Author

«اليوان»..خطوة الصين الأخيرة!

|

رئيس التحرير المكلف

بعد جهد سنوات طويلة وخطط عريضة وصفت حينها من قبل بعض الغربيين والشرقيين أيضا بأنها '' خطط سخيفة'' و''أحلام تنين'' لن تتحقق قبل 20 عاما على الأقل.. قفزت الصين قبل أيام على كل تلك التهكمات لتسجل نفسها كأكبر مصدر للسلع في العالم بواقع 1.2 تريليون دولار من الصادرات سنويا مع نهاية عام 2009 متجاوزة ألمانيا (1.1 مليار) واليابان وأمريكا. الصين التي انطلقت حديثا بصورة أسرع، وتحديدا بدءا من عام 2005 في القفز على طريقة '' الكنغر'' في كل المسارات.. نجحت في زمن قياسي في تسجيل نفسها كمالك أكبر احتياطي نظامي في العالم وأكبر دائن وأكبر مستهلك للطاقة، وأكبر قوة بشرية ماهرة إلى جانب أنها الأرخص، وأهم شريك تجاري لأكبر اقتصادات العالم، وأكبر منتج ومستهلك للسيارات في العالم. إن المتتبع لمسيرتي التجارة والصناعة الصينيتين وطموحات بكين المتنوعة يقف عاجزا أمام هذه السرعة في التحول وهذا النهم لتحقيق المنجزات لدى شعب ظل لسنوات عجاف حبيس'' الاشتراكية''.. ثم فجأة تحرك فتجاوز دولا عتيدة اقتصادياً ومتقدمة تكنولوجيا وصلبة صناعياً مثل ألمانيا واليابان، ولعل قدرة المنتجات الصينية على إزاحة المنتجات الأمريكية واليابانية والأوروبية من أرفف أسواقها الأم خير دليل على استطاعة العقل الصيني '' فعل المستحيل''.المهم.. أنه وبعد أن بات الحلم واقعا.. يشتعل هذه الأيام في الأوساط الدولية نقاش بين صفوف الغربيين مفاده: هل انتقلت القيادة الاقتصادية أخيراً من الغرب إلى الشرق؟ وهل سيكون هذا القرن حقاً هو ''القرن الصيني''؟ .. والجواب بشكل عام هو أن الصين باتت أكبر قوة اقتصادية في العالم باستثناء خطوة أخيرة هي لا تريدها.. ''عولمة العملة الصينية''.. فإذا رغبة بكين في ''تدويل'' اليوان خلال الخمس سنوات المقبلة، فإنها ببساطة.. ستسقط الدولار عن عرش العالمية.. لأنها تملك القوة، إضافة إلى أنها صاحبة أكبر حصة من الدولار المطبوع في العالم وأسباب أخرى كثيرة. أخيرا إن الإنجاز الصيني '' الآسيوي'' يأتي متسقا مع شريط من الأفكار والمشاريع العظيمة التي أطلقتها المملكة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، يتصدرها بناء المدن الاقتصادية العملاقة والمراكز المالية الضخمة وإقرار أضخم استراتيجية صناعية سعودية، وتوسع المملكة في إنتاج وتكرير النفط.. وبناء الجامعات العالمية.. والإصلاح الاقتصادي.. ثم أقف متسائلا ..هل يا ترى ستنجح تلك المشاريع في جعلنا نزاحم الاقتصادات المتقدمة؟.. التجارب السابقة ومنها تجربة شنغهاي والصين واليابان والبرازيل والهند .. تقول '' نعم'' مع الإصرار والمتابعة تصبح الأحلام واقعا..كما أن تجاربنا نحن الشخصية أيضا خير دليل .. مدينتا الجبيل وينبع.. والآن ثول ورابغ .. وغدا مركز الملك عبد الله المالي، وأخيرا عضويتنا في مجموعة العشرين.. علينا فقط أن نزيد جرعة التركيز.
إنشرها