معاناة الشباب

معاناة الشباب

يعلم كثير منا بما يعانيه الشاب الذي لا يتجاوز عمره 25 سنة ونتكلم هنا عن الشاب الذي بذل المستحيل حتى ينهي دراسته الجامعية. أمامه زواج مكلف والتوفير لشراء أو بناء منزل العمر طبعا بعد ما يوفقه الله في وظيفة جيده تدر عليه دخلا جيدا يستطيع من خلاله تنفيذ ما يحلم به. لا بد لنا من معرفة المطلوب منه والذي يجب أن يوفره خلال مده معينه! يجب أن يوفر مبلغا لا يقل عن 100 ألف ريال كمصروفات للزواج وبما أن سن الزواج لدينا مقنن بحيث لا يزيد على 30 عاما مهما كانت الأسباب، إن لم يكن أقل، ولكن هنا سنتكلم عن الفئة التي يجب أن تساعد نفسها لعدم وجود داعم لها وهي الأغلبية طبعا. بما أن الشاب سيتخرج عند 25 عاما وهذا السن هو النهائي لجميع الخريجين بما فيهم الهندسة والطب ونفترض أنه وجد الوظيفة مباشرة وعليه سيبدأ المشوار لتوفير مبلغ الزواج. وسنضع مصروفات شهرية افتراضية لا بد أن يصرفها هذا الشاب شهريا وهذا المبلغ يساوي (500 ريال بنزين ومحروقات + 200 ريال فاتورة جوال + 1500 ريال مصاريف إعاشة وخلافه أي عن كل يوم 50 ريالا) إذن الإجمالي يساوي 2200 ريال كحد أدنى للمصروفات وما فاض عنه سيوفر للزواج. وبما أن المبلغ المطلوب للزواج هو 100 ألف إذن سنقسم المبلغ على 60 شهرا وهي الفترة التي سيقضيها الشاب منذ تخرجه إلى أن يصل إلى 30 سنة وعليه سيصبح المبلغ المطلوب توفيره شهريا 1667 ريال. وعليه يجب أن يكون أقل راتب يتقاضاه كل من يتخرج من الجامعة هو 3900 ريال. وهو المبلغ السائد حاليا لجميع الوظائف المعروضة في مجتمعنا السعودي. ولكن لكي يتزوج الشاب ألا يجب أن يستأجر شقة ويقوم بتأثيثها؟ بكل تأكيد نعم والمبلغ المطلوب لذلك من وجهة نظري يساوي 40 ألفا للتأثيث وألفا ريال شهريا إيجار الشقة المراد استئجارها، وعليه فإن الراتب الذي قمنا بتحديده أعلاه لن يوفر ذلك حيث إنه فقط كاف للسماح للشاب بأن يتزوج دون أي مصروفات أخرى وعليه يجب تعديله. 40 ألف ريال سنقسمها على 60 شهرا وستضاف إلى إجمالي الراتب المحدد سابقا ويضاف إليها ألفا ريال شهريا قيمة الإيجار وبما أننا لن نحتاج إليها ألا عند وقت الزواج سنهملها حاليا وعليه يصبح الراتب المطلوب دون مبلغ الإيجار يساوي 4600 ريال. وكل من يقل راتبه عن هذا المبلغ لن يستطيع الزواج إلا بعد سن 30. طبعا الحصول على هذا الراتب بالنسبة للجامعي قد يكون سهلا خصوصا لخريجي الأقسام العلمية أما الأقسام الأدبية قد يعانون ويمكنهم الحصول عليه ولكن بمعاناة أكبر. أما للراغبين في تملك العقار بعد إتمام زواجهم فهذه معادلة صعبة إذا كأن المصدر هو الراتب الشهري حيث إن أقل بيت يمكن شراؤه أو بناؤه هو مليون ريال لأسباب عدة لارتفاع المواد الأولية الداخلة في مجال البناء وارتفاع قيمة الأراضي السكنية ولو أردنا عمل حسبة بسيطة لهذا الشاب الراغب في توفير جزء من راتبه لبناء المنزل فيجب علينا معرفة مصروفاته الجديدة والتي يجب أن يدفعها قبل عملية التوفير وهي المبلغ السابق نفسه والبالغ 3900 ريال ألفا ريال قيمة الإيجار الشهري للشقة وألف ريال مصروفات إعاشة إضافية ليكون إجمالي المصروفات الشهرية الضرورية 6900 ريال وما زاد عنه لا مانع من توفيره. وهنا يجب الإحاطة أن هذه القفزة الرهيبة في الراتب المطلوبة لا يمكن أن تحصل، وإن حصلت أين سيكون التوفير؟، حيث إننا نرغب في مبلغ شهري إضافي على المبلغ المحدد أخيرا ليتم توفيره لبناء أو شراء سكن ويساوي 4200 ريال شهريا ولمدة 20 سنة حتى يستطيع جمع مليون ريال ويكون عمره وقت ذلك 50 عاما وتم إهمال مصروفات الأولاد وكأنها غير موجودة لتوضيح حجم المشكلة. والنتيجة هي أن كل شخص راتبه أقل من (6900 ريال + 4200 ريال = 11.100 ريال) لا يمكنه امتلاك منزل قبل 50 سنة، طبعا لا نملك الكثير منهم حيث إنه عال مقارنه بالرواتب السائدة. الحلول المقترحة: طبعا سن الزواج لشاب عمره 30 سنة منطقية ولكن ما بعده قد يشكل مشكلة على المستوى الأمني والاجتماعي ويساعد أيضا على معالجة العنوسة لدى الفتيات أيضا. ولحل هذه المشكلة أو المساعدة على حلها يجب عمل الأمور التالية: 1 - تقليل المهور قدر الإمكان والعمل على تقليل البهرجة فيها. 2 - توفير وظائف للفتيات حتى يساعد الطرفين على مصاريف الحياة. 3- دعم حكومي لكل متزوج بمبلغ 25 ألف ريال سنويا كقيمة لإيجار المنزل لمدة خمس سنوات. 4 - العمل على توفير وظائف للرجال برواتب لا تقل عن 4600 ريال شهريا في القطاع العام ودفع الفرق للعاملين في القطاع الخاص حتى تصل رواتبهم إلى المبلغ أعلاه عن طريق الزيادة السنوية للرواتب في القطاع الخاص. 5- دعم صندوق التنمية العقاري بشكل متواصل حيث إن القروض الممنوحة ستزيد من توفير الوحدات السكنية المعروضة وعليه تقل قيمة الإيجارات على المستوى المتوسط ورفع قيمتها من 300 ألف إلى 500 ألف مع قطعة أرض مجانا. 6- إيجاد صندوق استثماري يقوم الأشخاص الراغبون في توفير رواتبهم لديه مع نسبة أرباح سنوية عن طريق إحدى الطرق الإسلامية لمدة لا تزيد على خمس سنوات حتى يستثمرها الصندوق وتعود عليهما بالنفع. 7 - دخول الدولة في مجال التطوير العقاري عن طريق التعاون مع القطاع الخاص لبناء وحدات سكنية (نظام شقق) بحيث تقوم الدولة بتقديم الأراضي مجانا والقطاع الخاص يقوم ببنائها ويبيعها على المواطنين بالتعاون مع صندوق التنمية العقاري لمن خرجت أسماؤهم أو عن طريق البنوك لمن رواتبهم تسمح بذلك التملك. عدد القراءات: 513 * "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"
إنشرها

أضف تعليق