Author

الفضائيات بين لا ونعم!

|
أصبح كل شيء متاحاً.. أقصد المعلومات.. من ''آينشتين'' إلى ''مارلين مونرو''.. ومن ''جاليليو'' إلى ''ليلى علوي''.. فالفضائيات والإنترنت حلت محل المعرفة التقليدية أي المعرفة المكتوبة أو الكتاب. والذين يرفضون هذا كله ينعزلون عن العالم.. ومن ينعزل عن العالم يعزله العالم ويضمر ويموت.. أي أن علينا أن نتقبل هذا كله بالفهم والإدراك والاستفادة والإضافة إذا استطعنا. وأمام محطات الغناء والرقص والضحك والمسلسلات والأفلام الكوميدية هناك محطات العلم والمعرفة مثل ''دسكفري'' و''ناشيونال جيوجرافيك'' و''أنمل بلانت'' ومجموعة ''سكاي'' والمحطات الوثائقية بجميع اللغات. نحن إذن في خضم عالمي ينزل علينا من السماوات المفتوحة ومن العبث أن نرفض.. إنه بالطبع ليس خيراً كله ولا شراً كله.. ولكن علينا أن نفرز المفيد من الضار.. ويتم ذلك بالتوعية.وقد دخلت ''السعودية'' عالم الفضائيات بقوة فعندنا 30 قناة سعودية التمويل.. ولكن هذه المحطات أكثرها يقوم على بث مواد دينية وهي بذلك تكرر نفسها ولهذا تعاني من أزمات مالية قد تدفع بعضها إلى الاختفاء أو الاندماج في كيان أكبر قادر على المنافسة و البقاء.. ولعل ما حدث لقنوات ''أيه. آر. تي'' يكون بمثابة جرس إنذار لباقي المحطات ذات الكيانات الضئيلة.إن عالم البث الفضائي عالم متوحش.. والذين يعتمدون على النزعة الدينية عند الناس للانتشار يجب أن يوجهوا دعوتهم نحو مزيد من التسامح والنصائح وليس بث دعوة الفرقة والكراهية والعداء.. وشيوخ أو مشايخ الفضائيات يجب أن تكون مهمتهم تنويرية وليس تحريضية.. وأن يحترموا الرأي والرأي الآخر.. فبث العداوة والفرقة والتكفير ليست جوهر الدين الذي قام على التسامح والحرية.إننا في بلد يعاني من فقر أماكن وأدوات ووسائل الترفيه.. وتوفر الفضائيات هذه المواد ومن الصعب بل من المستحيل منع الناس من المشاهدة.. إنما يترك لهم حرية الاختيار، وفي محكم التنزيل ''ولا تنس نصيبك من الدنيا''.. وفي الحديث الشريف ''روحوا عن القلوب فإن القلوب إذا كلت عميت'' صدق الحق سبحانه وتعالى، وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
إنشرها