طرق التخلص من الأعذار الواهية والتحوّل إلى التفكير الإيجابي

طرق التخلص من الأعذار الواهية والتحوّل إلى التفكير الإيجابي

عندما ننظر حولنا سنجد الكثير من الناس الأصحاء الذين كثيرا ما يلجأون إلى الرثاء للذات متقوقعين على أنفسهم مكتفين بالتفاعل السلبي مع ما يمر بهم من ظروف غير مقدرين ما بين أيديهم من نعم وقدرات ومواهب لو أحسنوا استغلالها لحققوا لأنفسهم السعادة والاستقرار والنجاح. عندما ولد مؤلف الكتاب قال الطبيب لوالدته إنه لن يعيش أكثر من يوم واحد لإصابته بمرض هشاشة العظام ولكنه تمكن من البقاء على قيد الحياة متعرضا لعشرات الكسور في العظام والتي وصل مجموعها إلى 200 كسر عندما كان في الثامنة عشر من عمره. إلا أنه كان قد قرر أن يعيش حياة سعيدة ناجحة يحقق فيها أحلامه وتخرج من الجامعة بتقدير عال، وعمل مع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وصار معالجا نفسيا وسافر إلى 46 ولاية أمريكية وزار سبع دول وقدم عشرات المحاضرات تحفيزية وكتب سبعة كتب متنوعة أحدثها هذا الكتاب. يؤكد الكتاب أن الطريقة التي نتحدث بها إلى أنفسنا يمكن أن تؤذينا أو حتى تقتلنا، فمن يستمر في التحدث والتفكير بطريقة سلبية مثبطة للهمة والعزم لن يجد في نفسه الطاقة اللازمة لتحقيق أي تغير نحو الأفضل في حياته، بينما التفاؤل والتفكير الإيجابي يحفزنا على العمل مترقبين نتائج جيدة. من النصائح التي يوجهها مؤلف الكتاب أيضا: * الاهتمام باختيار الأصدقاء، فتأثيرهم لا جدال فيه، حيث يحتاج المرء إلى العقلاء والمخلصين من الأصدقاء. * أن تتحكم في حياتك بكل ما فيها من ظروف سيئة وجيدة، وهذا يتطلب الكثير من التركيز وعدم الانغماس في المشاعر بما يعيق قدرة العقل على تقدير المواقف التي نتعرض لها. * أن يكون المرء قادرا على تحمل مسؤولية قراراته، وألا يلقي بمشكلاته على عاتق الآخرين. * بدلا من إضاعة الوقت في لوم الآخرين عندما تواجه موقفا سيئا، عليك أن تعمل على إيجاد حل لهذا الموقف. يشير مؤلف الكتاب إلى أنه قابل الكثير من الناس في حياته ممن يجدون لأنفسهم دوما أعذارا تبرر لهم عدم استطاعتهم تحقيق ما يريدون تحقيقه من أهداف، فالبعض يشتكى من أنه ليس ثريا بما يكفي أو لا يتمتع بالجاذبية الكافية أو ليس لديه الذكاء الكافي ليحقق أحلامه. وتزيد هذه الأعذار في المناخ الاقتصادي الفوضوي الحالي. الواقع أن سين ستيفنسون يعد نموذجا رائعا يقتدى به في مواجهة الظروف السيئة، فعلى الرغم من إعاقته التي ربطته إلى كرسي متحرك طوال حياته لم يفقد الأمل ولم يستسلم لليأس. يشير سين هنا إلى الدور الإيجابي الداعم الذي قامت به أسرته وبصفة خاصة والدته، والتي زرعت فيه الثقة بالنفس، ما كان له أعظم الأثر في القرار الذي اتخذه مبكرا في حياته بأن يحيا حياة سعيدة منتجة وأن يكف عن الشعور بالأسى على الذات وأن يكف عن اتخاذ المبررات التي يبرر بها إخفاقاته.
إنشرها

أضف تعليق