ارتفاع أسعار المشروبات الغازية يفتح باب النقاش الاجتماعي حول الأضرار الصحية

ارتفاع أسعار المشروبات الغازية  يفتح باب النقاش الاجتماعي حول الأضرار الصحية

هل فكرت شركات المشروبات الغازية قبل قرار رفع سعرها 50 في المائة (من ريال إلى 1.5 ريال) في ردة فعل المجتمع حول أضرار هذه السلع على مستهلكيها من الناحية الصحية، أم أن توقعاتها انحصرت في حدود ردة فعل مؤقتة تذهب مع الوقت تتعلق بالسعر وحسب؟ من الواضح جدا أن «رافعي السعر» انشغلوا بتمرير هذه الزيادة من الجانب المادي، بيد أنهم أهملوا انعكاساتهم الاستراتيجية من قبل شريحة مهمة من المستهلكين رأت أن رفع السعر فرصة كبيرة للتوقف عن تناول هذا المشروب الذي ثبتت أضراره الصحية خاصة على الأطفال، وهؤلاء يستشهدون بأن وزارة التربية والتعليم منعت منذ عدة سنوات بيع المواد الغازية في المدارس، وهو القرار الذي لم يدعم من قبل جهات حكومية أخرى مثل وزارة التجارة التي تحاول حاليا وقف هذا الارتفاع وفق تصريحات نشرت أمس. والواقعة ذاتها يبدو أنها أحرجت جمعية حماية المستهلك التي ظهرت وكأنها ضد المستهلكين باستنكار هذه الزيادة. صحيح أنها ركزت على طريقة رفع السعر، لكن أيضا في تصريحها الذي تنشره الجريدة اليوم أهملت هذا الجانب تماما على الرغم من أنه فرصة لإثارته. وفيما أشار مراقبون أن على وزارة التجارة عدم التدخل في رفع السعر على اعتبار أنه من مصلحة المستهلك صحيا، فإن آخرين تخوفوا من تأثير ذلك على سلع أخرى. «الاقتصادية الإلكترونية» طرحت القضية أمس على متصفحيها تفاعليا، وظهرت الآراء متفقة بشكل كبير على أن رفع الأسعار سيكون لصالح المستهلك صحيا، وضد شركات المشروبات الغازية التي يبدو أنها لم تدرس هذه القضية جيدا. وقال قارئ رمز لاسمه بـ «جارالبيت» إنه مع ارتفاع أسعار المشروبات الغازية لأنها عديمة الفائدة بل مضرة – على حد تعليقه المنشور في الموقع. بينما قال أبو نواف إن «الخبز في الطريق إلى الارتفاع» دون أن يدعم رأيه بمعلومات أكبر، وقال إبراهيم إن رفع أسعار المشروبات الغازية مناسب لمن يعرف ضررها من قبل وهي هنا تساعده على الاستمرار في مقاطعتها، وأنها «قد لا تكون كذلك لمن هو مغرم بها ». ولم يستبعد إبراهيم أن تشهد الأسواق موجة قادمة من الغلاء المعتاد من التجار بحجج واهية استغلالا لأي ظروف لمصلحتهم، منتقدا الرقابة الحكومية في هذا الشأن. وقال سلطان الصقري إن ارتفاع أسعار المشروبات الغازية مناسب جدا، ولكن مع الأسف سوف يواصل الارتفاع، «لأن مجتمعنا استهلاكي ولا يعرف شيئا اسمه مقاطعة». بينما قال إبراهيم إنه «من مؤيدي ارتفاع أسعار المشروبات الغازية ليس فقط 50 في المائة بل 500 في المائة لأنها سلع ثبتت أضرارها علمياً على المدى البعيد وهي ليست من السلع الأساسية ولا حتى الكمالية ويمكن للإنسان بسهولة الاستغناء عنها واستبدالها بالعصائر الطبيعية». ومثله قال « كلمة حق» إنه يؤيد بشدة رفع أسعار المشروبات الغازية لما لها من تأثيرات خطيرة في الصحة، لكنه لم يفوت الفرصة للتذكير بأنه يعترض على ارتفاع باقي السلع، وأن المشكلة أننا نسمع أن جميع دول العالم سوف تخفض الأسعار إلا في السعودية لأن تجارنا لا هم لهم غير الكسب على حساب الوطن والمواطن حسبنا الله ونعم الوكيل» – وفق التعليق. وقال يوسف البواردي إنه (إذا ارتفع شيء تركته وتحولت إلى نوع ثان رخيص والغلاء مسؤولية المواطن و مسؤولية وزارة التجارة أما التجار ما «عليهم شرهه»). أبو لؤي قال صحيح أن المشروبات الغازية ضارة ولكن رفع أسعارها وبنسبة 50 في المائة هو سبب لارتفاع مواد استهلاكية أخرى ضرورية وهي فرصة للتجار بسب غياب الرقابة من وزارة التجارة. وطالب بتشكيل لجنة محايدة بعيدة عن وزارة التجارة لمراقبة الأسعار حيث إن الزيادة في الأسعار شملت حتى حليب الأطفال وبالنسبة نفسها وذلك لغياب الرقابة». عبدالعزيز بن محمد التميمي قال متهكما إنه يوجه الشكر لوزارة التجارة التي طالبت بتوضيح أسباب ارتفاع المشروبات الغازية ولم تطلب أسباب ارتفاع الأرز لأنه «ضار بالصحة» ويسبب السمنة، وأنه لم يبق إلا أن تسهم الوزارة في تخفيض سعر التبغ «الدخان». ياسر قال إنه ضد الزيادة، وشدد «على الأقل احترمونا وأعطونا خبرا أن هذا أقل شيء يعملوه لنا، ثم إن تكاليف الشحن والنقل والإنتاج أقل من الدولة المنشأ «فلماذا رفع الأسعار. أبو أنس قال إننا « شعب نزعل في البداية وننسى مع مضي الوقت ووزارة التجارة لا تحرك ساكنا» ولجنة الغش التجاري وحماية المستهلك تأخذ على يد التجار وقد رأيت لقاء مع رئيس حماية المستهلك يطلب من التجار الدعم فكيف يحمي المستهلك ممن يدعمونه». إبراهيم السيد قال بوضوح إن السلع ليست كلها بأهمية واحدة، يعني رز، سكر، دقيق، وقود، إلخ سلع أساسية بطبيعتها ولا غنى عنها وارتفاع السعر فيها يمثل مشكلة اقتصادية، أما سلع مثل التبغ والمشروبات الغازية وعموم الكماليات فليست أساسية بطبيعتها ويمكن الاستغناء عنها أو الاتجاه إلى البديل الأرخص في أسوأ الأحوال، وما جعلها شبه أساسية (كالمشروبات الغازية مثلاً) هو السلوك الاستهلاكي الشره لدينا. وقال «أنا أراهن على أن التجار قاموا برفع سعر هذه السلع بعد تأكدهم من انعدام الوعي الاستهلاكي والصحي معاً».
إنشرها

أضف تعليق