الرياضة

السهلاوي.. هلالي يحمل مستقبل النصر على عاتقه

السهلاوي.. هلالي يحمل مستقبل النصر على عاتقه

منذ أن علق الأسطورة السمراء ماجد عبد الله قائد المنتخب السعودي ونادي النصر سابقا، حذاءه، وقرر هجر الكرة، ظل ناديه يعاني الأمرين، من ضعف هجومه الذي تعاقب عليه أكثر من لاعب ابتداء بحسين هادي، ثم علي يزيد، فعبد الرحمن البيشي، سعد الحارثي، محمد الشهراني، وريان بلال، وإن كان الحارثي أحيا الأمل في المدرج الأصفر إلا أنه سريعا ما خبأ مع مرور الأيام، ما جعل إدارات النادي التي تعاقبت عليه تمني النفس بمهاجم من فئة خمس نجوم يقود فريقها إلى منصات التتويج ويعيد الأمجاد التي بدأت تندثر. مع قدوم الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر، بدأت النظرة تتغير، بعد أن لاحت في السماء الصفراء بارقة أمل، بعد أن ضرب ضربة الموسم بالتعاقد مع محمد السهلاوي مهاجم نادي القادسية هداف دوري الدرجة الأولى الموسم الماضي، بمبلغ يصل إلى 32.5 مليون ريال، رغم الانتقادات التي طالته بسبب ارتفاع المبلغ، إلا أن اللاعب يوما بعد يوم يثبت أن «الغالي ثمنه فيه»، بعد أن حجز مركزا أساسيا في خريطة فريقه رغم وجود بلال والحارثي، وأصبح ضالة مدربه الأورجوياني جورج دا سيلفا التي يضرب بها الخصوم، ولا سيما أنه أحرز 17 هدفا منذ ارتدائه للقميص الأصفر، والعدد مؤهل للزيادة، ولا سيما أن الموسم في منتصفه، حيث سجل تسعة أهداف في دوري زين السعودي، وسبعة أهداف في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجتين الأولى والثانية، وهدف في «خليجي 25». السهلاوي ذو الميول الزرقاء لم تمنعه الاحترافية والنضج الكروي الذي وصل إليه من التألق فاستطاع التسجيل في جميع المواجهات التي جمعت فريقه الجديد بعشقه القديم في اللقاءات الأربعة التي جمعت قطبي العاصمة في مسابقتي «زين» وكأس الأمير فيصل بن فهد ليقود النصر إلى هزيمة منافسه التقليدي بعد خمسة مواسم ونصف في الدوري، وأثبت من خلالها أنه مشروع مهاجم حقيقي يصنع الفارق لأي فريق يمثله، بعكس أنصاف المهاجمين. السهلاوي الذي تمكن من إخفاء وهج الحارثي، وإطفاء شمعة بلال، بدأ يسحب بساط النجومية منهما، وأصبحا بديلين له على مقاعد البدلاء، وبات يهدد الأول جماهيريا بعد أن نمت شعبيته في فترة وجيزة، ولا سيما أنها عانت الأمرين من مزاجية الحارثي في الأعوام الثلاثة الأخيرة قبل أن يتعرض لإصابة في ركبته قطع في الرباط الصليبي الموسم الماضي. نجومية السهلاوي لم تكن وليدة الصدفة، أو بزغت بعد انتقاله للنصر، حيث راهن عليه جاسم الياقوت رئيس نادي القادسية سابقا، منذ أن كان شبلاً حيث أعلنها في خضم منافسات الهلال والاتحاد للظفر بخدمات النجم الكبير ياسر القحطاني قبل أن يكسبه الأزرق أن لديه موهبة لا تقل أبداً عن الأخير وسيبيعه ناديه بمبلغ يفوق المبلغ الذي قدم للقحطاني مقابل 24 مليون ريال بخلاف حصة اللاعب، وبعد مرور أربعة مواسم أثبت الياقوت أنه ذو نظرة ثاقبة، ويقول في هذا الصدد «السهلاوي إضافة إلى يوسف السالم، صالح الغوينم، والخيبري إخوان كانوا يحظون بعناية خاصة منا ولم نستعجل على تقديمهم للفريق الأول رغم حاجاتنا لهم». ويضيف «كنت أرى فيه مشروع نجم لما لمسته من انضباطيته واحترافيته الكبيرة منذ أن كان صغيراً في السن، وليس غريباً أن يكون بهذا النضج والموهبة، ولا سيما أنه نجح في التوفيق بين عشقه ودراسته، حيث حصل على بكالوريوس من كلية المعلمين في الدمام أخيرا قبل انتقاله إلى النادي العاصمي». وشدد الرئيس القدساوي على أن السهلاوي يستحق المبلغ الذي دفعه النصر فيه وأبان «هذه الصفقة مفيدة لجميع الأطراف ولا يوجد خاسر، فالنصر دفع مبلغا في لاعب يستحق كل ريال دُفع فيه، وسيكون أحد نجوم الكرة السعودية وليس النادي العاصمي فقط في المستقبل القريب». أما المدرب التونسي أحمد العجلاني الذي سبق له تدريب القادسية وحقق معه نتائج رائعة فاعترف أن السهلاوي كسب الرهان، خاصة عندما أكد له أنه لا يصلح أن يكون لاعب كرة القدم، مبينا»اللاعب يملك إمكانات مذهلة وكسب الرهان معي ويجب علي الاعتراف أنه نجم كبير سيفيد الكرة السعودية كثيراً في المستقبل». أما السويسري ماري كونز مدرب المنتخب السعودي للناشئين سابقاً أحد المدربين الذين يدين لهم السهلاوي بالكثير، يقول «رأيت فيه مواصفات المهاجم الكبير فهو يمتاز بالتركيز والتمركز الجيد إضافة إلى المهارة الكبيرة بكلتا قدميه ورأسه». في حين يقول المدرب الوطني عبد العزيز الخالد إن «السهلاوي نجم كبير قبل أن يحضر للنصر، وحقيقة لا أستغرب أن يظهر بهذا التألق بل أتوقع له المزيد وأن يصبح رقما صعبا في هجوم النصر والمنتخب السعودي». السهلاوي الذي استطاع فرض نفسه في موسمه الأول مع النصر وتحت مجهر البرتغالي خوزيه بيسيريو مدرب المنتخب السعودي سيكون المهاجم الثاني بجانب ياسر القحطاني، في ظل انخفاض مستوى مالك معاذ، سعد الحارثي، وإصابة ناصر الشمراني، صالح بشير، نايف هزازي، ومحمد العنبر، بعد أن خيب الهلال أمله في ضمه إلى صفوفه بعد أن لاح نجمه في سماء النجومية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة