في كارثة جدة: فضوليون ونبلاء يقدمون المساعدة

في كارثة جدة: فضوليون ونبلاء يقدمون المساعدة

فتحت ''الاقتصادية الإلكترونية'' نافدة للحوار في موضوع الفضول الذي يطغى أحيانا على الوعي في مجتمعنا. وكانت فكرة الموضوع قد أتت من اثنين من القراء هما فهد محب نجيب الزامل و المرزوق في تعليقهم على أحد المواضيع التي تختص بالسيول التي دهمت مدينة جدة وأدت إلى وقوع ضحايا بأعداد كبيرة. وقد أبديا استغرابهما من هواية الفرجة على الكوارث من البعض سواء كانت الكوارث حوادث مرورية أو إرهابية أو سيولا وكوارث طبيعية رغم وجود تحذيرات من الجهات المختصة بعدم القرب من أماكن الخطر ناهيك عن أن تجمهرهم يجعل من الصعب إنقاذ الحالات الخطرة من قبل المسعفين فنجد البعض يتسابق للتصوير أو لمشاهدة الحدث ليكون له السبق في إبلاغ الناس عنه، وأضاف القارئان أن الناس لو لزموا منازلهم لخفت أضرار الكارثة.قراء ''الاقتصادية الإلكترونية'' كانت لهم آراؤهم في هذا الشأن وقد انتقينا نماذج من هذه الردود.فقد تساءل ''فواز'' هل كانت جميع الإجراءات المتخذة سليمة 100 في المائة وكان سبب الوفيات هو خروج الناس من منازلهم؟ وماذا نقول عن الأسر التي دهمها السيل في المنازل؟ هل هم بلا وعي أيضا؟'' وأضاف ''كم عدد السكان في مدينة جدة بالله عليكم؟ وهل نقارن جدة مثل القاهرة أو بكين أو لندن؟ هل ازدحام الشوارع هو بسبب عدد السيارات أم بسبب انقطاع الطرق وتكدس السيارات؟ نحن لا نتحدث عن حادث تجمهر حوله مجموعة من الأشخاص الفضوليين. نحن نتحدث عن كارثة حقيقية حدث أقل منها في الدول المجاورة فأعلنت حالة الطوارئ''. وقال ''محمود الأول'': إن ما تطرقتم إليه بخصوص تجمع الناس أثناء الحوادث الطبيعية كالأمطار والحوادث البشرية كحوادث السيارات، أقل ما يوصف هو قلة الوعي وتغلغل الفضول في نفوس الناس .وهذه صفات سيئة يبغى أن يعرف الناس أن التجمع يعوق جهود الإنقاذ، ويسبب الازدحام في الطرقات، هذا غير عدم إدراك الناس حجم الخطر الناتج عن الخروج من المنازل غير آبهين بالتحذيرات. ما حدث في جدة يفتح الباب أمام أسئلة كثيرة عن سبب الدمار والوفيات. تحصل هذه الأمطار في بلدان كثيرة وتسير الحياة عادية لا تتعطل الأعمال ولا تغلق الطرق ولا يتعرض الناس ولا الممتلكات للخطر''.وأشار''صالح الغامدي'' قائلاً: ''أنا من منسوبي أمن الطرق وباشرت الكارثة ميدانيا. بالنسبة للجمهرة الحاصلة أو الفضول من بعض المواطنين إنما هو شعور لا يستطيع أحد إخفاءه فلو رأيت مثلا حادثا أو أي ابتلاء حاصال أمامك في الطريق فأنت دون أن تشعر ستتمهل أو أحيانا تتوقف لترى الحاصل ولكن. ما يهدف إليه صاحب الفكرة هو الفضول الزائد في أن يبقى الشخص مدة ويوقف سيرا كاملا. وهذا الذي يبغضه كثير من الناس''. واعترف القارئ ''أبو تركي'' أن هناك عدم وعي في المواطن والمقيم ولكن يشترك في هذا عدم وعي لدى المسؤولين وإلا لما حدث هذا ولما تجمهر الفضوليون. حدوث الكارثة سبق تواجد الفضوليين وللمعلومية فقد أسهم كثير ممن أطلق عليهم فضوليين في إنقاذ أعداد كبيرة من العوائل المحتجزة وإلا لأصبحت الكارثة أكبر حجما مما رأينا وقد رأى شهود عيان رجالا شجعان يخرجون أطفالا ونساء من داخل السيارات المحتجزة إلى بر الأمان. المسؤولون يجب تحركهم وعدم انتظار كارثة أكبر وأكبر وهناك بحيرة المسك في تأهب يوحي بالخطر وقد تغرق جدة حتى دون أي مطر''. ويضيف ''حاجة الناس إلى الطريق لا تنتهي ولا يجب أن نحاسب أي إنسان أو نسأله ماذا تفعل هنا أو لماذا أنت هنا ولا يمكننا محاسبة العامة عن أخطاء طريق فتح لهم ليستخدموه متى شاءوا وفي أي وقت أرادوا لكن إذا أردت أن تقدم خدمة ما للناس فتحرى شروط الأمن والسلامة'' ''محمد'' طرح عدة تساؤلات في هذا الموضوع قائلاً ''لماذا ننتقد المواطنين فقط؟ لماذا لا يزال لدى الناس سلوكيات سيئة عند الكوارث؟ هل تم تحذير المواطنين قبل وقوع الكارثة؟هل قمنا بدراسة الكارثة وأسبابها الرئيسية وحذرت الناس منها أم أن السبب هم المواطنون؟ هل كان التدخل لمساعدة المواطنين المحتاجين والواقعين في مأزق سلوكا سيئا هو فضول؟''. وتساءل ''فهد محب نجيب'' هل وصل بنا الحال لتصوير ضحايا حوادث في حالة احتضار دون مراعاة أبسط قواعد الأدب مع الروح الإنسانية؟ هل هوس كاميرا الجوال وصل بنا إلى هذه الحدود؟ أم أن اتيكيت التصوير إضافة إلى الكثير من الآداب العامة هو ما ينقصنا؟ ماذا نقول للآباء الذين يصطحبون الأسرة بالكامل في هذه الأجواء للدوران في الشوارع؟ ماذا نقول للمراهقين الذين يتجمعون فوق الكباري للتصوير؟ حتى في حوادث إرهابية ومواجهات مسلحة انتشرت بكثرة مقاطع بلوتوث من تصوير أفراد من عامة المواطنين، أمر مذهل فعلا''. * هذه المادة منتقاة من الإقتصادية الإلكترونية تم نشرها اليوم في النسخة الورقية
إنشرها

أضف تعليق