ثقافة وفنون

مثقفون يطالبون بتطوير الخطاب الثقافي السعودي والنهوض بآلياته

مثقفون يطالبون بتطوير الخطاب الثقافي السعودي والنهوض بآلياته

أكدت مجموعة من الباحثين السعوديين أن الخطاب الثقافي السعودي مقارنة بمكانة المملكة في االعالم الإسلامي أصبح يمر بحالة من التراجع وأكدوا أهمية تعزيز الخطاب السعودي الموجه للآخر عبر القنوات والترجمة . وأشاروا إلى أهمية تعزيز و تجديد وتحديث وسائل وآليات عرضه من أجل مواكبة التطورات الثقافية المعاصرة التي أوجدت بدورها مفردات عصرية. يقول د. محمد المشوح «الخطاب الثقافي السعودي يتوافق ويتماشى مع مكانة المملكة وإن كان هناك ضعف في الشخصية الثقافية الإسلامية المتمكنة في الخطاب الثقافي الإسلامي السعودي يتضح ذلك من ضعف النشر في مخاطبة المسلمين في خطابنا الثقافي السعودي وهو ما يحتم مناقشة مثل هذا المحور من قبل مركز الحوار الوطني في نقاشاته. ويضيف»الخطاب الثقافي السعودي محل تقدير واحترام ولكن لم يتماش مع هذا الثقل الذي يكنه المثقف العربي والإسلامي للخطاب السعودي الإسلامي ومن وجهة نظري حتى النشر لا يتماشى مع هذا الأمر وقال «أتمنى أن يكون هناك إعادة للأمر عبر وضع خطة للنشر والتوزيع لإيصال خطاب المثقف السعودي للعالم الإسلامي بشكل أكبر وأرى أن مايقدمه المثقف الإسلامي للمثقف السعودي أقوى مما يوجهه المثقف السعودي للعالم الإسلامي فهناك تراجع في خطاب المثقف السعودي يعزى لعدة أسباب منها أحداث 11 سبتمبر، التغيرات العالمية وأشياء فكرية وثقافية الخطاب الثقافي السعودي قبل أحداث سبتمبر وصل بقوة ثم بدأ يتراجع. ويقول الشيخ حسن بوخمسين»المملكة تبنت خطابا ثقافيا يتجاوز حدود المتلقي الداخلي ليصل للمتلقي العربي ويخاطب المسلم في جميع أنحاء العالم الإسلامي . ويضيف «حينما تخاطب المملكة الشعوب العالمية والعربية والإسلامية من منطلق المكانة الكبرى التي تحظى بها في نفوس شعوب العالم الإسلامي وللدور الديني المهم الذي تمارسه في وقتنا هذا بخدمة ورعاية الحرمين الشريفين ولما تحظى به من دور وثقل سياسي كبيرين في الساحتين الإقليمية والعربية أوجدهما البعد الاقتصادي والتاريخي والسياسي للممكلة. ويتابع «لكن الخطاب الثقافي السعودي أصبح اليوم في حاجة إلى تعزيز وإلى تجديد وتحديث وسائل وآليات عرضه من أجل مواكبة التطورات الثقافية المعاصرة التي أوجدت بدورها مفردات عصرية والتي تحدث تأثيرا في قلوب الآخرين كمسألة حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والتقدم في التنمية والحضارة وقال «نحتاج في خطابنا السعودي المعاصر الموجه لأفراد تلك المجتمعات أن نكشف مدى التقدم الذي أنجزته بلادنا في كل المجالات جنبا إلى جنب في خطابنا. ومن الآليات الجديدة التي يمكن استخدامها إيصال خطابنا إلى أوسع شريحة من الجمهور المسلم ومخاطبتهم بلغتهم نفسها سواء عبر الأعلام المقروء أو المرئي بمعنى تأسيس بعض القنوات أو الصحف الناطقة باللغات الرئيسة في العالم الإسلامي كالإندونيسية الفارسية والأردو. ويرى حسين العلي أن هناك غيابا نخبويا لا يليق بمكانة المملكة في زخم حضورها الإسلامي والعالمي من هذه النخب والتي تصنف خلال التعريفات الاجتماعية بالمثقفين وكأن الحضور هو فقط لا يخص  إلا شريحة من المثقفين وكأن الثقافة ليست منهجية تفكير وبالتالي أرى أنه من اللازم أن تكون الثقافة وأهلها ذي حضور في المحافل التي يحضر ثقل المملكة النوعي فيها على جميع الأصعدة فالمملكة ليست فقط بئر نفط ولا هي الحرمين بكل مايمثلانه من قدسية عند في قلوب المسلمين بل ومع هذه الميزة المقدسة يبقى الإنسان المثقف الواعي بكل تجلياته الإبداعية وألوانه موجودا وهو الأهم والأعم رغم الغياب أو التقصير الذي لا مبرر له فالمثقف وصوته هو من يحمل تقاسيم ونبض المجتمع/ الوطن بكل أطيافه وجغرافيته النوعية وهو من يمكنه أن ينير من خلال حضور عطائه على الصعد كافة دروب المعرفة للآخر البعيد أو القريب بأن هذا الوطن فيه كل الإنسانية التي تليق به و لا يبقى إلا أن يكون المثقف هو حاضر بسمو وعلو ورفعة المملكة ومكانتها في العالم الإسلامي والعربي والعالمي وهذه مسؤولية لا أعتقد أنها غائبة عن ذهنية المثقف لكنها لم ترتفع إلى مستواها المناسب حتى الآن. وتقول «زكية مانع أبوساق «يعيش العالم الإسلامي والعالم بصفة عامه حراكات ثقافية وتطورات سريعة ونموا فكريا هائلا وانفتاحا المجتمعات على بعضها بفضل التقنية الحديثة وإن كان منها السلبي المتطرف في أسلوبه وصياغته ومنها الإيجابي الذي يهدف إلى نمو وتطور فكر المواطن (وهذا هو الفكر الذي نحتاج إليه في عصرنا الراهن), وكل ما أستطيع قوله: نحن بفضل الله ثم بفضل المخلصين العقلاء من أبناء الوطن وعلى رأسهم الملك عبد الله بن عبد العزيز نسير على طريق التجديد الصحيح للخطاب الثقافي مندمجين مع التغيرات السياسية والاجتماعية التي تولد الفكر الثقافي بما يتناسب مع تعاليم الشريعة الإسلامية وهذا يعكس جدية التفاعل الحضاري مع واقع العصر الذي نعيشه ومع واقع المعطيات الفكرية والحضارية, وأذكر أن مركز الحوار الوطني قد عقد لقاء ثقافياً بعنوان (واقع الخطاب الثقافي السعودي وآفاقه المستقبلية ) الذي ضم مجموعة جيدة من أبناء الوطن من مفكرين ومثقفين ومن خلال ما سبق أعتقد إننا على الطريق الصحيح 100 في المائة محتاجون إلى التكاتف والتعاون للوصول إلى فكر وخطاب ثقافي وسطي للوصول إلى مجتمع إسلامي معتدل في فكره ومنهجه متعاط مع الثقافات العالمية بإيجابية».
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون