Author

الكل يجيز ذلك

|
من الذي يجيز لأي كائن ملامسة جسد فتاة بهذه الصورة، وضربها وركلها بالقدمين؟ هذا السؤال جاء على لسان أحد شهود عيان نقلت ''الحياة'' أقوالهم بشأن حادثة القبض على فتاة على كورنيش الشرقية وممارسة العنف تجاهها (21/12/2009). رأيي أن الكل يجيز ذلك. في البيت الأب والأم يصفعان الطفل دون أن يرف لهما جفن. في المدرسة ترفع المعلمة عقيرتها بالشتائم والإرهاب ضد طالباتها دون أن تخشى أحدا. في مقر العمل يشهر المسؤول سيف الصلاحيات ضد كل من يخالفه الرأي حتى وإن كان محقا. في التلفزيون يقول الضيف للآخر ''أنت حقير'' ويكاد لولا الخوف على فقدان المكافأة المالية في نهاية الحلقة أن يصفعه على قفاه. حتى في مؤسسات حقوق الإنسان لن تعدم أن تجد عضوة في الجمعية تنظر في كيفية مصادرة حقوق الآخرين وتحاكمهم في لحظة فقدان للذاكرة أنها إحدى ممثلات حقوق الإنسان. وبين التمثيل والحقيقة، يصبح السؤال: من سمح؟ غير ذي قيمة. إنها ثقافة الصفع والركل والبصق من المهد إلى اللحد. وإن قلت: من سمح؟ قد يسبغ عليك أحدهم لقبا فخما يجعلك بدلا من استنكارك لهذا المظهر السلبي، عرضة للاتهام. لا أملك في الختام سوى: حسبي الله.
إنشرها