أخبار

إمام الحرم: رمضان نفحة ربانية تفعم حياة المسلمين بالذكر والقربات

إمام الحرم: رمضان نفحة ربانية تفعم حياة المسلمين بالذكر والقربات

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ أسامة خياط المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها في الحرم المكي الشريف «إن شهر رمضان هو نفحة ربانية ومنحة إلهية تفعم حياة المسلمين بالذكر والقربات وفيه تلهج الألسن بعاطر التلاوات. وهو موسم الخير والعطاء وفرصة البذل والنماء والمحبة والإخاء وطريق البر والسعادة والهناء». وأبان أن من المقاصد التي أمر بها في شهر الصيام غير الامتناع عن الأكل والشراب الإمساك عن الكلام والخوض فيما لا يعنيك لأن الصيام ترس للمسلم من الخطايا والأوزار وهو جنة من لهيب النار لقوله صلى الله عليه وسلم» من صام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه», مشيرا إلى أن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، شهر فيه الكثير من الخير والفضائل والمحاسن والعبر والدروس الجمة، لافتا النظر إلى أن على المسلمين كسب هذا الشهر المبارك في فعل الخيرات والطاعات وتلاوة القرآن وإحياء لياليه بالقيام والذكر والعبادة . وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن شهر رمضان يدعونا إلى أن نجد العزم على إتباع الأقوال بالأفعال ولزوم منهج الوسطية والاعتدال والائتلاف على هدي الوحيين الشريفين ونبذ التنافر والتناحر وأن نتخذ من شهر الانتصارات رافداً أساسياً لصدق الانتماء وحقيقة الالتزام والتواثق على مواثيق شرف عالمية ترعى الأمن العالمي والسلام وتحقن دماء الأبرياء وتحرم الظلم والعنف والاعتداء وتجرم الإرهاب والتطاول على الدين والشريعة والرسالات والتجافي عن مسالك التكفير والتفجير والتدمير وثقافة العلمنة والتغريب. وأوضح أن رمضان فرصة لتصحيح السلوك الإنساني والفهم الصحيح للمقصد التشريعي والتجافي عن الرتابة والنمطية التي يعيشها كثيرون في مواسم الخير دون أن تحرك فيهم ساكناً. وأبان أن شهر رمضان أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار وفيه ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر، لافتا النظر إلى أنه كما يجب على المسلم أن يمسك عن الطعام والشراب في نهار رمضان فعليه الإمساك على السباب والشتم وقول الزور والعمل به، والبعد عن التلوث من أنجاس الخطايا، مشيرا إلى أن للصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه .وأفاد أسامه خياط أن الله عز وجل كتب لنا الصيام كما كتبه على الذين من قبلنا وخصه بنزول القرآن الكريم على رسوله صل الله عليه وسلم فيه، وجعل لمن صامه إيمانا واحتسابا أن يغفر له ما تقدم من ذنبه، وفيه من الدروس والعبر التي يجب على المسلم الاستفادة منها طوال العام. وتناول فضيلته فضل العبادات في شهر رمضان المبارك، فالله عز وجل يجزي فيه بغير حساب، كما تطرق لمفسدات الصوم والرخص التي رخصها الشارع الحكيم للإنسان للإفطار في رمضان . وأوصى إمام الحرم المكي المسلمين بالاستفادة من شهر رمضان لأنه خير مغنم للحسنات، مبينا أن شهر رمضان الذي نجتني فيه أزهى أيام العمر بالازدلاف إلى مرضاة المولى عز وجل والتنافس في عبادته ولهو موسم حافل بالطاعات، ولم يقف الشارع الحكيم عند مظاهر الصوم من تحريم المباحات فحسب بل حرم كل ما ينافي مقاصد الصيام وغاياته السامية وكل ما يخدش حكمته الروحية لقوله صلى الله عليه وسلم «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يفسق ولا يسخط. وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم». وأضاف:»إن للصيام فضائل من الصبر والورع والعفة والحياء والجود والعطاء وإشراق الروح وكسر ثورة الشهوة. لقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا «إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» ويقول سبحانه في الحديث القدسي «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به». ودعا المسلمين إلى كسب هذا الشهر المبارك في إعادة الوحدة وجمع الصف ونبذ الفرقة والخلاف والعودة إلى الله عز وجل بقلب صادق والتمسك بشرعه قولا وعملا والإكثار من الخير وفعل الطاعات والعبادات والصدقات وتزكية النفس، سائلا الله تبارك وتعالى أن يعين المسلمين في كل مكان على صيام شهر رمضان وقيامه وأن يتقبله منهم وأن يشملهم بالرحمة والمغفرة والعتق من النار. وفي المسجد النبوي في المدينة