Author

أحبـُّكم حتى تلتقي الصينُ بإفريقيا

|
.. اليوم أستسمحكم، بعد خوض لمشاريع ومواضيع جادة، وسنعود إليها، أن نتحدث عن موضوع خفيف على القلب.. عن قصائد الحب. ولكن لا.. لا تغرفوا في الترقّب الرومانسي، لأني جمعتُ وترجمتُ لكم من أكثر من مصدرٍ أجنبي عن الحب، ولكن التعبير بشكلٍ آخر، فللشعرِ في العالم لغة استجدت تعدت ما نعرفه من كل مدارس الشعر، إنه الشعر الصاعد على أعنة الخيال بحريته كجوادٍ حرّ في البراري. من أجمل ما أنتجه الإنسان للترويح عن نفسه وعن زملائِهِ في البشرية عبر الأزمان هو الشعر، وإن كان الشعرُ دولاباً (أي عجلة) كما قال شاعرٌ غربيٌ كبير فإن الحبّ هو محورُ هذا الدولاب. القصيدة الأولى لشاعر اسمه ''و.هـ. أودين''، يعبر لحبيبته عن حبّه الذي ملأ قلبَه حتى فاض، فيترنمُ هائماً: أحبك.. يا عزيزتي.. أحبك يا غاليتي.. أحبكِ حبّا حتى تلتقي الصينُ بإفريقيا أحبك يا عزيزتي حتى تقفز الأنهارُ فوق الجبال، وحتى ترقص أسماكُ السلمون في قارعة الطريق.. أحبك يا غاليتي حتى يُلـَفَّ المحيطُ ويعصر كالقماش، ثم يُعـَلـَّقُ على الحبل كي يجف. أحبكِ حتى تطلق النجومُ زعيقاً، ثم تتحول لتطير أسرابا من الأوز تحومُ بالسماء الزمنُ معك يمرّ سريعاً .. والسنون تجري وتنط مثل الأرانب ولكني أحمل زهرةَ الآمادِ.. زهرة الحبِّ الخالد.. وفي قلبي حبّ العالم الأوّل! صحّ لسانه.. أما الثاني، فهو يشتكي من القوانين والضوابط التي يضعها أهلُ ومجتمع حبيبته على حبهما فينشد متأسياً: آه، يا ليتني سمكة.. تسبح عميقاً في البحرِ الأزرق.. كيفي! أسبح واقِفاً، ونازِلاً، ومتقلـّبا، وأدور مرة أو اثنتين.. لأن لا قوانين تحكمني، ولا يملي تصرفاتي أحد.. ففي البرّ القوانين موضوعة من البشر متى أطعناها ضاع المرحُ، في البرِّ زهرةُ الحبّ تصير شوكة.. لذا نحن الأسماك، لا نرحب بالبشر في أعماق البحار.. لأنهم يعلقون قلبَ المحبِّ مثل سمكةٍ في صنـّاراتهم.. فتنتفضُ القلوبُ ألماً، فتهجرُ الحبَّ أملاً بأنفاس الحياة.. في أعماقانا هنا الحبّ كل البحر، حبٌّ بلا مدى .. وفي برّكم مُدىً بلا حبّ.. أوه كم أود أن أكون سمكة، وأنتِ سمكة بجانبي تعومين بأناقةٍ وخِفّةٍ مثل سمك الحور ذي الألوان الزاهية.. بعيدا عن صنارةِ والدك.. وأشراك القوانين والنظام.. سبلاش.. سبلاش.. سبلاش.. (صوت ضرب الزعانفِ في الماء!) صح لسانه. وشاعر شابٌ مكسيكيٌ اسمه ''كارو ألفريدو''، أُدخِل المستشفى مريضاً فأحبّ ''ممرضة'' كانت تفحصه، فانصبّ الحبُّ من قلبه إلى لسانه فغنـّى: في تلك اللحظة سرى الحبُّ في قلبي مثل الدغدغة.. وحمل الهيامَ معه مع أول لمسةٍ على جبيني ودخل قلبي مع أول حبّة مسكّن.. ياللحب من مسكّنٍ للآلام.. إني أتصورُ الآن مستقبلي معك يا ملاكي الأبيض، ولكن فقط بحبة الحبِّ المهدئة ، بلا فتحٍ فمي بعصا قاسٍ.. أحبك معي باللمسة الحالمة، وليس بإبرة تنغرس باللحم. أخالك معي كطيفين هفيفين على شاطئ.. بلا سمّاعةٍ باردة، وتطير روحانا فوق المياهِ الزرقاء، بلا رافعة السرير.. وتأخذيني إلى جزيرةٍ من زهور وتغريد العصافير، حيث لا رائحة أدوية، ولا صرخات آلام الحِقـَن.. نأخذ حبتين ودغدغتين.. ونركب أجنحة إلى عالم لا يطير به إلا المحبون.. (آآآه) أهذه أجنحة الحب؟! ولكن مهلا، لماذا تغرزين بي خيطا وإبرة؟! أيْ! أيْ.. ويُغمَى علـَيْ! صح لسانه. .. وابن طبيبِ قلبٍ يقعُ بالحبّ لأول مرة فيعبّر: لم أر وجهاً بتلك العذوبة.. وبعدها، بحث أبي عن قلبي، ولم يكن بمكانه، سألَ أبي الجراحين.. وصُعِقَ عندما قالوا: جراحة قلبٍ لتوّها مزَعَتْ قلباً.. لن يعود! ثم.. واووو واوووو.. (صوت سيارة إسعاف حمراء بلون دمي المخطوف..) صح لسانه. وشاعرٌ عربي، لم أستسغ ما كتب واصفا علاقة حبّه مع زوجته، وجدت ما كتبه عنها عرضا بالإنجليزية، مقتبـِساً من أغنية لفيروز: كتبتُ اسمكِ على رمل الشاطئ فغسلـَتهُ المياهُ.. ثم حاولتُ جاهداً.. كتبته على الهواءِ فطار مع الريح.. وأخيرا، كتبته على قلبي.. فجاءتني سكتة قلبية! ويثور سؤالٌ هنا: في عالمنا العربي من يسبب السكتة القلبية للآخر الزوج أم الزوجة؟ ولكن لا أرهقكم في الإجابة فاليوم، أريدكم أن تتخففوا وتستأنسوا اليوم لأني: .. أحبكم حتى تلتقي الصينُ بإفريقيا!
إنشرها