الصحة

مشروع صحي لتشافيز لخدمة الفقراء يثير الجدل في فنزويلا

مشروع صحي لتشافيز لخدمة الفقراء يثير الجدل في فنزويلا

تزين ملصقات للزعيم الكوبي فيدل كاسترو وارنستو (تشي) جيفارا وهوجو تشافيز جدران مبنى دائري صغير يرعى فيه أطباء كوبيون وفنزويليون عددا محدودا لكنه متواصل من المرضى في حي فقير. وقال خوسيه فوينتس وهو يرفع قناع أوكسجين عن فمه بعد جلسة أسبوعية في أحد مراكز (باريو ادنترو) "داخل الحي" الطبية في العاصمة الفنزويلية "لا يهمني ما تسمونه اشتراكية عمل خيري أيا كان لكنه ملائم بالنسبة لي". وبالنسبة للمؤيدين فان المشروع الاجتماعي لهوجو تشافيز الذي يشارك فيه نحو 15 ألفا أغلبهم من الأطباء الكوبيين في أكثر من ستة آلاف مركز طبي يظهر أفضل جانب من فترة حكمه المستمرة منذ عشر سنوات وهو الالتزام تجاه الفقراء وتحقيق نتائج ملموسة. غير أن المعارضين يقولون أن مشروع "باريو ادنترو" هو مشروع سياسي يظهر مخاطر "كوبنة" فنزويلا. وهم يقولون أن نصف المراكز الطبية المؤلفة من طابقين على وشك الانهيار كما أن أطباء كوبيين يشغلون وظائف الأطباء المحليين وعادة ما تعاني المستشفيات المحلية من نقص في التمويل. ولا يكاد يمر أسبوع وإلا ويظهر تشافيز عدة مرات إلى جانب أطباء في اجتماعات أو داخل منشات طبية لترويج "إعادة إطلاق" المشروع. في حين تنشر صحف موالية للمعارضة من ناحية أخرى سلسلة من الصور لمراكز طبية متهالكة وخالية مما يعطي انطباعا بإهمال الحكومة. وقال خورخي دياز بولانكو وهو خبير طبي في جامعة فنزويلا المركزية لصحيفة الناسيونال وهي إحدى تلك الصحف "كما أن باريو ادنترو ساعده على الفوز في بعض الانتخابات في الماضي كذلك فانه ربما يساعده على خسارتها في الوقت الحالي". وفي ستة مراكز طبية زارتها رويترز في حي 23 يناير المترامي الأطراف في كراكاس هذا الأسبوع لم تكن هناك شكوى تذكر من باريو ادنترو أو حتى من تشافيز سواء من الفرق الطبية أو المرضى أو السكان المحليين. لكن فيما يتعلق بمسائل أخرى غير هذا المشروع فان الإجماع لا يصل إلى هذه الدرجة. ففي حين أن تشافيز ما زال يحتفظ بنسبة شعبية تبلغ نحو 50% فان الفنزويليين أصبحوا أكثر تذمرا من الجريمة المزمنة ونسب التضخم والبطالة المرتفعة والمشكلة الأكثر حداثة وهي انقطاع الكهرباء وإمدادات المياه. وقال مايكل شيفتر من الحوار الأمريكي في واشنطن بعد زيارة قام بها مؤخرا الى فنزويلا "أعتقد أن هناك مزيجا من نقاط الضعف التي تتراكم ضد الحكومة. السؤال هو ما اذا كان هناك أي بديل للناس يمكن أن يجتذبهم". ولا يعتقد أغلب المحللين أن "نقاط الضعف" ستكون كافية كي يفقد تشافيز سيطرته على الجمعية الوطنية في الانتخابات المقررة في أواخر 2010 والتي يهيمن عليها منذ أن قاطعت المعارضة الانتخابات الماضية في 2005. لكن ربما يفقد حزب فنزويلا المتحد الاشتراكي الذي ينتمي اليه جزءا من الاغلبية وبعضا من الهالة المحيطة بالرئيس مما سيجعله في موقف أضعف عندما يسعى مرة أخرى لاعادة ترشيح نفسه في 2012. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة داتاناليسيس المحلية للاستطلاعات أن 5ر21 في المئة من الفنزويليين يعتبرون أنفسهم موالين للحكومة و4ر17 في المئة موالين للمعارضة و54 في المئة دون انتماء. وقالت كارين هوبر المحللة لشؤون أمريكا اللاتينية في مؤسسة ستراتفور البحثية ومقرها الولايات المتحدة "سيكون العام القادم معركة حقيقية ... لكن المسألة ليست مسألة متى ستفوز المعارضة بل متى سيخسر تشافيز". وما يقوي موقف عدد هائل من أحزاب المعارضة في فنزويلا هو الاستياء من مشكلات اشتراكية وهي تعتقد أن لديها فرصة حقيقة للسيطرة على الجمعية الوطنية. لكنها تفتقر الى الشخصيات التي تحظى بشعبية على المستوى الوطني وتسعى جاهدة لاظهار جبهة موحدة وفقدت العديد من الزعماء اما من خلال النفي أو تحقيقات الفساد أو التهميش السياسي من جانب الدولة. وقال زعيم معارض لرويترز "نحو 60 % من الفنزويليين ليسوا تشافيزيين لكن علينا أن نكون صادقين ونقر بأنهم ليسوا في صفنا كذلك". وأضاف "ما زال تأييده في المناطق الريفية راسخا. في المدن بدأ الناس يملون من تشافيز لكننا لم نطرح لهم بعد بديلا واضحا موحدا". وذكرت هوبر أن الاقتصاد المتذبذب لفنزويلا العضو في منظمة أوبك (مع ترجيح أن يكون النمو بالسالب هذا العام في حين سترتفع نسبة التضخم الى العشرينات) هو التحدي الرئيسي الذي يواجه تشافيز لكن ارتفاع أسعار النفط سيساعد على التستر على المشكلات. وأضافت "أعتقد أن السؤال ربما يتحول الى كيف سيكون حال الاقتصاد. أعتقد حقا أن التضخم هو أكبر قضية هنا. لا يحدوني الامل بالنسبة للاقتصاد الفنزويلي".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الصحة