Author

ذئاب في ثياب الأزواج!

|
يتفق علماء الحيوان على أن الذئب حيوان خبيث.. حذر.. غادر.. يأكل وهو جوعان.. ويأكل وهو شبعان.. حيوان لا يؤمن جانبه مهما كان.. ولكن ثبت بالتجربة أن بعض بني الإنسان أخبث من الذئب.. فأنت تستطيع أن تحتمي من الذئب إذا رأيته.. ولكن كيف تختبئ من ذئب في ثياب الإنسان؟ ولعل هذا ما دفع شاعرنا الرائع «الفرزدق» إلى قوله المشهور: عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى.. وصوَّت إنسان فكدت أطير الشاعر «العباسي» الرائع كشف الحقيقة وأدرك أن بعض بني الإنسان أسوأ من الذئاب. وهذه المقدمة وإن طالت ضرورية لنأخذ جميعا حذرنا من ذئاب البشر.. وأكتب هذه السطور وأمامي واقعتان رواهما صديقي المحترم الدكتور سهيل محمد قماش في رسالة كريمة منه، قال: في جلسة ضمت رجال أعمال تحدث أحد الزملاء فروى أن أحد الشبان تقدم لخطبة ابنته ووافق وتم الزواج، ولم تمض أسابيع حتى استخدم الزوج الشاب كل وسائل التطفيش مع الزوجة حتى طلبت الطلاق، وأسدل الستار على الفصل الأول وجاء الفصل الثاني ليكشف وجه الذئب الذي أعلن بكل وقاحة وبوجه مكشوف أن له مطالب مادية ليقبل التطليق، وبدأت المساومة، ولأن رجل الأعمال كان على استعداد لفعل أي شيء لإطلاق سراح ابنته، فقد دفع مبلغا ضخما وتم الطلاق. ويقول الصديق: وجاء الذئب الثاني لابنتي.. مهندس شاب في بداية حياته المهنية.. ووافقت على الزواج دون اشتراط مهر.. بل دون أي شروط (خذوهم فقراء يغنكم الله من فضله)، ولكن الحديث الشريف كان له معنى آخر في نفس الزوج الذئب البخيل.. العقيم.. وأسرته السيئة.. فقد طلب الذئب 200 ألف ريال ودارت مفاوضات تدخل فيها الجد والخال الذي تفضل ونزل المبلغ إلى 125 ألف ريال، فلجأت للقضاء الذي قدر المهر بـ 25 ألفاً وحكم القاضي برد المهر، وسلمته المبلغ فوضعه في جيبه، ولكنه ماطل في الطلاق. وبعد مفاوضات أخرى قال إنه أنفق على زوجته 600 ألف ريال، علما بأن راتبه عشرة آلاف ريال.. ومدين للبنوك.. ولكن هذه قسمتنا.. وإنني أنادي وأناشد كل أب يأتيه خاطب لابنته أن يتروى كل التروي في القبول، وأن يفحص الطالب وأسرته، فعادة ما يكون الذئاب - أقصد الخطاب - يأتون من أسر ممزقة فيها خلافات ومشاجرات وطلاق وعقد نفسية.. ويقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» ولكن يا رسول الله من أين لنا أن نعلم أن الذئاب تختفي في ثياب الشباب، وأنهم بلا دين أو خلق.. صدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكذب هؤلاء الشباب من ذوي المخالب والأنياب.
إنشرها