المنورة هنأ الشيخ حسين آل الشيخ الأمة الإسلامية بشهر رمضان، سائلاً الله أن يبارك فيه بالصيام والقيام والتوفيق باغتنامه بالخيرات والمسارعة إلى القربات. وقال في خطبة الجمعة أمس «شهر رمضان جعله الله ميداناً للتنافس في الخيرات ومنّ فيه على العباد بالنفحات، في الحديث القدسي الذي يرويه رسولنا صلى الله عليه وسلم عن ربه (الصيام لي وأنا أجزي به). ورسولنا صلى الله عليه وسلم يدعو أمته إلى أن يغتنموا شهر رمضان بكل ما يرضي الرحمن ويقربهم إلى الجنان، فيقول صلى الله عليه وسلم ( يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر). ودعا آل الشيخ المسلمين إلى أن يتخذوا من هذا الشهر فرصة لإصلاح ما فسد من أوضاعهم وعلاج ما وقع فيه النقص والتقصير من أحوالهم مبيناً أن رمضان غنيمة تنبه العاصي الغافل وتوقظ المذنب المقصر، صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه صعد المنبر ثم قال: (آمين آمين آمين ثم قال إن جبريل أتاني فقال رغم أنف امرئ أدرك شهر رمضان فلم يُغفر له فأدخله الله النار فأبعده الله، قل آمين فقلت آمين). وأكد آل الشيخ أنه ينبغي للمسلم أن يغتنم أوقات رمضان نهاره بالصيام وليله بالقيام وجميع لحظاته بأسباب دخول الجنان، والبعد عن النيران. قال صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)، ويقول صلى الله عليه وسلم (إذا جاء شهر رمضان فُتحت أبواب الجنة وفي رواية أبواب الرحمة وغُلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين). وقال إمام وخطيب المسجد النبوي «في رمضان يجب أن تتربى النفوس على الجد والاجتهاد نحو معالي الأمور وخصال الخير وسلوك محاسن الفعال وكريم الخصال، في هذا الشهر يجب أن تتحلى القلوب والجوارح بالعفة والسلامة والنقاء والإحسان فيه، ينبغي أن تتهذب الأخلاق وتنضبط الغرائز عن جماح الشهوات المحرمة لتصير تلك المسالك العظيمة وظيفة المسلم في حياته كلها وفي شؤونه جميعها، فربنا جل وعلا يُذكرنا بمقاصد الصوم الكبرى وأهدافه العظمى فيقول في ختام آية الصوم «لعلكم تتقون»، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه). وأضاف: «هذا الشهر هو الذي أنُزل فيه القرآن مذكراً للمسلمين بواجبهم الأعظم ومسؤوليتهم الكبرى وهي تحكيم شرع الله جل وعلا في كل شأن على حكم الله سبحانه في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم عن ذلك مسؤولون فليتذكروا الوقوف بين يدي الجبار وليستعدوا للعرض بين يديه سبحانه». وأهاب بمسؤولي الإعلام وملاك القنوات الفضائية بإدراك حقيقة مقاصد الصوم وإدراك حرمة هذا الشهر والتنزه عن بث العفن الذي تشتد سمومه في رمضان ويعظم سعيره في مثل هذا الزمان «وقال أي جريمة أعظم من محادة الله جل وعلا ومخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم في مقاصده وأهدافه، فهل يتعقل أولئك فيتوبون إلى الله جل وعلا عن محادة الشريعة بما يبثونه خلال هذا الشهر من مواد هابطة ومسلسلات ساقطة وإغراق الأجيال المسلمين في لهو هابط. وناشد المسلمين أن يكونوا في هذا الشهر متصفين بأنواع الجود متحلين بخصال الخير والبر وبكل خلق كريم ومنهج قويم، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:»كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة». وأشار إلى أن من أبرز خصال الكرم وأنبل أنواع الجود الحرص على تفطير الصوام بكل ما تجود به النفوس»من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً»، وكذلك أنواع الجود الإكثار من الصدقة في رمضان وقد نص أهل العلم على أن أفضل الصدقة صدقة في رمضان «إن تقرضوا الله قرضا حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم «قال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة». ومن أنواع الجود الحرص على عمرة في رمضان، فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح «عمرة في رمضان تعدل حجة وفي رواية حجة معي». وأوصى المسلمين أن يعمروا أوقاتهم في هذا الشهر ليلاً ونهاراً بقراءة القرآن تلاوة ودراسة وتعقلاً وتدبراً ففي ذلك الأجر العظيم والعواقب الحسنة والثمار اليانعة، قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح «الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم فشفعني فيه فيشفعان» قال الزهري (إذا دخل رمضان فإنما هو قراءة القرآن وإطعام الطعام).
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار