خطة خليجية تبدأ الأسبوع المقبل لمواجهة مرض إنفلونزا الخنازير

خطة خليجية تبدأ الأسبوع المقبل لمواجهة مرض إنفلونزا الخنازير

خطة خليجية تبدأ الأسبوع المقبل لمواجهة مرض إنفلونزا الخنازير

تشرع دول الخليج الأسبوع المقبل، في تنفيذ خطتها المشتركة لمواجهة مرض إنفلونزا الخنازير (إيه/ إتش 1 إن 1). وتتضمن الخطة الخليجية الرصد الوبائي لمرض إنفلونزا الخنازير، الرصد المخبري، الإجراءات في المنافذ والمطارات، الأدوية الوقائية والعقاقير العلاجية، التطعيمات والتحصينات ضد الإنفلونزا الموسمية، والتعاون بين القطاعات الصحية وغير الصحية في دول المنطقة. وقال الدكتور زياد أحمد مميش مدير المركز الخليجي لمكافحة العدوى لـ "الاقتصادية"، إن الخطة الخليجية لمواجهة المرض حددت ضباط اتصال بين دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق التكامل في مواجهة المرض ومتابعة تطوراته وطرق الوقاية منه، فضلاً عن تطبيق الإجراءات الوقائية في مستشفيات دول المنطقة. ولم يخف إجراء تعديلات وإضافات على الخطة الخليجية المشتركة لمواجهة المرض. واستبعد تجهيز مختبرات ومراكز كشف وتحاليل في المطارات والمنافذ السعودية، نظرا لأن وجود مثل هذه المراكز والمختبرات في المطارات يقتضي أن تكون متكاملة وتحوي أجهزة دقيقة، ولاسيما أن دولا كبرى لم تجهز مثل هذه المختبرات في مطاراتها وحتى منافذها. وقال "دول العالم تأخذ العينات في حال الاشتباه بإصابة شخص، من المطار وترسلها إلى المختبرات المركزية لديها". #2# وتطرق إلى أن منظمة الصحة العالمية لم تحدد رقماً يعتد به من ناحية الإصابات يمكن من خلاله تحديد أي الدول موبوءة، لافتاً إلى أن المكسيك وأمريكا وكندا تعد موبوءة باعتبار أن الحالات التي سجلت فيها بالمئات، ولاسيما أن المرض ليس قادما عليها كما هو الحال في دول المنطقة إنما من داخل أراضيها. وعن انتقال المرض وخطورته على الأشخاص المصابين به، أوضح أن المرض يستفحل ويتطور في الأشخاص ناقصي المناعة الذين يعانون أمراضا مزمنة أخرى، وكذلك النساء الحوامل، مشيراً إلى أن حضانة المرض سبعة أيام و99 في المائة من الأشخاص الذين يكتشف فيهم مبكراً يشفون منه. في المقابل، أوضح الدكتور عبد الله الحقيل عضو اللجنة العلمية في وزارة الصحة ورئيس قسم مكافحة العدوى في مستشفى الملك فيصل التخصصي، أن تكلفة عقار مرض إنفلونزا الخنازير "التامي فلو" 150 ريالاً، في حال العلاج من المنزل على خلاف العلاج من المستشفى الذي قد يستغرق مصروفات أخرى. وتتجه وزارة الصحة السعودية إلى رفع خطتها الاحترازية من مرض إنفلونزا الخنازير والخاصة بموسم الحج والعمرة بعد الانتهاء منها إلى المقام السامي، مشيرة إلى أنها كونت لجنة علمية موسعة من قبل الوزارة لوضع الإجراءات خلال 14 يوماً المقبلة. إلى ذلك، قال الدكتور خالد الزهراني وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي في وقت سابق، إن الوزارة كونت لجنة علمية موسعة بهدف وضع الإجراءات الاحترازية للحج والعمرة بأفكار إبداعية بعيدا عن الروتينية، موضحاً أنه انبثق من اللجنة العلمية أخرى فرعية تنهي الإجراءات الاحترازية خلال الأسبوعين المقبلين. ولفت وكيل الوزارة المساعد للطب الوقائي، إلى أن الوزارة ستعقد اجتماعا موسعا مع خبراء عالميين من منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى مركز مكافحة الأمراض المعدية لتقييم الإجراءات الاحترازية. وتطرق إلى أن لقاح فيروس إنفلونزا الخنازير سيخرج قريباً من المصانع، لافتاً إلى أنه لم يجرب على مستوى البشرية بنسبة كبيرة. وحول الفرق بين إنفلونزا الخنازير والموسمية، قال: "هناك تلاق في بعض خطوط أعراض المرضين"، مشيراً إلى أن إنفلونزا الخنازير تؤكد بالتحليل المخبري وكل الحالات التي سجلت في المملكة وعلى مستوى العالم أخذت منها مسحات وتأكد أن لديها إنفلونزا الخنازير. وأوضح أن متوسط الفترة المحددة لشفاء مريض إنفلونزا الخنازير أربعة أيام وأن أعراضه بسيطة جدا وقد لا يكون المصاب طريح الفراش، وقال" هذا ما لاحظناه في غالبية المرضى الذين سجلوا في مستشفياتنا"، مشيراً إلى أن منظمة الصحة لم توص بمنع السفر. وحول ارتفاع درجة الحرارة وتأثيرها في القضاء على الفيروس، قال الزهراني إن فيروس الإنفلونزا ينتشر في فصل الصيف والشتاء وفيروس إنفلونزا الخنازير لا يخرج عن منظومة الفيروس المعتاد. وأكد أن الكاميرات الحرارية التي تستخدمها الوزارة في المنافذ ما هي إلا وسيلة تستخدم لاكتشاف الحرارة ولكن المصاب قد تكون فترة حضانته للفيروس من دون ارتفاع في درجة الحرارة، وأن تسرب الحالات وارد في أي مكان والإجراءات التي تتخذ في المطارات معمولة في دول متقدمة التي دخلت فيها حالات وسط المدن، وتابع" لكن البراعة هي الترصد في اكتشافها وحصرها بقدر الاستطاعة". وأوضح وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي أن إدارة مكافحة العدوى ليس لها علاقة بالمرض ودورها داخل المستشفى أما المرض وارتباطه بالمجتمع فهذا دور الطب الوقائي، مشيرا إلى أن الحزام الوقائي يبدأ بالمطارات وهو عملية فلترة وليس منعا لدخول المرض. أكد أن وخامة مرض إنفلونزا الخنازير (إتش 1 إن 1/ أي) معتدلة إذ إن منظمة الصحة العالمية أفادت أن معظم المصابين بإنفلونزا الخنازير يشفون من دون الحاجة إلى دخول المستشفى فمتوسط الفترة المحددة للشفاء هي أربعة أيام فيما الأعراض تكون بسيطة. ولفت إلى أن منظمة الصحة لم توص بإغلاق الحدود والتدخل في حركة السفر بل بالتركيز على خدمات الرعاية الصحية وتوزيع المهمات بين المنظمة وبين الحكومات ممثلة في وزارات الصحة حيث تم الطلب من الوزارات الاعتناء بالمرضى ورصد تفشي المرض إضافة إلى التواصل الدائم مع المنظمة. وهنا عاد الحقيل ليوضح، إن إنفلونزا الخنازير لا تكون قاتلة إلا إذا كانت الحالة الصحية للمصاب غير جيدة كأن تكون لديه مشكلات في الجهاز المناعي، إضافة إلى الكبار في السن. وفيما يتعلق بارتفاع معدلات درجات الحرارة وانعكاساتها على إنفلونزا الخنازير، أكد عدم وجود شيء يثبت بشكل علمي قاطع، مع العلم أن نشاط الفيروس يكون أكثر في وقتي الشتاء والخريف. وتابع: لا أعتقد أن يؤثر مرض الإنفلونزا في الحركة السياحية الدينية في المملكة، لأن منظمة الصحة العالمية لم تصدر توصيات بتقييد حرية السفر. وأوضح أن المملكة ستشهد حالات إصابة بمرض إنفلونزا الخنازير وهو على حد قوله "متوقع"، ولا سيما أن طريقة انتشار المرض توحي بذلك، وقال"إنفلونزا الخنازير ليست بتلك الخطورة التي يتوقعها الناس، الإمكانات الطبية متوافرة بشكل عال". وعن علامات الإصابة بإنفلونزا الخنازير ذكر الحقيل، ارتفاع الحرارة، احتقان الأنف مصحوبا بالعطاس، وفي حالات قليلة هناك غثيان وإسهال، مشيرا إلى أنه ينتقل عن طريق الرذاذ المتطاير من العطس أو الكحة لأقل من مترين للشخص المقابل للمريض، وقال إنه قد ينتقل من المصافحة إن كانت الأيدي فيها رذاذ من الفم أثناء العطاس أو الكحة. وأوضح أن مرض إنفلونزا الخنازير أقل ضراوة من الإنفلونزا البشرية ومعدل الوفيات في الإصابة أقل من تلك التي تحدث بسبب الإنفلونزا البشرية، إلا أن التركيز الإعلامي خصوصا في بدايات المرض أعطى انطباعا خاطئا بأن المرض خطير وقاتل.
إنشرها

أضف تعليق