Author

محترفو عمان.. وهواتنا

|
لم يفاجئني المنتخب السعودي بأدائه أمام المنتخب العماني فقد تكرر الفوز العماني بعد نهائي كأس الخليج، فهؤلاء هم لاعبونا وهذا هو مستوانا ولن أحاول تعليق الشماعة كما يحاول البعض، فاللاعبون هم اللاعبون أنفسهم وعادوا للتو من معسكرات خارجية فارهة في أوروبا وغيرها، وتنقل المدرب البرتغالي بسيرو بين هذه المعسكرات جميعها حتى في معسكرات الأندية التي لا تضم أحدا في قائمة المنتخب في إجازة مجانية مدفوعة التكاليف، ولن أقول الإرهاق, فمازلنا في بداية الموسم، ولن أقول الطقس فصلالة جوها جميل، ولن أقول اللعب الرجولي كما سيقول مدربنا لا فض فوه، ولكني سأقول إن هذا هو مستوانا، محلك سر منذ سنوات، ورغم تطبيق الاحتراف، إلا أن لاعبينا مازالوا هواة في تفكيرهم ولم يتغير شيء سوى الجانب المادي لديهم وبمبالغ طائلة، (اللهم لا حسد )، والتفكير محصور في مقدم العقد والمزايا المادية. لقد لعبنا مع منتخب عمان الذي يلعب جل لاعبيه كمحترفين في الخارج وبمبالغ زهيدة، وبعضهم بين ظهرانينا وهذا انعكس على المستوى العام للفريق، أما نحن فلم نشاهد أي تطور في كرة القدم لدينا، فاللعب الفردي والكرات المقطوعة، وضعف الالتحام والبنية، وقلة التركيز، وندرة التسديد، هي أبرز عيوبنا، وبعض لاعبينا لا يفرق بين الحماس والعصبية وبين الثقة والغرور، فمن شاهد مباراتنا مع المنتخب العماني شاهد كل ما ذكرت، وكان منتخبنا يلعب دون روح أو جماعية وحس فني، ولم يتعد دور المدرب سوى وضع التشكيلة. وضعنا في الترتيب الدولي لمنتخبات كرة القدم يتقهقر شهرا بعد شهر وأصبحنا في المركز 64 دوليا، وبعد هزيمة منتخب عمان سنتجاوز السبعين في الترتيب المقبل، كيف لا، ومبارياتنا التجريبية لا نخوضها بالتشكيلة المثالية بل لتجربة اللاعبين غير الأساسيين، وعندما يتم اختيار لاعبين جددا لأي معسكر، وما إن ينتهي المعسكر حتى يعودوا لأنديتهم مليئين بالإحباط, وبعض النجوم ممن هبط مستواهم لا قلق لديه ولا هموم «ينام ويكبر الوسادة»، فمكانه محفوظ في التشكيلة، ولن يستطيع أحد توجيه الانتقاد له، ولو تم ذلك فسيتم تجريده من الوطنية، لما لا وهو يتمتع بحصانة إعلامية، متى نكون مثل إنجلترا مثلا ، جميعكم سمعتم ما قاله مدرب المنتخب عن ديفيد بيكهام، وجميعكم شاهدتم المنتخب البرازيلي يلعب دون النجم الساحر رونالدينهو، والمنتخب الإسباني يلعب دون راؤول، وغيرهم الكثير والكثير، نتمنى أن يكون المنتخب لمن يثبت عطاؤه وليس حكرا على أحد، يبدو أني استرسلت في حلمي!. يحيط قرارات لجنة الاحتراف الموقرة لدينا الكثير من الغموض وعدم الوضوح، فلا يمكن التنبؤ بما ستتخذه من قرارات، ففي قرارها الأخير بعدم قيد أحمد الدوخي لنادي النصر لا أحد يعرف ما المادة التي استندت إليها في قرارها، رغم تشابه الحالة تماما مع اللاعب طارق التائب عند تسجيله لنادي الشباب تماما، واكتفى البيان بتأجيل التسجيل حتى اكتمال المعلومات، أية معلومات؟ وهل تم إلزام نادي الاتحاد بتسجيل اللاعب؟ أم أن اللاعب سيظل دون عمل حتى يتم تسجيله؟ أسئلة كثيرة يصعب الإجابة عنها في أذهان الكثيرين وربما حتى عند لجنة الاحتراف نفسها، أستبعد أن يكون لميول بعض أعضاء اللجنة دور في ذلك، لا نريد سوى الوضوح والإنصاف والاحتراف. وقفة الناس أحيانا لا تكره الآخرين لعيوبهم.. بل لمزاياهم!
إنشرها