة لكن هذا لا يقلل من كارثية الرقم علما بأن الأمن عالي و مصاريف حماية المرأة من العنف تصل لل40.1بليون جنيه استرليني؟ بمعنى أخر ماذا تتوقعون نسبة العنف على المرأة لو انخفضت ميزانية الصرف على الأمن الداخلي أو ميزانية حماية المرأة من العنف فكم ستصبح الإحصائية! و بدون أن نتخيل ذلك فالأمن يتراوح بين الدول –بدون ذكر أسماء- و الاهتمام بالمرأة و حمايتها من العنف قد لا يوجد في دول أخرى –برضه بدون ذكر أسماء- ! و الحقيقة أن المرأة حتى في الغرب لم تخرج عن سياق فطرتها إلا منذ عقود و هي باتت شبه امرأة لان السعي وراء لقمة العيش مضني خاصة في مجتمع رأسمالي تحكمه المادة تبخرت فيه آثار الدين و انحسرت فيه الروابط الاجتماعية و هذا يجعل من يريد العبرة أن يتأمل و يتفكر و السعيد من اتعظ بغيره و الشقي من اتعظ بنفسه و لذلك أهمس في أذن بنت بلدي لأقول لها "أنت ملكة لكنك تحتاجين تحسس التاج الذي فوق راسك و الذي تراه بوضوح الفتيات هنا و يحسدونك عليه".
إنشرها

أضف تعليق