Author

يا زينك ساكت..!

|
ــ عندما تستمع إلى بعض المعلقين على المباريات وترى الميول الصارخ والبعد عن الحيادية المفترضة في التعليق والوصف، تحسب نفسك وكأنك تستمع إلى أحد أعضاء رابطة مشجعي أحد الفريقين المتباريين، حيث تجد الألقاب تطلق من كل حدب وصوب على لاعبي فريقه وتاريخ فريقه، وتجده يتغنى بمهاراتهم في الملعب ويتجاهل بشكل فاضح الفريق الآخر وما يقدمه لاعبوه من كفاح وجهد .. وفي حالة حدوث خطأ ضد فريقه يبدأ في انتقاد التحكيم بطريقه مباشرة أو غير مباشرة .. أما في حالة خسارة فريقه المفضل وهذا ما يثير حفيظته يبدأ في انتقاد المدرب والحديث عن أخطائه في التشكيل ووضع الخطة، وكذلك عن تقاعس لاعبي فريقه وتهاونهم ويتناسى الفريق الآخر بشكل كامل وإذا حدث وأخطأ وأثنى على أحد لاعبي الفريق المقابل أو الفريق المقابل على استحياء تجده يسارع بالاعتذار عن فعلته تلك حتى لا يثير حفيظة جماهير فريقه المفضل .. قد نجد العذر لذلك لو كان فريقه ينازل فريقا أجنبيا بدافع الوطنية ولكن أن يكون الفريقان سعوديين فلن يقبل منه ذلك، خصوصا أن نقل المباراة يتم في قناة عامة وليست قناة ناديه، وأعرف الكثيرين الذين يكتفون بالمشاهدة دون صوت إن لم تكن هناك خيارات أخرى للمشاهدة .. أما أنا فأقول له ولأمثاله «يا زينك ساكت!». ــ عندما تستمع إلى بعض المراسلين الميدانيين لبعض القنوات وهم يلهثون خلف الإداريين واللاعبين وتستمع إلى الأسئلة الغبية والسخيفة ناهيك عن الصياغة اللغوية الركيكة والأسلوب المثير للسخط والشكل المضحك بقصات الشعر وموديلات اللحية (السكسوكة) .. تصاب بالغثيان، فلا تملك إلا أن تقول .. «يا زينك ساكت!». ــ عندما تستمع إلى أحد مسؤولي الأندية عقب مباريات فريقه وهو يطلق للسانه العنان في انتقاد الحكام المحليين والأجانب وانتقاد الصحافة وانتقاد مسؤولي الأندية الأخرى وانتقاد لجان اتحاد كرة القدم كافة من «احتراف»، «مسابقات»، «انضباط»، و»فنية»، ولا يستثني أحدا ويتهمهم بالانحيازية والعمل لإسقاط فريقه متناسيا موقعه الاجتماعي ومواثيق الشرف التي وقعها والتزم بها .. نقول له «يا زينك ساكت!». ــ عندما تستمع إلى بعض من محللي القنوات الفضائية وهم يبتدعون نظريات جديدة في التحليل وأغلبيتهم لا تملك خلفية فنية ولا خبرة ميدانية في الملاعب أو التدريب وعلى طريقة «من الباب للطاقة»، ولا يفرق بين النقد الفني للمباريات والمسلسلات التلفزيونية ويخشى انتقاد بعض الفرق واللاعبين ويتحاشى الإشادة بفرق أخرى وما تقدمه من مستويات جيدة .. نقول لهم «يا زينكم ساكتين!». ــ عندما تقرأ لبعض الكتاب وأسلوبهم السافر في انتقاد مدربي الفرق وإدارات الأندية ومديري الكرة والتجريح لبعض اللاعبين ممن لم يوفقوا مع فريقه سواء كانوا محليين أو أجانب، وتجده يقوم بتنصيب نفسه وصيا على ناديه المفضل وينتقد القاصي والداني وأشخاصا يعملون بجهد واجتهاد ضمن الإمكانات المتاحة ويتلاعب بالتاريخ والإيحاء للجميع بأنه الوحيد الذي يفهم .. نقول له «يا زينك ساكت!». ــ عندما نقرأ تخبط ما يسمى بالإتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم .. وترى الدوري السعودي يصنف في المركز الـ 16 على العالم، وبعد عدة أشهر يهبط إلى المركز الـ 32 دون سابق إنذار وعندما تجدهم يصنفون أندية كالهلال السوداني، وفاق سطيف الجزائري، الكرامة السوري، إنبي، وحرس الحدود المصريين، تتقدم على أندية كالنصر، الهلال، والاتحاد، وغيرها من الأندية الكبيرة بنتائجها وتاريخها .. نقول لهم «يا زينكم ساكتين!».
إنشرها