التفاعل مع « تمديد الابتعاث » .. علاقة نادرة بين شعب وحاكم
حظي الخبر الذي نشرته ''الاقتصادية الإلكترونية'' عصر الأربعاء والخاص بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تمديد برنامج الابتعاث الخارجي لمدة خمس سنوات بمتابعة كبيرة من قراء الصحيفة وتفاعلوا معه بشكل جلي ما أظهر العلاقة الوثيقة بين الحاكم والشعب عندما يكونان أقرب إلى بعضهما. ففور صدور الموافقة الملكية زفت ''الاقتصادية الإلكترونية'' الخبر إلى متصفحيها الذين سبقتهم دعواتهم الصادقة بالتوفيق والسداد إلى خادم الحرمين الشريفين في تعبير عفوي وإنساني صادق. التفاعلات التي رغم فرحتها الظاهرة بالخبر لم تغص في تفاصيله كثيرا بل ذهبت إلى الحديث عن صاحب القرار والدعوة له بطول العمر والتوفيق لقيادة الأمة إلى مسارات النور.
عبد الخالق الغامدي استهل التعليقات بالدعوة للملك فقال بعفوية '' يارب وفق حبيبنا الملك الإنسان رجل التنمية والتطوير والإصلاح لما تحبه وترضاه ومتعة بالصحة والعافية''. كلمات قليلة لكنها صادقة ومعبرة تقطر إنسانية لا تملك معها إلا أن تقول ''هنيئا لنا بك عبد الله''. وختم الغامدي تعليقه بعبارة واحدة هي ''دام عزك يا بو متعب''.
حسين اكتفى بكلمة واحدة هي ''جميل''، وكأنه يقول إن الكلمات لا توفي هذا الرجل حقه. بينما قال سعد الحجوري في تعليقه ''اسأل الله أن يجزيه خير الجزاء وأن يبارك في عمره ويحفظ عليه صحته وأن يسدد أمره لما يحب ويرضى، وأن يعلي قدره وينفع به الأمة ويجعله مباركاً أينما كان''. وهي تعبيرات لا تقل عن سابقاتها، تعجز الكلمات عن إيجاد وصف لها بكل حال من الأحوال.
محمد قال '' الله يجزاك خير ملكنا''، وهو مختصر بليغ قبل أن يورد أنه ''طالب بالثانوية وما تدرون وش قد فرحتوني بالخبر''. وزاد في تعليق يفوح الطموح والثقة متسائلا ''بس ياريت لو كان فيه هندسة''.
حسين الصقور استهل التعليق ببيت شعر شهير قائلا ''على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. وتأتي على قدر الكرام المكارم''. وأردف ''قال أهل الحكمة (العلم يحرسك وأنت تحرس المال).. لله درك ياملكنا العظيم إنه بحق أعظم مشروع تنموي لصناعة إنسان هذا الوطن،الاستثمار في العقول هو الباقي وهو سلاح المستقبل. من جهته قال شاكر تركستاني ''يا الله تطول في عمره وتعطيه الصحة والعافية وتحمي بلاد المسلمين من الفتن وكيد الحساد يارب''.
عبد العزيز قال ''أتمنى من كل قلبي اقتصار البرنامج على ماجستير ودكتوراه وتخصصات دقيقه فقط''. في حين عاد النعمي حسن ليزجي الدعوات الصادقة إلى القائد العظيم عبد الله بن عبد العزيز قائلا ''جزاه الله كل خير ووفقه لكل مافيه الخير وأطال عمره على ما يرضيه وأعزه بالإسلام وأعز الإسلام به ورزقه البطانة الصالحة الكفوءة المؤهلة وأصلح حاشيته الخاصة والعامة ومواطنيه جميعاً'' .. وأتبعها: آمين .. آمين .. آمين.
ولم تسع المساحة المخصصة في الموقع للنعمي حسن فقال '' إن هذا البرنامج فيه خير كثير للأمة جمعاء وهو عمود رئيس للإصلاح والتطوير بضوابطه المعتدلة ''لا ضرر ولا ضرار '' خاصة إن تم تحقيق التوازن بين كافة المجالات وليشمل من يستحق من كافة أرجاء الوطن بنفس الرؤية وليته يبقى القاعدة وليس الاستثناء ويستمر بشكل دائم وأن تفتح جامعاتنا الفرصة أمام العالم ونستفيد من تبادل الثقافة والتواصل مع من لهم علينا مردود نافع للأمة''. وعلق أبو حسام ببث نصيحة متخصصة قائلا '' أتمنى اقتصار البرنامج على ماجستير ودكتوراه وتخصصات دقيقه فقط يحتاجها الوطن''.
ولا يغيب سيل الدعوات الصادقة بين تعليق وآخر فجاء سيف بدعوات المباركة قائلا ''يا رب طول في عمر أبو متعب ولا تحرمنا منه وتخليه لنا..
كل يوم يفاجئنا هذا الرجل بأخبار مفرحة.. يا رب تحفظه من كل شر وتطول في عمره''. وهي كلمات تختصر معاني الحب التي تتجسد بين الحاكم وشعبه. فهاهم من خلف التقنية لا يدفعهم أحد ولم يفرض عليهم أحد هذا التفاعل الجميل.
مثل سابقيه قال شعيب الهوساوي ''جزاك الله خيرا يا خادم الحرمين وجعل حسن رعايتك لشعبك ووطنك في موازين حسناتك وعظم أجرك وقدرك في الدنيا والآخرة وحفظك الله لنا ذخرا. في حين عرج أبو محمد على أمانيه المستقبلية في هذا المشروع العملاق مناديا بإعطاء الأولوية للتخصصات التي يحتاج إليها الوطن بشكل أكبر '' لابد من دراسة متأنية وفاحصة لتحديد التخصصات التي يحتاج إليها الوطن بشكل أكبر، وضوابط دقيقة لاختيار من يتم ابتعاثهم، ومراجعة لمستويات الخريجين والكليات التي التحقوا بها بعد كل فترة.
وبينما لم يزد محمد غزي عن أربع كلمات في تعليق حيث قال '' شكرا يا خادم الحرمين الشريفين'' قال محمد برمان ''مكرمة أخرى من مكارم ملك القلوب وملك الإنسانية وهذا يدل على قربه حفظه من احتياج مواطنيه لقد ترك الكرة في مرمى أبنائه الطلاب وبقي عليهم تقديم العطاء لمليكهم ولوطنهم والاستفادة من هذه المكارم القيمة التي تصب أخيرا في مصلحة الوطن''.
ووصف عبد الله العساف القرار بأنه ''خطوة جبارة في وقت نحن بأمس الحاجة إليها وتساءل: لكن هل سيكون البرنامج للدراسات العليا أم لخريجين الثانوية ( بكالوريوس)، وهل أجرينا نتائج الدفعات السابقة وكم نسبة نجاح كل الفئتين ولماذا؟. وقال العساف ''من وجهة نظري الشخصية لا أؤيد ابتعاث البكالوريوس إلا للتخصصات التي لا توجد لدينا أو التخصصات الدقيقة علميا.
فيصل استهل التعليق بالدعاء للملك وقال ''الله يطول بعمرك يا بو متعب ويجزاك ألف خير، أنا من الشباب الذين يدرسون الماجستير في الخارج
والله إن زملائي من اليابان وكوريا والبرازيل وإسبانيا وتركيا يذهلون حينما يعلمون أن من يصرف عليها (البعثات) هي الحكومة .. الشاهد من الكلام أنها فرصة ذهبية ومكرمة كبيرة أتمنى من إخواني الطلاب والطالبات أن يكونوا على قدر هذه المكرمة وأن يشرفوا وطنهم ويحصدوا الشهادات العلمية التي تفيد وطننا الغالي''. يوسف البواردي اكتفى بالقول '' لله درك يا أبا متعب''، بينما قال محمد سعد الغامدي إن ''فكرة الابتعاث لا تقتصر على التعليم وإنما تؤدي إلى نقل ثقافة الآخرين وأنا هنا أركز على الثقافة الإيجابية التي لا تتعارض مع ديننا وقيمنا. مثلا تقدير قيمة الوقت أمر يصعب تعلمه هنا حيث إن الثقافة السائدة تتعامل مع الوقت كحالة قابلة للتمدد. أيضا ثقافة العمل اليدوي وثقافة الانضباط وثقافة المسؤولية والاعتماد على الذات وثقافة الاختلاف وثقافة الحوار والديمقراطية .. كل هذه القيم الفضلى يصعب تعلمها في محيطنا المحلي إذا أردنا الصدق مع أنفسنا فلماذا لا يتعلمها مبتعثونا ويسهموا بنقلها إلينا.
منار قال '' الله يبشركم بالخير يارب .. اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا''.