Author

أهلا مرحبا سيدنا

|
مظاهر الاحتفاء الشعبي بوصول ولي العهد تعكس مدى ما بيننا نحن أبناء السعودية وقادتنا من علاقة وطن وشجن، فسياسة القلب المفتوح جعلت كل باب مفتوحا، قلوب ولاة الأمر مفتوحة على قلوب مواطنيهم والعكس صحيح بكل حرارة أيضا. وحين يغيب عن المشهد العيان وجه كريم من تلك الوجوه التي تقوم على مصالح البلاد والعباد، يمارس الولاء دوره والوفاء قدره في تكثيف صورة الحضور للغائب في إحساس مفعم بصدقية وجوده معنا كشعب جملة وتفصيلا، نحس بحركاته وسكناته ويملأ ببهائه الأفق ويغمر الأرواح وكأنه يخطر بيننا باسما هاشا باشا كعادته.. ذاك هو سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد، وولي كل محتاج سبقت خيراته إليه كلماته. لأكثر من عام والوطن مسهد الجفن مقرّحه في انتظار خبر نفيس يطمئِّن به على صحة سموه.. تلتفت الوجوه إلى الوجوه، وتتعلق العيون بالعيون وترهف الآذان إلى المشاعر في دعاء حار عميق الإيمان بأن يمن الباري -سبحانه - على سمو ولي العهد سلطان بن عبد العزيز بعاجل الشفاء، وأن يكلله بتاج الصحة والعافية، وأن يعيده إلى أهله وشعبه وذويه خير معاد. اليوم.. واللهفة تسبق اللهفة يحقق الله غالي الأمنية بعودة أمير القلوب وسلطان الخير.. تتدافع في استقباله وتحيته جموع الرجال والنساء، الشباب والشابات، الصبايا والصبيان، ومعهم من فتحت لهم السعودية ذراعيها لكي يعملوا ويعيشوا فيها مقيمين ضيوفا كأبنائها.. اليوم يخرج الوطن عن بكرة أبيه من البحر إلى البحر في فيض حب عارم رافعين ملايين الأيدي تلوح بأعز التحايا، هادرين أصواتهم بمرهف الكلمات والزغاريد ببهجة اللقاء الكبير. لسوف يدرك أي مراقب محايد، وهو يرى جموع المواطنين، يتدفقون بوجوه مقمرة للترحيب بسمو ولي العهد سلطان بن عبد العزيز، إن هذا المشهد لا يمكن أن يكون سوى تعبير عفوي خالص لوجه المحبة وحدها، وبأن ذلك تعلق ضارب في الجذور جرّاء سياقات خبرتها هذه الجموع وعاشتها وعاصرتها وغمرتها سواء كانت من زاخر مهامه الرسمية التي أنجزها بوفرة وقدرة وسخاء في الذود عن الوطن والدفاع عنه على رأس جيشه المظفر دائما، وفي دفة القيادة إلى جانب خادم الحرمين يباشر صياغة ملحمة التنمية المستدامة في كل المناطق، أو كانت من فيض بذله وجوده في سبيل الخير والإنسانية في مختلف المجالات الخاصة أو العامة، الصحية أو التعليمية، الاجتماعية أو الأمنية، الثقافية أو الحقوقية فقد كان سلطان طوال عمره هو والخير العميم صديقان لا يفترقان، لذلك لم يفارق كريم مقامه الفذ سويداء قلوب شعبه وإعزاز وتقدير دول وأسر ومؤسسات كانت أياديه البيضاء لا تدخر وسعا في الوقوف إلى جانبها في كل ما من شأنه الصلاح والسعادة والتقدم والخير للجميع. ونحن يا ولي عهدنا الأمين في ''الاقتصادية''، التي عهدتك كريما دائما معها، كما هو كرمك النبيل مع الكل، يشرفنا أن نقف قبل حروفنا وخلفها أيضا مهنئين أنفسنا بعودة سموكم الغالية إلينا، تاركين لطيف لا يحد من الصور الزاهية فينا عنك لكي تصعد بنا إلى أوج ما هو مستحق علينا لك من صادق المحبة وعميق التقدير والإجلال.. فأهلا ومرحبا بك يا سيدنا.. لك البيوت قلوب خوافق والوطن حنايا.
إنشرها