زمان يافن

زمان يافن

تبدأ قصة الفيلم The Pursuit of Happyness الذي يحكي سيرة رجل الأعمال كريس غاردنر، حين يعثر كريس على مسابقة عمل في أحد الشركات المتخصصة بالأسهم ،ويعمل بدون راتب لأول ستة شهور..حيث سيتم اختيار أفضل متسابق من المتقدمين الذين يعملون بدون راتب لفترة اختبار تلك ، و في النهاية ينجح كريس في الاختبار بعد عناء طويل من مداهنة مدير الشركة وموظفيها الرئيسين بالابتسامات والحوارات الذكية ، وهنا تتغير حالته..ويصبح بعدها بسنوات من أصحاب رؤوس الأموال . ومن أخلاق المؤمن.. السماحة حين يتحدث.. والشخص الذي يعرف متى يستخدم الكلمة الذهبية ؛هو أن إنسان ناجح بالتأكيد، صحيح أن إنتاجية الفرد لها دور في بلوغه مراتب النجاح؛ لكن لا أحد ينكر دور الكلام اللين في فتح الكثير من الأبواب المغلقة . من يملك لسان وقحاً ؛حتى ولو كان يؤدي عمله بشكل جيد؛ أبداً لن ينجح طالما لا يعرف الطريقة السليمة في مسايسة الآخرين، مما يؤدي لا سمح لله لغلق الكثير من المسالك في مسيرة حياته ،كيف ترى نفسك حين يقبل عليك شخص في كامل أناقته لكنه متعال؟ ،أو مستفز ويجهل الحوار بأدب؟ بالطبع سترى أنه إنسان سيء في كل شيء حتى لو كان متميز بالمجتمع ! لسان الإنسان هو أحد أهم أدوات نجاحه أو بقاءه في دائرة الفشل .ففي أحدى الشركات السعودية تم ترشيح شخصيتان؛ لتولي منصب رئاسة أحدى الأقسام وبعد أن فرزت أصوات الترشيح من قبل رئاسة مجلس الإدارة،تم استبعاد الشخصية الأولى لأنها شخصية استفزازية ،ووقع الاختيار على الأخرى التي تصانع وتعرف كيف تنتقي كلماتها الذهبية. ليس المقصد هنا أن نصانع للمصلحة ،ولا أن نتلوى كثعابين فاسقة تنفث سم النفاق بل نحاور من هم حولنا بالابتسامة ..فقديماً قالوا الكلام اللين غلب الحق البين ! أحدهن تقول لي عن صديقتها: شعرتُ بقربها مني رغم طول الأميال الفاصلة بيننا ،فقد كانت حرارة مشاعرها تعبر أسلاك الهاتف ؛دون أن يكون للفاصل المكاني الكبير أي تأثير سلبي بذلك ، فهي تملك لسانا حلواً وحس عاليا في إلقاء النكتة و تدوير للحوار ..من الأشياء التي تعجبني بها قولها حين ترى من افتقدت وجودهم بعد فترة طويلة "يوووه زمان عنك يافن " والغالبية عندما يطول بهم الفراق مع من حولهم يرمي كلمة " ياقدمك_مغبر ..إلخ" من الكلمات التي لا أدري هل هي ترحيب أما تنفير !!
إنشرها

أضف تعليق