أبلغت «الاقتصادية» مصادر مقربة من المتمردين الحوثيين أن زعيم الحركة عبد الملك الحوثي وافق على الجدول الزمني الذي عرضته الحكومة اليمنية على المتمردين لتنفيذ النقاط الست والتي على ضوئها سيتم إيقاف العمليات العسكرية من قبل الجيش اليمني ضد المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة وحرف سفيان، لكن المصادر ذكرت أن زعيم التمرد الحوثي اشترط أن تكون المدة الزمنية طويلة خاصة فيما يتصل بشرط فتح الطرقات وإخلاء المواقع وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق وذلك لأن الحكومة اليمنية حددت ذلك بأربعة أيام فيما الحوثيون يطالبون بمدة أطول. كما طالب الحوثيون بأن تكون أحزاب المعارضة في إطار تكتل اللقاء المشترك طرفا محايدا في اللجان الميدانية التي أعلنت الحكومة تشكيلها في حال وافق الحوثيون على شروطها، المكونة من مجلس النواب والشورى بمشاركة أعضاء على الحدود من الجانب السعودي.
وأضافت المصادر أن الحوثيين وافقوا أيضا على تسليم الأسلحة الثقيلة للسلطات اليمنية مع احتفاظ قيادات التمرد بأسلحتهم الشخصية. وعلمت «الاقتصادية» من مصادر حكومية مؤكدة أن هناك موافقة مبدئية من السلطات على طلبات زعيم حركة التمرد الحوثية، وسيتم الإعلان عن موافقة الحكومة بصورة رسمية ونهائية قريبا . يذكر أن السلطات اليمنية الرسمية أعلنت تسليم الحوثي جدولا زمنيا لتنفيذ الشروط الستة التي حددتها الحكومة في وقت سابق لوقف العمليات العسكرية التي يشنها الجيش ضد المتمردين الحوثيين في محافظتي صعدة وعمران منذ آب (أغسطس) الماضي، والشروط هي التزام الحوثيين بوقف الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية، وقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات، إنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق، الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة، إعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية، وإطلاق المحتجزين من المدنيين والعسكريين والالتزام بالدستور والقانون . ورغم محاولات إنهاء الحرب إلا أن القتال استمر أمس في شمال اليمن، حيث وردت معلومات وأنباء عن وقوع اشتباكات جديدة بين القوات اليمنية والمتمردين الحوثيين. وذكرت مصادر مطلعة أن الحوثيين تكبدوا خسائر فادحة في ضربات وجهتها القوات المسلحة والأمن في مناطق مختلفة من المحافظة.
وأوضحت المصادر أن المقاتلين الحكوميين بالتعاون مع المواطنين تمكنوا من تدمير عديد من الأوكار المتبقية للعناصر الحوثية في بعض المزارع القريبة من المقاش، كما تم تطهير إحدى المزارع من تلك العناصر التي تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وقالت إن رجال القوات المسلحة والأمن أحبطوا محاولات تسلل يائسة من قبل العناصر الإرهابية إلى مواقع في التبة الغبراء وجبل الشهداء، وألحقوا بصفوف تلك العناصر خسائر كبيرة قبل أن يلوذ من تبقى منها بالفرار بينما يواصل المقاتلون الأبطال عمليات تمشيط وتطهير منطقة آل عقاب من بقايا أوكار العناصر الحوثية التي سقط عديد منها بين قتيل وجريح. وأفادت المصادر أن وحدات عسكرية تمكنت أمس من السيطرة على التلال المطلة على تبة المصريين وطردت العناصر المعتدية من تلك المواقع وواصلت تقدمها في مطاردة الفارين.
