قراءة في مشكلة دبي الإئتمانية

قراءة في مشكلة دبي الإئتمانية

إمارة دبي الفتية حققت بفعل الإستثمارات الأجنبية مكاسب عظيمة فقد بنت الجسور والقطارات و الأبراج العملاقة التي تناطح السحاب ، فقد بهرت العالم بقدرتها الإدارية الفذة على الوصول لقمة النهضة المدنية . لكن ،، وما أدراك ما لكن .... طموح الإمارة كان أكبر من حجم الطلب فتوسعها العملاق يقوم على تعداد صالة القدوم في مطار دبي الدولي .
فإن انخفض عدد الزائرين انخفضت الإجارات وإن انخفضت الإجارات انخفضت أسعار العقارات واذا انخفضت أسعار العقارات دخل المستثمرين العقاريين في المنطقة الحمراء بإعلان خسائر كبيرة وعجز في السداد أدى إلى التأثير على سيولة البنوك وهكذا .
وهناك عوام أساسية لإنخفاض عدد الزائرين وأكثرهم مستثمرين وسياح ومن أهمها :
* النهضة العمرانية في المملكة العربية السعودية بإعتبارها النهر الجاري الذي نمت منه دبي .
* الصحوة العقارية في دول الخليج الأخرى كقطر و الكويت التان سحبت كثير من الاستثمارات والأنظار .
* توجه العالم العربي والخليجي للتوجه للدول المصنعة بدل الإعتماد على الاستيراد من دبي .
* ثورة الإمارات الأخرى كأبو ظبي والشارقة ورأس الخيمة في تنفيذ مشاريع جديدة مشابهة لمشاريع دبي العقارية وتنفيذ معارض وخدمات مشابهة .
* بزوغ وجهات سياحية ذو مقومات جيدة سحبت السياح من حصة دبي العالمية .

ومن ذلك نستنتج بأن عودة النهضة الاستثمارية والسياحية للإمارة يحتاج إلى زيادة في عدد المستثمرين الذين يستأجرون المكاتب وعدد السياح الذين يستأجرون الفنادق .
وهذا لا يمكن مع وصول سعر المتر لشراء شقة إلى 3200 درهم وسعر النزول في غرفة مفردة في فندق 5 نجوم إلى 2000 درهم لليلة الواحدة . بل حتى فندق 3 نجوم لن تجده بأقل من 800 درهم .
بينما تجد في دول سياحية أخرى سعر الغرفة في فندق الخمس نجوم في الموسم بحدود 600 درهم ومن تلك الدول ماليزيا
وهذا يعني أن أسعار العقارات يجب أن تنخفض بنسبة 80% من سعرها الحالي لكي تعود النهضة للإمارة .
واصل معي هذا المسلسل العجيب .
واذا انخفضت العقارات بهذه النسبة المذهلة فهذا يعني أن المستثمرين ومنهم شركة دبي العالمية لن تستطيع الوفاء بديونها المتعاظمة مع الفوائد الربوية . التي تجعلها تزيد وتزيد حتى تعلن دبي العالمية افلاسها .
ومثل شركة دبي العالمية شركات شقيقة وشركات أخرى وطنية واجنبية وبنوك ستنهار .
تقدر الاستثمارات العقارية بالإمارة بنحو تريليون دولار وهذا يعني أن هناك كارثة حقيقية على المصارف التي قدمت القروض للشركات والمستثمرين العقاريين .
حقا إنها مأساة للأسواق المالية التي تهزها الإشاعة فما بالك بمثل هذه الأخبار .

إمارة دبي قد ربحت مشاريع عملاقة وطرق لكنها ستخسر البنوك والثقة العالمية بإقتصادها الذي ستحل به كارثة أكبر من اقتصاديات الخليج مجتمعة .
ليست بنوك دبي هي الوحيدة التي ستنهار بل هناك الكثير من بنوك العالم ستقع ضحية وهذا معلن حيث تصل ديون بنوك بريطانيا إلى نحو 50 مليار دولار وهذا سيحدث هناك سلاسل من الإنهيارات إلا اذا ضحت الحكومة البريطانية ودعمت هذا الدين وانقذت نظامها المصرفي من تبعاته . ومثلهم في امريكا وآسيا .

تخصيصات البنوك في السعودية للديون المتعثرة بلغت 7 مليار ريال وقد يكون من بين تلك المليارات شيء خاص باستثمارات في دبي أو أحد بنوكها .

وفي النهاية أتمنى أن تعود النهضة الصحيحة وفق تعاليم الخالق سبحانه ، بشيء من العقلانية في دراسة المشاريع وعدم الاعتماد في الدراسات على حجم الزائرين فقط بدون وجود طلب داخلي للمشاريع الممولة من البنوك .

الأكثر قراءة