منوعات

قصر القامة.. أسباب وراثية ومرضية يجب معالجتها

قصر القامة.. أسباب وراثية ومرضية يجب معالجتها

قصر القامة.. أسباب وراثية ومرضية يجب معالجتها

قصر القامة لدى الأطفال ظاهرة تتسبب بها عوامل عديدة منها ما هو وراثي أو مرضي كنقص هرمون النمو أو قصور الدرق أو نقص النمو داخل الرحم إضافة إلى بعض الأمراض المزمنة. ويعتبر الطفل المولود حديثا قصير القامة ما لم يتجاوز طوله 50 سم وهو الطول الطبيعي للأطفال في هذا العمر بحسب عدد من الأبحاث الطبية. وهذه الظاهرة تقلق العديد من الأسر في المجتمع وفي هذا السياق تقول بثينة حسون أم لثلاثة أطفال أنها لاحظت قصر قامة ابنها البالغ من العمر خمس سنوات مقارنة بأقاربه من العمر نفسه فسارعت على عرضه إلى الطبيب الذي أجرى له تحاليل دموية أظهرت وجود نقص في هرمون النمو لديه حيث تم علاجه بإعطاء هذا الهرمون. بدورها قالت رحاب أحمد إنها عانت من المشكلة نفسها اذ ان طفلتها الوحيدة لين كانت قصيرة القامة بالنسبة الى صديقاتها في المدرسة لكن لدى مراجعتها الطبيب تبين أن السبب كان وراثياً ولا يمكن علاجه من خلال هرمون النمو. من الناحية الطبية فان هناك مخططات نمو معتمدة حسب عمر الطفل وطوله ووزنه ولكل طفل مخطط نمو يبين التغيرات الطبيعية له وفي حال حدوث انحراف عن هذا المخطط يمكن القول عندها ان الطفل قصير القامة. وبينت الدكتورة سحر ادلبي استشارية أمراض الغدد والسكري والنمو في مشفى الأطفال ان هناك عوامل وراثية تسبب قصر القامة منها غير المرضية حيث يكون أحد أو كلا الوالدين قصيرا إضافة إلى أسباب بنيوية اخرى تترافق عادة مع تأخر في النمو وهي شائعة جداً ذلك ان الطفل خلال السنتين الأوليتين من عمره يتعرض لنقص الوزن والطول بسبب سوء التغذية والعناية أو بسبب نقص عابر في هرمون النمو الذي يعتبر من أحد الهرمونات المسؤولة عن النمو وبعد هاتين السنتين يعاود نمو الطفل بشكل طبيعي ويعوض النقص الذي فقده بفترة البلوغ. وأضافت ان الاسباب المرضية متنوعة أولها الأمراض المزمنة ويقصد بها الأمراض التي تأخذ وقتاً طويلاً وتبقى من دون شفاء وتسبب فشل نمو مثل امراض القلب الولادية والصدرية المزمنة وسوء الامتصاص والروماتيزم والكلوية وثانيا غدية تشكل 10 بالمئة من اسباب قصر القامة وهي قليلة الحدوث نسبيا ومنها عوز هرمون النمو الولادي الذي يبدأ من الولادة او مكتسب يحدث نتيجة رضوض على الرأس او أورام دماغية أو تعرض الرأس للاشعة وهو سبب مهم لقصر القامة موضحة ان ما يميز عوز هرمون النمو بأن طول الطفل يناسب عمراً أقل من عمره ولكن تطوره العقلي وذكاءه وشكله الخارجي طبيعي ويترافق قصر القامة هنا مع تأخر عمر العظم. وأوضحت إدلبي أن قصور الدرق يؤدي الى قصر قامة مع تأخر عقلي مع مظاهر خارجية توحي بالمرض مثل الشفاه الكبيرة والأنف الكبير والوجه الغليظ وعدم تناسب أعضاء الجسم حيث يكون طويل الجذع قصير الأطراف. وأضافت أنه في حالة زيادة هرمون الكورتيزون أو ما يسمى داء كوشينغ يكون قصر القامة مترافقا مع بدانة ويعود السبب لمشكلة في غدة الكظر التي تفرزه او قد يكون دوائيا أي تناول الكورتيزون لعلاج بعض الأمراض لفترات طويلة مشيرة الى ان هناك أمراضاً أخرى عظمية تصيب العظم وتسبب قصر قامة مثل الأطفال الأقزام. وأشارت إلى أن هناك معادلة يمكن ان نستنتج منها الطول المتوقع بالنسبة للطفل الذكر وذلك من خلال جمع طول الاب مع طول الأم زائد رقم ثابت هو13ونقسم الناتج على اثنين اما اذا كانت انثى فتطبق المعادلة نفسها مطروحا منها 13ويقسم الناتج على اثنين ثم الرقم الناتج نقارنه مع المخططات الطبيعية فاذا كان موازيا لها فهذا ضمن المدى المتوقع اما اذا كان خارج هذا المخطط فيكون هناك مشكلة. وقالت إدلبي إن هناك مؤشرات تدل على قصر القامة بعد الولادة مباشرة فاذا كان طول الطفل اقل من 45 سم فإن ذلك يعود إلى نقص نمو داخل الرحم حيث أن الجنين لا يأخذ حاجته الكافية من الغذاء أثناء الحياة الرحمية أو أن الأم كانت قد تعرضت الى مرض ما أثناء الحمل في هذه الحالة يولد الطفل صغيراً ولكن يتسارع نموه ويصبح طبيعياً في 90 بالمئة من الحالات أما 10 بالمئة الباقين فيظلون قصيري القامة ويحتاجون مراقبة خاصة. وأما عن تشخيص هذا المرض فقالت إدلبي يتم أولاً عن طريق فحص الطفل فحصا كاملا مع اخذ القياس بالطريقة الصحيحة حسب عمر الطفل فإذا كان تحت عمر السنتين يتم القياس بوضعية الاستلقاء. أما إذا كان عمره فوق السنتين فيقاس بوضعية الوقوف حيث يسجل القياس على مخطط النمو ويتم مقارنته بالمخططات الطبيعية فإذا وجدنا أن طول الطفل اقل من الطبيعي شخصنا له قصر قامة وثانياً عن طريق حساب سرعة النمو خلال فترة زمنية معينة لان لكل عمر سرعة نمو مختلفة فمثلا في السنة الأولى يزيد الطفل 25 سم وبالسنة الثانية 12 سم وبالثالثة 7 سم وبعد السنة الرابعة يزيد 5 سم. وعن العلاج قالت إدلبي قصر القامة يختلف حسب أسبابه فإذا كان السبب غديا فيجب المعالجة بالهرمونات مثل هرمون النمو أما إذا كان قصر القامة وراثياً فلا يوجد علاج نوعي فقد ننصح بالتغذية الجيدة للطفل مع اعطاء فيتامينات وبالمراقبة الدورية للطفل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات