ثقافة وفنون

كوكباني: أعمالي تختلف عن روايات صنع الله إبراهيم لأنها تؤسس على التخييل وجمال التعبير

كوكباني: أعمالي تختلف عن روايات صنع الله إبراهيم لأنها تؤسس على التخييل وجمال التعبير

ماذا أرادت أن تقول الكوكباني في روايتها «حب ليس إلا » عن المرأة اليمنية؟ لا شك أن الرواية تتناول عالم المرأة اليمنية التي تجاوزت الاهتمامات الضيقة والمحدودة وانطلقت إلى رحاب إنسانية وثقافية أوسع تتناسب مع طبيعة التحولات الواعدة في المجتمع اليمني الناهض، لذلك فإن هذا النص الذي ورد عبر وعي الساردة فرح بطلة الرواية «حب ليس إلا» يعي طموح المرأة المعاصرة ويشجع سعيها من أجل الوصول إلى أقصى الدرجات العلمية «الدكتوراة» وأن يكون اقتران بطلة الرواية فرح بالشهادة العلمية البديل عن النهاية التقليدية لنمط الروايات العربية التي تشتمل على نهايات تختم فى الغالب باقتران بطل الحكاية ببطلتها. يلاحظ القارئ لروايتك «حب ليس إلا» وجود نوع من المثاقفة بين العمل الروائي والكاتبة والنص .. هل تتفقين مع وجهة النظر هذه ؟ بما أن بطلة رواية «حب ليس إلا» تنتمي إلى الشريحة الأكاديمية المثقفة فإن هذا النص الروائي مثقف, بمعنى أنه يزخر بعشرات الأسماء والأعلام والكتب والمعلومات على لسان البطلة عن روايات عالمية مثل «مائة عام من العزلة» لجابرييل جارسيا ماركيز, ورواية «فئران الأنابيب» لميشال كليرك, وأسماء لروائيين وكتاب منهم المنفلوطى والعقاد وإبراهيم المازنى وفيكتور هيجو وإسكندر دوماس وتشارلز ديكنز وليوتولستوى وزيفاكو وجوركى وسيمون دي بوفوار وجان بول سارتر وفلوبير وسومرست . في استقطابك الفولكلور الشعبي ألا يتعارض تواصل القارئ العربي من خارج اليمن مع عملك؟ لذلك ألجأ في نصوصي إلى هوامش توضيحية أفسر فيها هذه المفردة أو تلك العبارة مثل: الموالعة والرازم والعسيب ويهجر والشيذر والديوان، في كتاباتي أعي هذه المسألة وأقصدها, إذ إنّ هاجس الخصوصية لا يمكن أن يتحقق إلا عبر هذا المحلي والفولكلوري الذي يميز المكان, وهو الركيزة والمنطلق. هل رواية «حب ليس إلا» أقرب للرواية التاريخية أم أنها رواية اجتماعية أرّخت للمرأة اليمينة؟ ينتمي نص رواية «حب ليس إلا» للتاريخ، ويتنامى فيه هاجس الزمن ويمتد داخل النص، وهو يستقى من عشرات الأرقام والتواريخ والوقائع الرامزة إلى أحداث مصيرية على صعيد اليمن كله بدءا بثورة عام 1962 ومرورا بأحداث أخرى وقعت في شمال الوطن أو جنوبه, كما تؤرّخ هذه الرواية لحدث الوحدة اليمنية بين عامي 1990 و1994، وهذا لا يعني أن هذه الرواية تاريخية, بل إن التاريخ يظل مجرد إطار خارجي للأحداث السردية داخل النص، وثمة تفاعل واضح بين الأحداث الخاصة بشخصيات الرواية داخل النص والأحداث التاريخية المعروفة الموثقة بالأرقام وحسبما تقتضيه طبيعة الأحداث وعلاقتها بالشخصية الروائية. يلاحظ في كتاباتك القصصية تنوع في الأساليب والقوالب السردية .. فهل ما زالت الكوكباني تبحث عن ذاتها داخل القالب القصصي؟ منذ مجموعة «دحرجات» وهي المجموعة القصصية الثانية بدأت الكتابة بأساليب سردية متنوعة وصياغات لجمل قصصية متنوعة، ففي الوقت الذي تسرد فيه قصة «غواية» على سبيل الاستدلال بأسلوب المنولوج فإن قصة «صندوق رقم 3» يتنوّع فيها أسلوب السرد، وهي تختلف في أجوائها وشخصياتها وطبيعة الحدث الذي ينتظمها عن قصة «غواية» بيد أن ما يجمع بينهما هو هذه الخاتمة التي تضيء الحدث الرئيسي في القصة وفيما يدعى بلحظة التنوير أو الصدمة أو المفاجأة، فضلا عن أن القصتين كلتيهما تسردان عبر وعي امرأة تنتمي إلى سجيتها الأنثوية. كيف تقرأين تجربة السردية النسوية في اليمن؟ على وجه العموم فإن الفن السردي النسوي في اليمن يشهد حضورا وتفاعلا مع الواقع, ولا سيما أن بعض النماذج والنصوص السردية النسوية تنافست مع نصوص سردية عربية وتفوقت عليها، وآية ذلك تلك الجوائز العربية التي حصلت عليها القاصات اليمنيات، فقد حصلت على جائزة سعاد الصباح في الكويت وهدى العطاس حازت جائزة نادي الفتيات في الشارقة, وأروى عبده عثمان فازت بجائزة دائرة الشؤون الثقافية في الشارقة في فن القصة، والشاعرة والروائية نبيلة الزبير فازت بروايتها «إنه جسدي» بجائزة نجيب محفوظ في مصر. رواية «عقيلات»: يقول بعضهم إن نادية استفادت في عملها الروائي هذا من تجربة الروائي صنع الله إبراهيم في المزج بين الحقيقة والخيال؟ هو قول - من وجهة نظري- غير صحيح، ولا يخضع للمقارنة، كما لا يكشف الخصوصية والاختلاف التام في أساليب المعالجة الفنية وطرح الإشكاليات، فقد يكون هناك قدر من التشابه في الجزء الأخير من هذه الرواية، وهو الجزء الذي ضم مجموعة من البيانات والتقارير التي لا تدخل في صميم العمل الروائي أو تضيف إليه جديداً كما يفعل صنع الله، كما قد يكون هناك ما قد يعد تشابهاً وهو ليس كذلك كالتركيز على اللغة الاحتجاجية والتحريضية وهو قاسم مشترك بين معظم الروائيين العرب. يضاف إلى ذلك أن صنع الله الروائي الكبير والشهير التزم منذ أعماله الروائية الأولى حتى أحدثها في الصدور مبدأ المباشرة والتقريرية الفنية، وهو لا يعطي كبير اهتمام إلى الجانب الجمالي في كل أعماله العظيمة، وعلى العكس من ذلك تؤسس أعمالي سواءً منها القصصية أو الروائية على قدر كبير من التخيل وجمالية التعبير. وقد سمعت أحدهم يتباهى بأنه اكتشف أن نادية تمضي على طريق صنع الله إبراهيم، مدللاً على ذلك بما ورد في الجزء الأخير من الرواية من بيانات سياسية مباشرة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالنص الروائي، وهو جزء مقحم لا يغني موضوع الرواية ولا يدخل في صميم رؤيتها كما يفعل صنع الله في اقتباساته الموظفة فنيا توظيفاً جيداً. هل ترجمت بعض أعمالك إلى لغات أخرى؟ صدرت ترجمة في إيطاليا عن دار ilisso الطبعة الإيطالية «حب ليس إلا»، بعد أن أنجزت ترجمتها إلى اللغة الإيطالية أستاذة الأدب العربي في جامعة روما البروفيسورة إيزابيلا كاميرا التي سبق أن ترجمت رواية «الرهينة» للروائي اليمني الراحل زيد مطيع دماج وروايات عربية أخرى من بينها بعض أعمال الأديب العربي الراحل نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل. يقول الناقد العراقي الدكتور حاتم الصحر عن هذه الرواية إنها (رواية يتعمق فيها المنظور النسوي المعزز بالحرية والاختيار والإكراهات التي تعانيها المرأة كنوع، وتتوغل في مناطق عميقة من النفس والطبائع والسلوك والرغبات). وقياساً بالعزلة التي يعانيها الإنتاج الأدبي في اليمن عن محيطه العربي والإنساني، يتوقع من رواية الكوكباني بعد ترجمتها أن تسهم في لفت الانتباه إلى الأدب النسوي في اليمن، وإلى اشتغالات الجيل الشاب من الروائيين والكتاب اليمنيين. حصلت على درجة الدكتوراة في الفلسفة في الهندسة المعمارية: هل هناك ربط بين موضوع الرسالة بالأدب والثقافة؟ وباختصار أهم توصيات الرسالة؟ الرسالة تناولت العولمة والعمارة .. رؤية نقدية لتحولات العمارة اليمنية في القرن العشرين .. تجربة مدينة صنعاء: تطبيقا على المباني الحكومية. وتناولت الدراسة «الصلة الوثيقة بين ارتباط العمارة اليمنية بجذورها التاريخية المستمدة من التراث والبيئة التقليدية، ما جعلها عمارة ذات طابع وشخصية معبرة عن ثقافة وهوية متفردة لقرون عديدة. وأكدت الدراسة أهمية إيجاد آلية تقييم توافقية بين العمارة التقليدية والاتجاهات العالمية المعاصرة لتحسين الأداء التصميمي المعماري والعمراني للمجتمع اليمني المعاصر ذي الخصوصية الثقافية في البيئة التقليدية المعمارية والعمرانية. قدمت في الجزء النظري من دراستي رؤية مرجعية ومعرفية لتحولات الفكر المعماري وعلاقة العولمة بالعمارة، ثم تناولت العمارة اليمنية وأهم تحولاتها الحديثة، وتطرقت إلى التحول في الثقافة والمفهوم الحاكم في العمارة اليمنية الحديثة وكيفية تعاملها مع الموروث. واستخلصت في الجزء التطبيقي إطارا فكريا لتحولات العمارة اليمنية الحديثة عبر وضع تصور لآلية تقييم توافقية تطرح رؤية متكاملة تمكن من الأداء التصميمي المعماري والعمراني للمجتمع اليمني المعاصر، ومن ثم تطبيق الآلية المقترحة على المباني الحكومية في مدينة صنعاء واختبارها على النماذج المختارة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون