«هاوي ترميم الآثار» يقود عملاً احترافياً بـ «الملايين»

«هاوي ترميم الآثار» يقود عملاً احترافياً بـ «الملايين»

بألفي ريال اقترضها من والدته، بدأ زيدان عوض العنزي (27 عاماً) من أهالي العلا في ترميم الآثار وصنع الأدوات التراثية، لتتحول الهواية إلى عمل احترافي وأضحى ينفذ مشاريع تبلغ قيمتها أربعة ملايين ريال. هوى العنزي ترميم الآثار والديكور وصنع أدوات تراثية منذ صغره، وبرز فيها ولاحت بوادر احترافه لها في المرحلة الثانوية، إذ التحق ببرامج الشباب الموهوبين وفاز بالمركز الأول ضمن أحد هذه البرامج، وظل الأمر كذلك إلى أن قرر التفرغ لهذه المهنة واتخاذها طريقاً للنجاح وتحقيق ما يؤمن مستقبله. يقول عن بداياته، «عندما طلب مني أحد الأهالي صنع مشب (مدفأة) في بيته كان يلزمني شراء أدواتها الخاصة بقيمة ألفي ريال، لم أكن أمتلك منها ريالا واحدا، فأخذتها من والدتي على سبيل السلف، وصنعت المشب الذي لاقى استحسان كثير من الأهالي وسكان القرية الذين رأوه». أصبح العنزي من أبرز الشبان الذين توكل إليهم مشاريع ترميم القرى التراثية بعدما أقبل على هذا العمل بحب ودافع وطني وحماس للحفاظ على القرى التاريخية. إذ يقود الآن عملاً احترافياً لإعادة الاهتمام بالبيوت الطينية في البلدة القديمة وترميمها، بعدما ترك الشبان هذه المهنة بترك الأهالي لبيوتهم الطينية. كان زيدان والعاملون معه من الشبان السعوديين مثار إعجاب الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أثناء زيارته للعلا واطلاعه على مراحل ترميم القرية التراثية التي يقودها زيدان. ويوضح أن «التحول الأهم جاء عند طريق أحد مسؤولي الهيئة العامة للسياحة والآثار الذين رأوا عملي، فطلبوا مني الحضور إلى الهيئة وتصميم نموذج اختباري، فصنعته لهم وأبدوا إعجاباً به»، مشيراً إلى أن «الهيئة» بدأت معه بمشاريع بسيطة تقدر بـ 12 ألف ريال ثم 40 ألفاً ومع إعجابهم بالعمل وقعوا عقدا معه بـ 100 ألف ريال، يقول: «بعدما أتممته كادوا لا يصدقون أنني ورفاقي من قام بهذه الأعمال وأنها صنع يدوي، فطلبوا مني القدوم إلى الرياض ووقعوا معي عقداً بـ 1.5 مليون ريال». ويضيف: «كل ذلك إلى جانب أن مناقصة من وزارة البلدية رست علينا ووقعنا عقدها بمليوني ريال، في حين اتصلت بنا إمارة المدينة وطلبت منا القيام بأعمال ترميم وتطوير في الجنادرية»، لافتاً إلى أن «هذه ثقة غالية وتلقي مسؤولية جسيمة علينا، إضافة إلى طلب ترميم المنطقة التاريخية في قصر الإمارة في المدينة المنورة، وعرض من شركة تبوك للاستثمار والسياحة لإجراء مجموعة من الأعمال لمصلحتها ولكن لم نوقع عقدها بعد». ويرى أن أهم عوامل نجاحه، «حبي الشديد لها، وتوفيق الله لي في العمل مع هيئة السياحة والآثار، إذ لها الفضل بعد الله في مساندتي». وفيما يتعلق بـ «علاقته بالمهنة»، أكد أنه كان يعمل مع العمال، حتى إنهم استغربوا كيف لسعودي أن يمارس هذا العمل»، موضحاً أن «كثيرين يعتقدون أن الشبان السعوديين لا يريدون سوى الكرسي الدوار والمكيف وهو أمر غير صحيح».
إنشرها

أضف تعليق