Author

إفريقيا للكرة.. تتكلم « بالمصري»!!

|
أن يذهب كأس أمم أفريقيا إلى مصر ثلاث مرات متتالية، ابتداءً من 2006 ومروراً بــ 2008 ووصولاً ،2010، فهذه ليست صدفة عابرة، ولا حظ نادر، وإنما انجازٌ باهر، ونجاحٌ غير مسبوق على مستوى قارات العالم بأسرها، وإعجاز في مجال الكرة يصعب تحقيقه أو كسره خلال الخمسين سنة القادمة. إفريقيا التي أمدت دوريات العالم، بل ومنتخبات العالم بلاعبين أفذاذ، إما احترافاً وإما تجنساً.. أفريقيا التي هزمت منتخباته أعتى وأقوى منتخبات العالم في الدورات الأولمبية، وفى كأس العالم شباباً وكباراً، وفى كأس القارات.. هذه القارة القوية العفية كروياً دانت الزعامة فيها لمنتخب مصر سبع مرات، منها ثلاث مرات متتالية، في وقت تشهد فيه القارة ثورة كروية غير مسبوقة. إن من الإنصاف أن نشيد بهذه الكوكبة الزاهرة من لاعبي مصر المخلصين، ومدربهم الوطني البارع حسن شحاته، فكلهم بذلوا جهداً خارقاً، تخطيطاً وتدريباً وأداءً، فسطروا مجداً كروياً سيبقى في ذاكرة القارة والعالم وقتاً طويلاً، وفى ذات الوقت صدورا السعادة والفرح لقلوب الملايين من أبناء مصر بكافة طوائفهم وشرائحهم، في مشهد وحد الجميع وصهرهم في بوتقة الانتماء العفوي للوطن. ومما يزيد الأمر جمالاً وتألقاً أن لاعبين محليين هم من حققوا هذا الانجاز المُبهر، على نحو يوجه الأنظار إلى تبنى رؤية جديدة لسياسة الاحتراف الخارجي، والتي أثبت الواقع أنها تُنمى النرجسية والغرور لدى اللاعب وتجعله لا ينظر إلا إلى نفسه ومصلحته أولاً، والدليل أن لاعبين أفارقة يصولون ويجولون بملاعب أوربا، ويحدثون الفارق مع فرقهم، لم يقدموا شيئاً يُذكر لمنتخبات بلادهم، واكتفوا فقط بالتصريحات الإعلامية والأحاديث الصحفية. نحن أمام ظاهرة محلية، تجسدت في منتخب مصر، لاعبين وجهاز فني، وهى بحق تستحق الدراسة والتأمل لاستخلاص الدروس والعبر.. فالتلاحم، والتواصل، والروح، والتواضع، والجدية، والعمل بروح الفريق، والغيرة، وبذل العرق، ومن قبل ذلك ومن بعده « الإيمان بالله والسجود عند الهدف ».. كانت أبرز سمات منتخب مصر، الذي أدى من أجل مصر، وليس من أجل أي شخص، ولذلك نجح وأنجز وحقق ما فوق الأماني المُمكنة. تحياتي العطرة إلى كل من يعمل من أجل بلده بجد وتفانٍ وإخلاص.. تحياتي إلى كل من انطلق من نفسه وتحرر من أنانيته ليرفع علم بلده في أي مكان أو مجال.. تحياتي إلى كل رسم البسمة على الوجوه، وقذف السعادة في القلوب.. ولو كان ذلك عن طريق الكرة!!.
إنشرها