ورقات:إسلامي .. غير إسلامي

حمود الباهلي كنت أشاهد مرة مع قريب لي فيلماً كرتونياً يظهر فيه البطل قائلاً بعد أن استيقظ من النوم , أصبحنا و أصبح الملك لله . . ضحك قريبي لأنه شاهد الفيلم من قبل في نسخته الغير إسلامية و البطل يقول .. صباح جميل . . هذا الفيلم و غيره من منتجات كثيرة عليها طابع (إسلامي) , أثارت و ما تزال جدلاً حول الوصف بالإسلامي سواء ذلك في المنتِج (بكسر التاء) مثل مفكر إسلامي أديب إسلامي .. أو المنتَج(بفتح التاء) مثل فن إسلامي , أدب إسلامي , اقتصاد إسلامي . .و لهذا سنتناول في هذه الورقة هذه الإشكالية . . بالنسبة للمنتِج , هناك فرق بين مسلم و إسلامي, الأول من يدين بالإسلام , و الثاني من يتبنى هم إقامة المشروع الإسلامي في مجاله , سواء في الفكر أو الاقتصاد أو الأدب . . فلا يعني كون المفكر المسلم أنه غير إسلامي ,أنه كافر ! , بل يعني أنه لا يتبنى هم العمل في مجال و فق المعايير الشرعية. بينما في المنتَج , هناك عدة معايير لوصف منتج معين بأنه إسلامي , أشهرها معيران , الأول أن يحمل المنتَج الرسالة الإسلامية , في الأدب مثلاً يمجد القرآن , و المعيار الثاني ألا يخالف شيئاً شرعياً , فمثلاً إذا نظمت قصيدة أتغزل فيها بسيارتي(!!) , تعتبر أدباً إسلامياً لأنها لا تخالف شيئاً شرعياً ( بكل سهولة ) , و فق هذا المعيار فقد ينتج أديب غير مسلم أدباً إسلاميا, مثلاً إذا نظم كافر قصيدة في بر الأم. . بالطبع المعيار الثاني , يوسع دائرة المنتجات الإسلامية كثيراً كما قال أحدهم من الممكن وفق هذا المعيار أن نشاهد مباريات كرة القدم في القنوات المحافظة. . لكن هل الجهود في مجال التأصيل الإسلامي سليمة ..؟ بالطبع لا , هناك متاجرة من البعض , و هناك ضعف مهني في العمل , لكن يبقى هذا التوجه معبراً عن خصوصيتنا وثقافتنا الإسلامية . .