Author

شباب لا يصلحون للعمل

|
يخرج مسؤول في وزارة العمل عبر وسائل الإعلام ليقول إن البطالة لدينا وهمية وإن الشباب يخسرون الوظائف بسبب اشتراطاتهم، ويطالب الشباب بالتدرج في أحلامهم. ويقول هناك شباب مرفه محسوبون على البطالة ولكنهم لا يدخلون ضمنها لأن آباءهم يصرفون عليهم. دوما العتب على المواطن. وأعتقد أنني سأنحاز لهذا المسؤول باعتباره الأقوى ـ وأتفق معه مؤقتا ـ ولكن لو سألني مواطن من هؤلاء الشباب: لماذا علي أن أتخلى عن اشتراطاتي طالما أنني أجد شبابا من دول أخرى مؤهلاتهم قد تكون أقل مني وهم يحتلون أماكن سبق التأكيد على أنها وظائف خاصة بشريحة الشباب الباحثين عن عمل؟! السؤال محرج بالتأكيد، ولهذا أعلن انسحابي من هذا الانحياز المؤقت، فأينما التفت سوف تجد مئات الوظائف التي تجعل الدفاع عن مثل هذه القضية هشا. المطلوب من القطاع الخاص أن يكون أكثر تعاطفا مع شبابنا. صحيح أن معظمهم لا يتقن دور الموظف «بتاع كله» الذي يكون حاضرا وجاهزا في المكتب وفي المنزل، لكن هذه هي طبائع الحياة، وحتى التذمر من «ترف» الشباب أو من «عجرفته» لا أظنها حقيقية، الشيء الأصدق أن ثقافة العمل غير السوية لدى البعض جعلت العلاقة مع الموظف من وجهة نظرهم فيها نوع من الفوقية والاستعلاء وأحيانا استلاب الحقوق. هنا ليس لائقا أن نطالب الشباب بالتغير، ربما نحن الذين علينا أن نتغير ونستوعب أن بعض ممارساتنا ومفاهيمنا الإدارية ليست مقدسة. سامح الله الأعذار «المقولبة». لقد أصبحت «شماعة» نستجلبها ونستسهل ترويجها حتى تصبح من البديهيات المستحيلة.
إنشرها