تعريب نطاقات الإنترنت

تعريب نطاقات الإنترنت

في سيئول في تشرين الأول (أكتوبر) 2009 وفي اجتماع منظمة الايكان تم اعتماد ما يسمى عولمة أسماء النطاقات والحقول، وهو إضافة الحروف العربية وغيرها مثل حروف اللغات الهندية، اليونانية، والصينية. وكي نبدأ الحديث عن أسماء الحقول يجب أولا أن نعرف ماهية تلك الأسماء، فبحسب المنظمة الدولية للملكية الفكرية ''الوايبو'' فإنها تعرف أسماء الحقول كالتالي: أسماء الحقول هي أسماء يسهل تذكرها وتستخدم للنفاذ إلى المواقع على الشبكة العنكبوتية مثلا www.aleqt.com وتقابل هذه الأسماء أرقام بروتوكول الإنترنت الوحيدة التي تفيد كعناوين للوصول إلى الإنترنت، وتسمح للمستخدمين بالنفاذ إلى مواقع إلكترونية على الإنترنت. وتفيد أسماء الحقول باعتبارها الوصلة الأولى بين العالم المادي والفضاء الإلكتروني وتمثل متطلبا أساسيا لممارسة أي تعامل إلكتروني سواء حكومي أو خاص أو أي تعاملات تجارية كذلك. وقد تم اعتماد الأحرف العربية في أسماء تلك النطاقات في اجتماع سيئول في كوريا، مما سيسمح باستعمال لوحة المفاتيح العربية والأسماء العربية للوصول إلى الإنترنت وستسهل تلك العملية الوصول للإنترنت من كل أنماط المجتمع، وبذلك ستسهل وصول المعلومة باللغة العربية وبالتالي زيادة المحتوى العربي على الإنترنت وتسهيل نقل الأخبار، ويسمح للمجتمعات العربية بالتواصل بشكل أكبر. والهدف من ذلك هو جعل الإنترنت سهل الوصول إليه من أي مكان وبأي لغة في العالم. ويعلل المدير التنفيذي لـ (الايكان) رود بكستروم هذه الخطوة التي ستغير مجرى ومحتوى الإنترنت بأن هناك ما يقارب نصف مستخدمي الإنترنت لا يستخدمون الحروف اللاتينية في لغاتهم الأم. ونقلا عن مدونة موقع ''الايكان'': إن في المملكة على سبيل المثال يستخدم الناس الكمبيوتر والإنترنت باللغة العربية بشكل كبير، وبالتالي عند توفير أسماء النطاقات باللغة العربية سيستفيد هؤلاء المستخدمون بشكل مباشر، وقد يمتد هذا التأثير لتشجيع أصحاب الأعمال والهيئات المختلفة على توفير المزيد من الخدمات الإلكترونية والمحتوى باللغة العربية، وبالتالي تشجيع الناس على الدخول على الإنترنت واستخدام هذه الخدمات. وكي نركز أكثر على جانب اللغة العربية سنجد أن مستخدمي الإنترنت سيزيد عددهم ولا سيما أن البيئة التقنية لدينا تحولت إلى المعاملات الإلكترونية الحكومية في مختلف المجالات والأصعدة. أما عن الجهة المؤسساتية التي تشرف على ذلك فهو مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات الذي ينشأ في نطاق جامعة الدول العربية ويتألف من المسؤولين عن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الدول العربية. وذلك المجلس هو الجهة المخولة بتنظيم الإنترنت في العالم العربي وسيكون على عاتقها الأخذ بكل مزايا وتطوير هذه الخطوة الجبارة بإدخال الأسماء والحروف العربية في أسماء الحقول، وبعد ذلك ربما سيرى النور قانون عربي موحد بشأن قوانين الإنترنت والملكية الفكرية على الإنترنت وكذلك التجارة الإلكترونية مما يساعد على تخطي أي حاجز جغرافي. ونطرح تساؤلا هنا حول كيفية تشجيع الجهات المعنية داخلياً هذه المبادرة لتطوير المحتوى العربي للإنترنت من جهة أو كذلك دعم التجارة الإلكترونية وتحفيزها، حيث إن التجارة الإلكترونية أخذت تتبوأ مكانه كبيرة على ساحة شبكة الإنترنت. وذلك الانفتاح المعلوماتي سيكون له نتائج إيجابية كثيرة وقد يكون أيضا له نتائج سلبية، فالتحدي هنا ليس بفرض العقوبات أو حصار المستخدمين أو الحجب – لا شك أنه يجب فرض نوع من الرقابة والقوانين الرادعة لكن الأهم من ذلك هو خلق ثقافة الاستخدام السليم من قبل المستخدم نفسه، إذا من الضروري البدء من الآن في العمل على تثقيف وتوعية المجتمع بالطرق السليمة لاستخدام الإنترنت ليكون هناك ثقافة واعية ومسؤولة عن استخدام الإنترنت بما يعود لفائدة ومصلحة المستخدم والبلاد. عدد القراءات: 449 * "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"
إنشرها

أضف تعليق