«البنتاجون» يرفض حظر التدخين في المواقع الحربية للجيش الأمريكي

«البنتاجون» يرفض حظر التدخين في المواقع الحربية للجيش الأمريكي

طمأنت وزارة الدفاع الأمريكية أفراد الجيش الأربعاء الماضي، بأنها لن تحظر منتجات التبغ في المناطق الحربية. وفي واقع الأمر، لم يخطط مسؤولو الدفاع لمنع التدخين – على الأقل في الوقت الراهن. ولكن الخوف من منع التدخين في أوساط الجنود انتشر بعد أن تسلمت وزارة الدفاع دراسة توصي بأن يتحرك الجيش لحظر التدخين في صفوف الجنود- ربما خلال 20 عاماً. فقد أخبر جيوف موريل السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع مؤتمراً صحافياً عقدته الوزارة أن وزير الدفاع روبرت جيتس لا يخطط لمنع الجنود في ساحات المعارك من استخدام السجائر أو مضغ التبغ أو غيره من منتجات الدخان. وقال موريل: «إنه يعرف أن الوضع الذي يواجهه الجنود ضاغط بما فيه الكفاية»، في إشارة منه إلى الحرب في كل من العراق وأفغانستان. « ولا أعتقد أنه مهتم أن يضيف إلى مستويات الضغط عبر حرمانهم من أحد المنافذ القليلة التي قد تتوافر لديهم للتنفيس عن هذا الضغط والاجهاد». وسيقوم جيتس باستعراض الدراسة الجديدة لرؤية إذا ما كانت هناك أشياء يمكن عملها لجعل الجيش قوة خالية من التدخين يوما ما، وفقاً لما قاله موريل. «من الواضح أننا لا نفضل أن تكون لدينا قوة تستخدم منتجات التبغ». هذا ما قاله، مشيراً إلى المخاوف الصحية وإلى التكلفة العالية التي تنطوي عليها معالجة المشكلات الصحية. وأوصت الدراسة التي جاءت بتكليف من «البنتاجون» ووزارة شؤون المحاربين القدامى، بأن يبدأ الجيش بخطوات تدريجية نحو منع التدخين. واقترح التقرير الذي أعده معهد الطب أن يتم البدء بمنع التدخين في الأكاديميات العسكرية وبعدها بين الملتحقين بالجيش. وقال إنه ينبغي لوزارة المحاربين القدامى و»البنتاجون» أن يمنعا استخدام التبغ في مرافقهما، وأن يتوقف الجيش عن بيع منتجات التبغ في «الكانتينات» التابعة له. يُشار إلى أن الجيش ووزارة المحاربين القدامى يعملان منذ سنوات على تقليل التدخين بين الجنود من خلال عدد من البرامج. فقد وضع «البنتاجون» خطة في عام 1999 لتقليل معدلات التدخين بنسبة 5 في المائة سنوياً ولتقليل مضغ التبغ إلى 15 في المائة بحلول عام 2001، لكنه ما زال غير قادر على تحقيق هذين الهدفين. وقالت الدراسة: «انخفض استخدام التبغ عموماً خلال الفترة من عام 1980 إلى عام 2005، ولكن الاستهلاك زاد في الآونة الأخيرة، ربما بسبب زيادة استخدامه من قبل الجنود في ساحات المعارك». ووفقاً لما جاء في الدراسة، فإن الجيش لم يعط أولوية عالية لتقليل استخدام التبغ، وأنه بينما انخفض التدخين في الولايات المتحدة، إلا أنه ما زال في الجيش أعلى من القطاع المدني. ففي عام 2005، كان ثلث أعضاء الجيش الذين يقومون بواجب حربي من المدخنين، مقارنة بخمس السكان البالغين في الولايات المتحدة، وفقاً لما قالته الدراسة، مضيفة أن ذلك انعكس على زيادة معدلات التسرب أثناء التدريب الأساسي وبعده، وعلى ارتفاع معدل التغيب في الجيش وغير ذلك من المشكلات. وتعرضت هذه التوصيات إلى نقد واسع عبر الإنترنت وفي أوساط الجنود. وقال برايان وايز، المدير التنفيذي لمجموعة النصح والارشاد،Military Families United: «إن جنودنا يقدمون تضحيات كافية خدمة لشعبنا. إنهم يتخلون عن كثير من الحريات التي يتمتع بها المدنيون دون أن يُقال لهم إنهم لا يستطيعون الاشتراك في نشاط قانوني آخر». وأوضح المجند تشارلز رودريجوز (23 عاماً)، أنه بدأ يدخن قبل مدة طويلة من التحاقه بالجيش، وأن عادة تدخين علبة في اليوم لا تؤثر في لياقته البدنية. وجعله الضباط الذين أشرفوا على تدريبه الأساسي يترك التدخين، لكنه سرعان ما عاد إليه، وفقاً لما قاله في مقابلة خارج فورت كامبيل في كنتاكي. وخلال مهمته الأخيرة في العراق، كان رودرجيوز يجد متسعاً من الوقت للتدخين أثناء قيام الجنود بأعمال الدورية أو أثناء وجودهم في القاعدة. وقال إن أحد أصدقائه الذي لم يكن يدخن، كان يدخن معه سيجارة أثناء قيامه بمهمة وذلك لقتل الملل. وأضاف رودريجوز:» لم يكن لدينا شيء آخر نعمله، والسجائر رخيصة هناك».
إنشرها

أضف تعليق