Author

د. خولة ووسام الملك

|
قلد خادم الحرمين الشريفين أمس الأول الدكتورة خولة بنت سامي الكريع كبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى نظير تحقيقها عدة إنجازات بحثية مميزة، وأعرب خادم الحرمين الشريفين عن تمنياته لها بتحقيق مزيد من الإنجازات خدمة لدينها ووطنها، داعيا الله لها بالتوفيق والنجاح. عندما شاهدت صورة خادم الحرمين الشريفين وهو يستقبل الدكتورة خولة ويقلدها وسام الملك عبد العزيز جال في خاطري الكثير والكثير من المواقف والخواطر المتعلقة بالمرأة السعودية وما يشاع بشأنها من اضطهاد وحرمان وقمع سواءً على المستوى المحلي أو الخارجي، فمن تم تكريمها هي كبيرة علماء أحد أهم التخصصات الطبية ورئيس مركز أبحاث الملك فهد لأورام الأطفال التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، وهي الحاصلة على جائزة هارفارد للتميز العلمي في عام 2007، وذلك من بين أكثر من 300 طبيب من أمريكا وأوروبا وهي في الوقت نفسه أم لثلاثة أبناء وغيرها من الصفات المميزة التي يفتخر بها كل مواطن ومواطنة، فقد جمعت بين التميز العلمي والأسري من خلال رعايتها بيتها وأبناءها. لقد قام - حفظه الله - بتكريم الدكتورة خولة والسلام عليها ونقلت وكالات الأنباء هذا الحدث ليوضح للناس أنه حريص على تحفيز بنات الوطن وحريص على تشجيع المتميزات منهن اللائي يسعين لرفع اسم هذا الوطن عالياً ولأن جاء تكريم الدكتورة خولة في مجال التميز العلمي الطبي فهناك غيرها الكثير من السيدات المتميزات في مجالات علمية مختلفة قد يكن يستحقِن مثل هذا الوسام ولكن العبرة بالتكريم نفسه كمؤشر تقدير من قيادة هذا الوطن لأبنائه. ومع كل ذلك الاحتفاء والتقدير لهذه البادرة، فإن المشككين في اهتمام ورعاية هذا الوطن للمتميزين من أبنائه وبناته لن يقتنعوا بهذا التكريم، ولن يعتبروه شيئا، خصوصا أنه للمرأة فهم يعتقدون أن المرأة تحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير ويعتقدوا أنها يجب أن تنال الحقوق نفسها الموجودة لدى النساء في الغرب وفي مقدمتها الحرية بكل أنواعها، فهم يرون أن تكريم المرأة في منحها الحرية المطلقة حتى لو تعارضت مع الدين. ولذلك فإن الخطوة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - هي خطوة ضمن مسيرة متميزة يسعى من خلالها إلى أن يقدم حرص والتزام هذا الوطن على تقدير المرأة وفقما تقتضيه تعاليم ديننا الحنيف فهو يحرص على تعليمها وتنمية مواهبها وتأسيس الجامعات الخاصة بها وتوفير جميع الإمكانات لتطويرها وتوفير بيئة العمل المناسبة لها لتكون أنموذجا للمرأة المسلمة التي تسعى إلى رفعة دينها ووطنها من خلال ما تقدمه من إنجازات علمية وثقافية مميزة وبناء للأسرة. إن الوسام الذي تم تقديمه للدكتورة خولة هو دعوة مفتوحة لبنات هذا الوطن للعمل والتميز في المجالات المختلفة التي تعود بالنفع والخير لهذا الوطن وأبنائه وهو دعوة لاكتشاف المتميزين من السيدات اللاتي لم تتح لهن الفرصة من قبل لإظهار إنجازاتهن وما قمن بتحقيقه من نجاحات مختلفة، فهناك الكثير والكثير من السيدات لديهن من الإمكانات والقدرات والمواهب وغيرها من المهارات التي تمكنهن ليصبحن مميزات في وطنهن ولكن أجبرتهن الظروف وبعض الأوضاع والأنظمة والقوانين أن يبقين في الظل ويحرصن على البعد أو الإعلان عما تم إنجازه فلم يستطعن أن يظهرن نجاحاتهن وبقين أسيرات مع إنجازهن. أتمنى أن ننظر إلى هذا التكريم بأنه تأكيد على منهج التوسط والاعتدال الذي تتبعه قيادة هذا الوطن في تقدير المرأة وإنجازاتها ليبعد عن الانغلاق والتحجيم والتهميش وعدم وضع اعتبار لنصف المجتمع كما يبعد عن دعوى الانفتاح دون ضوابط والسعي لمنح الحرية المطلقة للنساء ومساواتهن بالغرب.
إنشرها