ثقافة وفنون

الرياض تحشد ثقافتها ومثقفيها للاحتفاء بتجربة القصيبي

الرياض تحشد ثقافتها ومثقفيها للاحتفاء بتجربة القصيبي

مساء الأحد الماضي وفي مركز الملك فهد الثقافي، يخيل لك أن باستطاعتك أن ترى كل مثقفي العاصمة على اختلاف تياراتهم وتجاربهم وطريقة تواردهم على ذهنك، فالحدث كان كبيرا بشكل كاف ليملأ القاعة بأكثر من 400 مثقف ومثقفة تقدمهم وزير الثقافة والإعلام جاؤوا جميعا مدفوعين بالوفاء لغازي القصيبي وللاحتفاء به، مثقفاً وإدارياً وأديباً في المحاضرة التي نظمها نادي الرياض الأدبي وتحدث فيها خالد المالك رئيس تحرير «الجزيرة» عن جوانب متنوعة من جوانب سيرة وحياة الوزير الشاعر، في أمسية شهدت كذلك توزيع نسخ من كتاب «الاستثناء» الذي يحتوي على شهادات من عشرات المثقفين السعوديين والعرب حول تجربة القصيبي. الوزير خوجة قدم قراءة في المنجز الشعري لغازي القصيبي مشيراً إلى نبوغه المبكر على النطاق العربي وهو ما دفع كبار النقاد للاحتفاء بتجربته وهو في سن مبكرة، معتبرا أنه مثّل علامة في مسيرة الشعر السعودي تماما كما دشن مرحلة جديدة في عمر المشهد الروائي في المملكة، وقال وزير الثقافة والإعلام «كان أبو يارا بكل أعماله التي أبدعها صوتاً مهما في مسيرة الإبداع العربي الحديث، يعطي ويمنح عالم الإبداع آثارا أدبية رائعة تعلم الأجيال كيف يكون الأديب رائدا في أمته ووطنه», مضيفا «لطالما كان شعره وأدبه رافدا أساسيا لي ولغيري من الشعراء والأدباء والقراء ويكفيه أنه صبغ الحياة الأدبية في بلادنا بميسمه فكان كشاعره الأثير لديه المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس». وقد تناول الوزير ارتباط تجربة القصيبي بالمدرسة الرومانسية بجانب كونه أديبا مهموما بقضية أمته، ولم يكن هذا الجانب سوى أحد المحاور الكثيرة التي تناولها عدد كبير من الحضور في مداخلاتهم التي وزعها مدير الندوة الأديب حمد القاضي ضمن حدود الوقت المتاح، حيث تحدث الدكتور الناقد حسن الهويمل عن شعوره المبكر باستثنائية موهبة القصيبي، واستعرض الأديب عبد الله العثيمين بعضا من جوانب معرفته بالوزير الشاعر مصاحبا حديثه بقصيدة جميلة عنه، وألقى عبد الله الزيد قصائد للقصيبي بإلقاء شجي، ووجهت فوزية أبو خالد رسائل أدبية بالغة الجمال إلى غازي، وكان القاسم المشترك هو الدعاء الصادق بأن يسبغ المولى الصحة والعافية على القصيبي الذي جمع كل ذلك الحشد على محبته، ولم يكن هذا كل شيء فقد دارت دفة الوفاء بالمداخلات والقصائد بين أدباء ومثقفين ينظر كل منهم بزاويته الخاصة إلى مبدع لا يمكن تصينف منتجه، ورمز لا يمكن حصر منجزه، تختلف سياقات العطاء وتتنوع مواسم التميز، ويبقى العنوان دائما شخصية وطنية سجلها التاريخ بأحرف من نور هي «غازي القصيبي».
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون