فرنسا تتباهى بسفينة حربية وتثير انتباه الروس

فرنسا تتباهى بسفينة حربية  وتثير انتباه الروس

أبحرت سفينة حربية مثيرة للانتباه في سانت بيتر سبيرج الإثنين الماضي، لتتباهى بقدراتها أمام مشترين محتملين في البحرية الروسية التي يثير سعيها إلى قدرة هجومية برمائية خوف بعض الدول المجاورة. وكانت بحرية روسيا التي كانت ذات يوم قوية قد تراجعت مكانتها في أعقاب سقوط الاتحاد السوفياتي وهي الآن لا تملك أي سفينة كبيرة بالقوة، التي تجعلها ترسو في المياه الساحلية ونشر القوات على الأرض. وأعلن المسؤولون الروس في هذه السنة أنهم يخططون لعقد أول صفقة أسلحة لهم مع بلد من بلدان الناتو بشراء سفينة فرنسية مثل: مسترال Mistral، 23700 طن (21500 طن متري)، 980 قدما (299 متراً) قادرة على حمل أكثر من دزينة من المروحيات التي تستطيع نقل مئات الجنود مباشرة إلى الأرض المعادية. وقال رئيس البحرية الروسية إن سفينة من طبقة مسترال يمكن أن تضع عدداً من الجنود في جورجيا خلال 40 دقيقة مثل العدد الذي احتاج إليه أسطول البحر الأسود الروسي 40 ساعة للهبوط على الأرض خلال حربها في آب (أغسطس) 2008، وأعلنت موسكو الأرض الجورجية المنشقة المتحالفة مع روسيا، أبخازيا، دولة مستقلة بعد الحرب وأرسلت آلاف الجنود إلى هناك، ويوجد لروسيا وجورجيا وأوكرانيا سواحل على البحر الأسود مثلما هو حال أبخازيا. ورست «مسترال» الإثنين الماضي في نهر نيفا على بعد نحو نصف ميل (كيلومتر واحد) من متحف هيرمتاج، وذكر الإعلام الروسي أن الأسلحة البحرية الروسية تخطط لمناورات مشتركة مع السفينة الفرنسية في هذا الأسبوع. ويقول الإعلام الروسي أن سفينة من طبقة مسترال يمكن أن تكلف روسيا ما يصل إلى 500 مليون يورو (750 مليون دولار) وعبر المسؤولون في موسكو عن الاهتمام بشراء تراخيص لبناء عدة سفن في روسيا. واوضح نيكا لالياشفيل، عضو لجنة الشؤون الدفاعية التابعة للبرلمان الجورجي:»إننا نعارض بشدة بيع مثل هذه السفينة لروسيا فهي تمثل خطراً جسيماً على جورجيا». إن «مسترال»، التي أطلقت عام 2006 وشهدت أول خدمة لها في عملية ترحيل اللاجئين من لبنان، واحدة من سفينتين من ذلك النوع في البحرية الفرنسية.ووصف برونو دافيكس، الناطق باسم وكالة التصدير والمبيعات التابعة لوزارة الدفاع الفرنسية السفينة بأنها «سكين سويسري للجيش» من السفن العسكرية، قادرة على حمل مروحيات وقوات برية ومستشفيات للاجئين، من بين أمور أخرى. ولم يعلق مسؤولو «الناتو» على عملية البيع المحتملة من جانب البحرية الفرنسية. وسعى الكرملين بصورة متزايدة في السنوات الأخيرة لتأكيد وصول روسيا العالمي ومكانتها في الشؤون العالمية، وقد أرسلت سفناً حربية لتنفيذ دوريات في المياه التي يكثر فيها القراصنة مقابل الصومال، وأرسلت سرباً تابعاً للبحرية إلى منطقة الكاريبي حيث شاركت في مناورات مشتركة مع البحرية الفنزويلية وقامت بعدة زيارات إلى الموانئ في 2008. وكانت مهمة الكاريبي التي رمت إلى استعراض العضلات العسكرية قرب الولايات المتحدة في الشهور المتوترة بعد الحرب بين روسيا وجورجيا في آب (أغسطس) 2008، أوضح نشر للبحرية الروسية منذ العهود السوفياتية. لكن رغم طموحات الكرملين فإن الانهيار الاقتصادي بعد الحقبة السوفياتية ترك البحرية الروسية مع حفنة فقط من السفن الكبيرة في وضع قابل للإبحار وشل على نحو سيئ صناعات بناء السفن في البلاد. وتملك روسيا حاملة طائرات واحدة فقط من صنع روسي، وهي الأميرال كوزنستوف، وهي أصغر بكثير من حاملات الطائرات الأمريكية وابتليت بمشكلات ميكانيكية وحوادث. وعارض صانعو السفن الروس صفقة مسترال، وقالوا إن على الحكومة أن تستثمر في الإنتاج المحلي، وقال مسؤولون من البحرية إن إنتاج سفن من طبقة مسترال بترخيص يمكن أن يساعد على تحديث الصناعات الهرمة في روسيا. وذكرت وكالة امتلاك وبيع الأسلحة التابعة لوزارة الدفاع الفرنسية أن الصادرات الفرنسية ازدادت بنسبة 15 في المائة عام 2008، لتصل إلى 6.4 مليار يورو، بفصل مبيعات فرقاطة FREMM المتعددة الأهداف والفرنسية الصنع، لموسكو ومروحية النقل التكتيكي EC725 Cougar للبرازيل. ويتوقع أن ترتفع الصادرات العسكرية الفرنسية إلى 6.7 مليار يورو في هذه السنة. ومن بين صفقات المبيعات الأخيرة الفرنسية الكبيرة وافقت البرازيل على شراء خمس غواصات فرنسية من نوع Scorpene، واحدة منها تعمل بالدفع النووي، و 500 مروحية Cougar مقابل نحو 12 مليار دولار، ويتم تجميعها كلها في البرازيل.
إنشرها

أضف تعليق