حجاب الجسد وحجاب العقل

حجاب الجسد وحجاب العقل

العلاقة بين اللغة والعقل علاقة تجاذب ونماء، فكل من العقل واللغة تزداد حدة ارتقائهما وبقائهما بقوة هذه العلاقة وضعفها، واللغة ليست نمطا تركيبيا المقصود منه الإفهام بل توطيد ناتج الفكر الذي يتمخض بين العلاقتين ''اللغة والعقل ''، ولذا تجد أنه كلما كان العقل أكثر انفتاحا ورقيا تفتحت أمامه سبل الاستبصار في هوامش اللغة ومدلولاتها والعكس صحيح، كلما انكفأ العقل وتقهقر مستوى تفكيره تخبط في سبر معاني اللغة ومدلولاتها فأصبح يفسر ويشرح ويقرر ويبني ويستنتج وفق عقل التراجع، وهذا ما يحدث تماما في قراءة النص الشرعي فيسقط خلفياته وتخلفاته الحضارية على النص الشرعي ويخرج بمفاهيم تصب في هدم النص لا بناء المجتمع به. خذ مثلا النصوص الشرعية التي تحدثت عن الحجاب الشرعي وصفته فأراد البعض ''الرجل'' أن يعمم نصوص الحجاب على فكر المرأة وعقلها ونجح إلى حد كبير في ذلك، فالمرأة لديه أصبحت عورة الفكرة والعقل كما هي عورة الجسد، وكلما كانت المرأة أقرب إلى فكر الرجل ورؤيته للحياة والكون رأى أن هذا هو الحجاب الشرعي والذي لا حيدة عنه، وأن من يدعو إلى خلاف ذلك فإنما يدعو إلى خلاف النص الشرعي وإلى مصادمة النصوص، فواعجبى كيف يشرع الإنسان لنفسه ثم لا يرضى إلا أن يتجرأ فينسب ذلك للشرع الحنيف، وكم خسرنا بسبب هذا الفكر الأعوج عقولا كنا بحاجة إليها مفكرة وعالمة ومربية ومثقفة، ولكن قومي لا يعلمون. عدد القراءات: 609 - "هذه المادة منتقاة من "الاقتصادية الإلكترونية" تم نشرها اليوم في النسخة الورقية"
إنشرها

أضف تعليق