الرياضة

الجزائريون يستقبلون منتخب بلادهم لكرة القدم بحفاوة

الجزائريون يستقبلون منتخب بلادهم لكرة القدم بحفاوة

وصلت بعثة المنتخب الجزائري لكرة القدم مساء اليوم إلى مطار هواري بومدين الدولي قادمة من الخرطوم متأخرة بحوالي 3 ساعات عن الموعد المقرر. وكان في استقبال بعثة المنتخب عبد العزيز بلخادم وزير الدولة و الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورابح لطرش وكيل وزارة الشباب و الرياضة وعدد أخر من الشخصيات السياسية و الفنية. و نقلت حافلة مكشوفة اللاعبين من المطار باتجاه أهم شوارع العاصمة الجزائر حيث كان ينتظرهم عشرات الآلاف من المشجعين لتحيتهم على انجازهم التاريخي. ومن المقرر ان يستقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لاحقا أعضاء بعثة المنتخب بقصر الشعب. من جة اخرى أكد عبد الوهاب بوعبدالله الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للخطوط الجوية الجزائرية،، اليوم أن مجموع المشجعين الجزائريين الذين توجهوا إلى الخرطوم لمآزرة الخضر "سيعودون إلى أرض الوطن في ظرف 72 ساعة على الأكثر". وأوضح السيد بوعبد الله للقناة الثالثة للإذاعة الوطنية يقول "لقد برمجنا 52 رحلة عودة نحو الجزائر من العاصمة السودانية وسيتم نقل مجموع المناصرين الجزائريين في ظرف 48 ساعة أو 72 ساعة على الأكثر". وأعلن من جهة أخرى، أن لاعبي الفريق الوطني و الطاقم المسير سيصلون بعد ظهر اليوم مضيفا أن اليوم وحده سيشهد وصول 30 رحلة تقل نحو 4300 مناصر. و أوضح أنه "تمت برمجة رحلات عودة نحو مطارات الجزائر . وعم "تسونامي أخضر" غير مسبوق جميع مدن شرق الجزائر عقب انتهاء مباراة الجزائر-مصر (1-0) وبتأهل "الخضر" إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي ستجري بجنوب إفريقيا في الصائفة القادمة. لابد من العودة بالذاكرة الجماعية إلى تاريخ 5 يوليو 1962 يوم استقلال الجزائر لرؤية مشهد مماثل بالنسبة لأولئك الذين عاشوا ذلك الحدث حيث تحلت معظم الساحات والشوارع بالألوان الوطنية. فمن برج بوعريريج إلى الطارف مرورا بسطيف وجيجل و ميلة و سكيكدة و عنابة و باتنة و تبسة أو سوق أهراس انفجرت الجماهير بفرحة كبيرة ما يعطي الانطباع بأن الأمر يتعلق بحفل بالأخضر والأبيض سيستمر دون أدنى شك إلى ساعات متأخرة من هذه الليلة. بسطيف التي كانت وكأنها "مدينة شبح" منذ الساعة الثامنة مساء لدخولها في صمت اهتزت الجماهير بمجرد أن اخترقت كرة عنتر يحيى شباك عصام الحضري في الدقيقة ال40. وجعلت هذه الصرخة المتفجرة من الحناجر عشرات الشباب يكتسحون الشارع في الوقت الذي ما زال وقت طويل من عمر المباراة. فجمال غريب صحفي كان يجري في كل الاتجاهات و حين لم يجد أحدا ليعانقه من شدة الفرحة تفاجأ أنه يحضن إشارة مرورية لا لشيء وإنما لأن الجزائر سجلت هدفا. وفي الثامنة و النصف مساء اكتظت مدينة عين الفوارة التي تزينت بالمناسبة بعلم وطني كبير بالجماهير في الشارع منهم الشباب والأطفال و النساء حتى المسنات منهن كلهن يحملون العلم الوطني فرحين بهذا الإنجاز الكروي التاريخي. وببرج بوعريريج غزت جماهير البلديات المجاورة بسياراتها وشاحناتها أو حتى على الدرجات النارية والجرارات عاصمة الولاية حيث قال شاب من الحمادية وهو يعيش فرحة منقطعة النظير "انتصرنا على مصر إننا في كأس العالم قبل أن ينضم هو و أحد رفاقه إلى موجة بشرية كثيفة اجتاحت وسط المدينة. وبباتنة حيث خرجت النساء عكس المعتاد في مثل هذه الأوقات من الليل اللواتي اطلقن العنان لحناجرهن بالزغاريد كما رقصن و غنين في جو من الفرحة الشعبية العارمة ما يذكر بيوم الاستقلال. وفي الأحياء الشعبية على غرار كشيدة وبوعقال أو بوزوران دوت طلقات البارود ممزوجة مع هتاف " وان. تو. ثري. فيفا لالجيري" التي كانت تنبعث من كل الحناجر إلى جانب تعانق الكثيرين وذلك في مشهد احتفالي نادر وعفوي. و فيما كانت ساحة الثورة بعنابة الساحلية تغص بالجماهير إلى جانب منبهات أصوات السيارات وهي تجوب شوراع المدينة على غرار منبهات السفن التي كانت راسية بالميناء، عاشت مدينة