Author

حائل وتنقية المياه

|
تنبه المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء إلى أن المياه في جبال الدرع العربي, تحديداً في منطقة حائل, مسؤولة عن المشكلات الصحية نتيجة تلوث المياه بالمعادن الثقيلة والمركبات المعدنية التي تتشكل طبيعياً تحت الأرض مثل الراديوم. (مزيد من المعلومات جريدة ''الجزيرة'' الأربعاء الماضي). لذا توجهت وزارة المياه إلى التزود بأحدث تكنولوجيا الترشيح فائقة الدقة لاستخدامها في محطة تنقية حائل.. مناطق حائل والقصيم والمدينة الواقعة على هامش الدرع العربي الشرقي لديها مشكلات كبيرة فيما يتعلق بمصادر مياه الآبار والعيون القديمة لتركز بعض الإشعاعات والمعادن التي تؤثر في الصحة العامة للإنسان, حيث يلاحظ في تلك المناطق ارتفاع معدلات الإصابة بالأورام الخبيثة, وهي ملاحظات طبية, وتشير بعض المعلومات الطبية إلى أن السبب هو المياه, خاصة مياه الشقوق المحصورة بين تجاويف وشقوق الدرع العربي حيث تقل المخاطر الصحية كلما اتجهنا إلى الشرق باتجاه الغطاء الرسوبي والطبقات الحاملة للمياه تحت رمال النفود الكبير والدهناء والثويرات والسياريات والمظهور وصولاً إلى الخليج العربي .. أنا لا أتحدث عن حقائق علمية مؤكدة إنما هناك رابط بين المشكلات الصحية ومياه الدرع العربي, ويشار إليها بالملاحظات الطبية. الأهالي في مناطق القصيم وحائل والمدينة المنورة يتعرضون لمشكلات صحية مشتركة, وتتعرض الماشية من أغنام وإبل إلى نفوق بسبب المياه, وهذه ليست بدافع التخويف, ولكنها مشكلات قائمة والآن تنبهت لها وزارة المياه وأدركت أن هناك مشكلة حقيقية رغم أن الأهالي ناشدوا القطاعات المعنية من الصحة والمياه لكن شكواهم لم يلتفت إليها أحد ولم يتم الاعتراف بها. إذا لماذا لا يشكل فريق عمل من وزارتي الصحة والمياه ومن هيئة المساحة الجيولوجية تحت مظلة الجيولوجيا الطبية لفحص تلك المياه والطبقات الحاملة لها ومصادر المياه في تجاويف الدرع العربي ومعرفة من أين يأتي مصدر الخطر من المياه التي تتسرب مرة أخرى إلى الآبار حيث تتلوث بالمعادن الثقيلة والمركبات المعدنية أو من الرحلة الطويلة للمياه ''الدورة الهيدرولوجية'' فوق وتحت سطح الأرض ... وكذلك تعزيز المرشحات الدقيقة لتنقية المياه المخصصة للاستخدام الآدمي لمياه الشرب والغسيل وتعميم محطات الترشيح في كل المناطق التي تشكل صخورها مصدر خطر طبيا, وإن تم ذلك فإنه سيؤدي - بإذن الله - إلى حماية الإنسان من أمراض المياه الملوثة بالإشعاعات, إضافة إلى أنه سيقلل من العبء والتكلفة المالية على الدولة التي تصرف على المرضى ومعالجة أورامهم ملايين الريالات سنويا.
إنشرها