Author

القياس .. وإعادة الاعتبار للثانوية

|
لا أعتقد أن الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود رئيس مركز القياس والتقويم, يرحب بطروحات بعض الجامعات المتضمنة الاكتفاء بنتائج اختبار مركز القياس واختبارات الكليات الدقيقة دون الحاجة إلى اختبارات الثانوية التي تصدر عن وزارة التربية والتعليم.. حيث خصص لها 30 في المائة من المجموع الكلي لاختبارات القياس: القدرات والتحصيلية. للقبول في الجامعات.. حتى خفض مستوى الشهادة الثانوية إلى 20 و15 في المائة أيضاً قد لا يكون مقبولا لدى مركز القياس لأن فلسفة الاختبارات تهدف إلى قياس العملية التعليمية: الطالب، المعلم، الإدارة المدرسية، المناهج (المقررات)، البيئة التعليمية. لهذه الأسباب لا أعتقد أن الأمير فيصل, حتى وإن كان لدى المركز الاستعداد البشري والفني والأكاديمي لإجراء اختبارات الثانوية العامة لسبب واحد أن المركز يعمل على فرز الطلاب للقبول في الجامعات, حتى وإن كانت اختبارات القياس هي لقياس الطالب فقط، حيث أخضع الطالب إلى اختبارات المدارس ومركز القياس والجامعات. وهنا أتوجه إلى الأمير فيصل بن عبد الله المشاري بضرورة التنبه إلى أن التقليل من الاعتماد على اختبارات الثانوية العامة التي حدد لها 30 في المائة سيؤدي إلى غياب الدافعية والتنافس بين طلاب الثانوية العامة ويصبح الجهد منصباً على اختبارات القياس التي تمثل 70 في المائة من درجة قبول الجامعات وحتى لا يظلم الطلاب ويكون الجهد العقلي والنفسي واستعداد الأهالي باتجاه اختبارات الثانوية العامة التي لا تشكل سوى 30 في المائة وهي جزء من القياس. فلماذا لا يدعم مركز القياس فكرة أن تكون أسئلة القدرات ضمن المنهج الدراسي (المقررات) أو يكون لها مقرر دراسي مستقل ويعاد النظر في طريقة وأسلوب الاختبارات بأن تعمل بمنهجية أسئلة القدرات نفسها التي تعتمد على السرعة والمهارة بدلاً من النمط المتبع الآن, أسئلة تعتمد على القوة، حيث يخصص لها زمن مضاعف لما تحتاج إليه ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات لفرز قوة التحصيل لدى الطلاب. لا بد من أن تفكر وزارة التربية والتعليم بطريقة جديدة تناسب النمط والمنهجية اللذين يعمل بهما مركز القياس في اختبارات تعتمد على السرعة والمهارة والتحصيل المتراكم.. وإعادة الاعتبار والأهمية لاختبارات الثانوية العامة حتى لا يفقد الطالب الدافعية والتنافس ويصبح الجهد موجها إلى اجتياز اختبارات القياس. مركز القياس هو الجهة المحايدة التي تساعد التعليم العام على معرفة مكامن القوة والضعف في العملية التعليمية وهي منهجية ناجحة ومطبقة في عديد من الدول المتقدمة حتى لا يصبح التعليم هو من يدرس ويقيم نفسه وتجربته لكن لا بد أن يكون هناك تنسيق في المنهجية ما بين وزارة التربية ومركز القياس حفاظاً على القوة التحصيلية والاعتبارية للشهادة الثانوية إلا إذا رأت وزارة التربية والتعليم أن تدمج اختبارات الثانوية العامة في اختبارات القياس ويتولى مركز القياس اختبارات الثانوية فهذا رأي يحتاج إلى دراسة ومراجعة قبل الشروع وإقراره.
إنشرها