القالة مشاهد طريفة على غرار أولئك الشباب الذين غطسوا في البحر بألبستهم. وبالطارف عبر رمزي 25 سنة طبيب بيطري لصحفي واج عن فرحته بصرخة ضعيفة "تحيا الجزائر" وذلك بعد أن تعبث أحباله الصوتية. وبجيجل كان مواطن أمام باخرة بربروس قبالة شاطيء كتامة يصرخ بكل قواه ليبرز صوته وسط الأهازيج ليقول بأن 18 نوفمبر لا بد أن يرسم عيدا وطنيا. وتعيش سكيكدة و أم البواقي و تبسة و سوق أهراس أجواء احتفالية لا مثيل لها شبيهة بالهستيريا، لكنها من نوع خاص وذات نكهة تشم فيها رائحة الروح الوطنية العالية وذلك من خلال المفرقعات و منبهات أصوات السيارات و زغاريد النساء و ذلك تعبيرا من الجماهير عن فرحتها بهذا الانتصار التاريخي للفريق الوطني. وبعاصمة الحراكتة كان أحمد بوجابي أحد الأشخاص القلائل الذين استطاعوا أن يلفظوا ببعض العبارات قائلا" شكرا سعدان، شكرا عنتر يحيى شكرا للعناصر للأسود الجزائريين و لرئيسنا الذي سمح بقراره ل10 آلاف جزائري بالسفر إلى السودان لمؤازرة ثعالب الصحراء". و يبقى إلى غاية هذه اللحظات شرق الجزائر و على غرار جميع ربوع البلاد يعيش على وقع الفرحة العارمة و ذلك طيلة ليلية فضلت الجماهير أن تكون بيضاء. يصعب تصديق ذلك شيء خارق للعادة أمر لا يصدق و تعجز الكلمات عن التعبير على مشاهد الفرح و الاحتفالات التي غمرت العاصمة الجزائرية أمسية الأربعاء بعد تأهل الفريق الوطني إلى كاس العالم 2010. منذ إعلان الحكم السيشيلي الذي أدار اللقاء الفاصل بين الفريق الوطني و نظيره المصري عن نهاية المقابلة تحولت العاصمة و ضواحيها إلى "ساحة" حقيقية للاحتفال بهذا الفوز و التأهل التاريخي كما ينبغي. نفس الديكور في كل مكان من زرالدة إلى دالي إبراهيم مرورا بسطاوالي و عين بنيان و أولاد فايت و الشراقة و بني مسوس و العاشور و درارية و بابا حسن قوافل لا متناهية من السيارات بمنبهاتها القوية تشكلت من اجل التجول في وسط المدينة حيث يمكن مشاهدة مئات الأعلام الوطنية ترفرف على الشرفات. أما شعار "وان تو تري فيفا لالجيري" ممزوج بالزغاريد فحدث و لا حرج في جو يوحي بمدى توق شعب بأكمله لمثل هذه الأفراح. فقد أعاد هدف الانعتاق الذي سجله عنتر يحي الأمل إلى ملايين الجزائريين الذين عاشوا على أعصابهم طول ال90 دقيقة من عمر اللقاء". في هذا الصدد، أكد عديد مناصري الخضر الذين كانوا يحتفلون في الشوارع "انه هدف تاريخي سيبقى راسخا في ذاكرتنا". و لم يستطع عشرات الآلاف من المناصرين من مختلف الأعمار الذين تابعوا اللقاء في الساحات الكبرى في العاصمة حيث نصبت الشاشات العملاقة بالمناسبة أن يتحكموا في مشاعر الفرح و السرور الذي اجتاحهم احتفالا بهذا التأهل المستحق. وأشار كريم أحد الأوفياء للفريق الوطني إلى "أنها العدالة الإلهية" مضيفا أن هذا الفوز هو انتصار لجميع هذا الشعب "الذي ثأر رياضيا -كما قال- ضد الحقرة و الظلم الذي لحق بالمشجعين الجزائريين في القاهرة". من اجل كل ذلك هب آلاف المواطنين شبابا و فتيانا نساء و رجالا حاملين الرايات الوطنية و انتشروا في كبريات شوارع العاصمة راقصين و مرددين أغاني في جو من الفرح المنقطع النظير. كانت الأحياء الرئيسية و ساحات عديد البلديات تعج بالناس و كان من المستحيل تقريبا شق ممر بين كل هذه الحشود الكبيرة و المتداخلة. في قلب مختلف الأحياء و الحارات كانت هناك فرحة عارمة تخيم في الأجواء مع طقوس احتفالية مختلفة قل نظيرها كلها تلهج "بالخضر". مجموعة من الشباب تعبر عن هذه الأجواء في رقص و غناء على وقع الموسيقى المخصصة للفريق الوطني قائلة "لقد أصبح الحلم حقيقة سنذهب إلى جنوب إفريقيا". وارتدى معظم الناس اللون الأخضر و الأبيض و الأحمر فيما تجوب قوافل لا متناهية من السيارات بمنبهاتها مكتسحة شوارع المدينة. زغاريد أغاني و رايات تخليدا "لمحاربي الصحراء" كل شيء كان يستحق العناء للتعبير عن فرحة في مستوى هذا التأهل التاريخي. وقد تواصلت الأفراح وسط نشوة عارمة حتى ساعة متأخرة من الليل في انتظار وصول اللاعبين لمشاركتهم حفل الفوز و التأهل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة