Author

من "معاون كاتب" في مالية جازان إلى مهندس ميزانية الدولة

|
يُعدُ الدكتور صالح بن عبد العزيز العمير واحداً من أهم وأبرز خبراء المال والاقتصاد في السعودية، ومن رجالات الإدارة فيها. بدأ عمله المالي مبكراً جداً وأمضى فيه ما يقارب الخمسة عقود، وعزّز خبراته بالشهادة الأكاديمية المتخصصة والمناسبة لطبيعة عمله في هندسة وتنظيم الميزانية السعودية، حينما تولى عملية إعدادها وتبويبها وترتيب أولوياتها منذُ النصف الثاني من السبعينيات الميلادية، وكانت رسالته عن الاقتصاد السعودي والطاقة الاستيعابية. أشرف العمير على إعداد الميزانية في مرحلة الوفر المالي في السبعينيات وفي مرحلة الشح المالي في الثمانينيات، وما بين المرحلتين كانت النهضة التنموية الشاملة التي شهدتها المملكة في القطاعات والمرافق كافة، لذلك تأتي شهادته لتسجل وقائع وأحداث ذات أهمية في اقتصادنا المحلي في فترات ازدهاره وانكماشه! رأس العمير مجلس إدارة صندوق أوبك للتنمية الدولية، وصندوق التنمية الصناعية السعودي، كما كان رئيساً لمجلس إدارة المؤسسة العامة لجسر الملك فهد، وتولى عضوية مجلس إدارة شركة سابك، ورأس مجلس شركة "صدف" ثم "حديد". وتولى رئاسة مجلس إدارة شركة "الدوائية" وعمل عضواً في عدد من المجالس واللجان طيلة عمله في وزارة المالية وما بعدها. عقدتُ معه سلسلة من اللقاءات في مكتبه الاستشاري وفي منزله، فكانت هذه السيرة التي تنفرد صحيفة "الاقتصادية" بنشرها. البكيرية #5# ولد صالح بن عبد العزيز العمير في البكيرية سنة 1354هـ (1935م) ودرس في كتاتيبها على يد المطوع عبد الرحمن السالم الكريديس (دحيم الكريديس) وكان من بين زملائه في الكتاتيب عبد العزيز الحداد ومحمد السويلم وصالح الخضيري. وحينما بلغ العاشرة من عمره وقبل عامٍ واحد من افتتاح مدرسة البكيرية الأولى ركب جمله وودّع بلدته بحثاً عن العلم، في مشوارٍ سيطول زماناً ويتعدد مكاناً. ورغم السنوات العشر التي قضاها في مسقط رأسه إلا أنه لا يتذكر حدثاً مهماً في بلدته، سوى منظر الجراد حينما ينتشر في المزارع ويهرع الناسُ جميعاً، رجالاً ونساءً، لمكافحته. كما لا يزال حاضراً في ذاكرته ما تعيشه البلدة من حركة حينما يزورها أمير بريدة آنذاك، الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، أمير منطقة عرعر حالياً. إلى جازان انتقل صالح إلى أخيه الأكبر عبد الله، الذي كان يعمل مديراً لمالية "قَرْية" وبعد مُضي أربعة أشهر، انتقلا سوياً إلى مكة المكرمة، إذ نُقل عبد الله العمير من "قَرْية" إلى مكة، وفي مكة انتظم صالح العمير في أول صف دراسي، حيث التحق بالمدرسة الخالدية ودرس فيها بضعة أشهر، ولم يطل به المقام في مكة المكرمة، إذ غادرها مع أخيه عبد الله إلى أقصى الجنوب، إلى جازان، عندما عُين أخوه عبد الله مديراً لمالية جازان ومسؤولاً عن جماركها. #3# في جازان واصل صالح العمير دراسته الابتدائية، التي بدأها في مكة المكرمة، وأتمّ ثلاثة أعوام دراسية وتخرج في مدرسة جازان الابتدائية مع الأستاذ مدني علاقي ومساعد الزامل وآخرين من عائلة الزيلعي، وبعد التخرج عمل "معاون كاتب" في مالية جازان، وما كان في سابق علمه ووارد تفكيره وهو يدلف إلى مبنى مالية جازان أنه سيكون يوماً ما مسؤولاً ومشرفاً عاماً على إعداد وتنظيم ميزانية دولته لمدة عقدين من الزمان! رغم انخراطه في العمل الإداري مبكراً، ومردود ذلك عليه مادياً، إذ بدأ يرتدي مشلحاً وعقالاً وهو في الـ 17 عمره، إلا أن المُقام لم يطب له في جازان، رغم اعترافه لي بالأثر الذي تركته ومجتمعها المفتوح على فكره وتكوينه فيما بعد، فانتقاله إليها جاء بمثابة نقطة تحوّل له، إذ رأى البحر والميناء وحركة الاستيراد والتصدير، مما لم يكن موجوداً في قريته الوادعة في نجد. إضافة إلى انفتاح المجتمع بحكم وجود أعداد كبيرة من الأجانب نظراً لطبيعتها البحرية. حينما سألته عن المرأة في جازان ومشاركتها الرجل وعملها في الأسواق حينذاك قال: حتى في البكيرية في الفترة التي قضيتُ فيها طفولتي كانت المرأة تشارك في الحقل وترعى الماشية وتحصد في البر وتبيع في السوق، ولم تكن عندها في تلك الفترة القدرة على شراء عباءة، فقد كانت تكتفي بالثوب الذي تلبسه ويغطيها، لكن في جازان كان حضور المرأة أكثر في الأسواق. العسكرية والفشل #2# غادر صالح العمير جازان بعد لأيٍ وممانعة، إذ رفض أخوه عبد الله ذلك، لكنه تنازل أمام إصرار الفتى الحالم على دخول عالم العسكرية عبر الكلية الحربية في الطائف! كان صالح العمير مصراً على الالتحاق بالكلية الحربية مهما كلفه ذلك من ثمن، وهنا ملحظ مهم يلحظه الباحث في تاريخ البكيرية، وهو ولع أبنائها منذ وقت مبكر بالانخراط في العمل العسكري، رغم أن غالبية النجديين يأنفون حينذاك من العمل في العسكرية، لكن البكيرية كانت استثناءً، إذ برز منها ومنذ عقود جملة من الضباط ممن تبوأوا مناصب قيادية مهمة، خاصة في الحرس الملكي، ويرجع العمير ذلك إلى عشق أهل البكيرية العمل وإلى ما يضيفه اللباس العسكري من وهج وأهمية في ذلك الوقت، إضافةً إلى افتتاح الثانوية العسكرية في وقت مبكر فيها. وتأثير الشباب من التحق بها على زملائهم وأقاربهم. في عام 1373هـ، وصل العمير إلى الطائف يحدوه الطموح والأمل في أن يكون ضابطاً يُشار إليه بالبنان، وتقدم إلى الكلية العسكرية وأجرى فيها امتحان القبول، الذي جاءت نتيجته على غير ما كان يتوقع ويؤمل! فطوى حزنه بنفسه وقلّب أمره، وقرّر أن يلتحق بدار التوحيد، فقد كان همه الأول مواصلة الدراسة وعدم العودة إلى جازان. مع محمد بن مانع #4# لم تكن دار التوحيد حاضرةً في ذهنه، لكن نظراً لوجود عدد من أبناء البكيرية ممن انتظموا في صفوفها فقد قرر الالتحاق بها، ومن أجل ذلك ذهب إلى مكة المكرمة وقابل الشيخ محمد بن مانع، مدير عام المعارف آنذاك، في مكتبه وكان صالح العمير لابساً مشلحاً وعقالاً اشتراهما من جازان قبل أن يُغادرها، ولا يزال العُقال الجازاني في حوزة الدكتور صالح إلى اليوم! وهو الذي يظهر مع المشلح في الصورة المنشورة في هذه الحلقة. حينما دخل العمير على الشيخ محمد بن مانع وعرّفه بنفسه وبرغبته في الالتحاق بدار التوحيد لم يجد منه الترحيب، بل جاء رده جافاً وقد أفاده بأنه لم يعد بالإمكان الالتحاق فقد بدأت الدراسة، وهنا تضاعف الحزن في نفس العمير لتوالي إخفاقاته في دخول العسكرية ثم دار التوحيد، لكنها لم تثنِ عزمه وإرادته الصلبة، فخرج من مكتب المانع وتوجه إلى الحرم المكي وصلّى الظهر وقلب الأمر على وجوهه وفكّر في طريقة يتحايل فيها على الشيخ المانع، فاهتدى إلى فكرة أن يعود إليه دون عقالٍ أو بشت، ويُقدم نفسه مرة ثانية كمتقدمٍ آخر غير الذي قابله قبل قليل! بعد فترة زمنية لا تتجاوز الساعتين، كان صالح العمير يقف مصطفاً في مكتب محمد بن مانع مع غيره من المراجعين، بعد أن ترك مشلحه وعقاله في المسعى! وحينما وقف أمام الشيخ عرّف بنفسه وبرغبته في الدراسة بدار التوحيد، فسأله الشيخ بن مانع قائلاً: أنت من عمير سدير أم عمير البكيرية؟! فرد الفتى عليه قائلاً: من البكيرية! فقال الشيخ: ونِعم! ووجهه أن يذهب إلى عبد الملك، المسؤول عن التسجيل في الدار، لينتظم فيها! وفجأة وجد صالح العمير نفسه في القسم الداخلي بدار التوحيد ينام على سرير في غرفة سكنه، ويستلم مكافأة شهرية تبلغ 150 ريالاً! وبعد الالتحاق جاء أخوه علي العمير قادماً من البكيرية ومعه عدد من أبنائها الذين انضموا لدار التوحيد. يعود صالح العمير بذاكرته إلى تلك الأيام فيقول إن دار التوحيد هي التي شكّلت وعيه وتكوينه الثقافي والمعرفي وحببت إليه قراءة الكتب، إذ قرأ أمهات الكتب في اللغة العربية والعلوم الشرعية. وكانت دار التوحيد منهلاً لمن أراد الاستزادة من علوم الشريعة واللغة العربية، وكان فيها نادٍ ثقافي أدبي، يُعقد مساء كل خميس، يتبارى فيه الطلبة في إلقاء القصائد والخُطب. ومما علق في ذاكرة العمير عن أيام دار التوحيد هو أن عدداً من زملائهم من مكفوفي البصر، فكانوا يدخلون الصف ويخرجون دون استئذان! وذات دخل أحدهم ثم قرر الخروج، وعند باب الصف قال له المدرس: يا فلان لازم تستأذن! فرد عليه قائلاً: (ما عاد يمدني وصلت الباب بطلع)!!. في عام 1378هـ، تخرج صالح العمير في دار التوحيد، وكان من بين زملائه الخريجين الأستاذ حمد السياري، محافظ مؤسسة النقد سابقاً، وتوجه إلى الرياض للالتحاق بجامعة الملك سعود، التي دخلت في ذلك العام عامها الثاني، غير أن المفاجأة التي كانت تنتظره هي أن الجامعة لا تقبل خريجي دار التوحيد! فالدار تؤهل خريجيها للالتحاق بكليتي الشريعة أو اللغة العربية! فقرّر صالح العمير أن يدرس الثانوية من جديد، غير أن ثانوية اليمامة هي الأخرى اشترطت عليه الحصول على شهادة الكفاءة المتوسطة! إحباطات تتوالى لكنها لم تفتّ من عزم الفتى القصيمي، الذي قرر أن يدرس المتوسطة من جديد بنظام السنة الواحدة، فحصل عليها بسهولة، والتحق بعدها بثانوية اليمامة ليلاً، لأنه كان يعمل في وزارة المالية والاقتصاد الوطني نهاراً. وبعد ثلاثة أعوام حصل العمير على الثانوية العامة (القسم العلمي)، وكان من زملائه الخريجين الدكتور محمد الطويل وسليمان الحربش وآخرون. بعد أن تخرج العمير في الثانوية، كانت خدماته قد اُعيرت إلى معهد الإدارة العامة، الذي بدأ آنذاك في التشكّل والتكوّن وكان مديره الشيخ محمد أبا الخيل، لتبدأ منذ تلك اللحظة فصول علاقة قوية ومتينة بين أبا الخيل والعمير، لم تنفصم عراها إلى هذا اليوم، الذي يتشاركان فيه في إدارة مكتبهما الخاص بالدراسات المالية والاقتصادية! والسبب الذي دفع العمير إلى العمل في معهد الإدارة العامة هو رغبته في مواصلة دراساته الجامعية، فكان أن انخرط في المعهد، الذي تأسّس لتوّه ولم يكن سوى غرفتين متجاورتين في مبنى وزارة المالية! كما كان طموحه الابتعاث إلى الخارج، غير أن الشيخ محمد أبا الخيل وفهد الدغير نصحاه أن يدرس في جامعة الملك سعود ثم يواصل دراساته العالية لاحقاً في الخارج، وهذا ما كان، ففوّت عليه سنة من الانتظار جعلت صديقه ورفيق دربه محمد الطويل يتقدم عليه بسنة واحدة في الجامعة! في جامعة الملك سعود التحق العمير في قسم الاقتصاد في كلية التجارة، وكان عميد الكلية الدكتور حسين السيد، ودرس علم الاقتصاد على يد الدكتور رجائي الحسيني، والعلاقات الدولية عند الدكتور غازي القصيبي، كما درسه مسحون جلال وغيره. بعد أربع سنوات من المثابرة والجِدّ، تخرج العمير في جامعة الملك سعود، غير أنّ من أهم الأحداث التي مرت عليه كطالب في الجامعة ما حدث في عام 1967م، وقبل تخرجه بسنة واحدة، من هزيمة ساحقة للعرب! ففي تلك الأيام العصيبة، كان صالح العمير وصديقه محمد الطويل يذاكران موادهما الجامعية في حديقة الملز، ويستمعان إلى أخبار المعركة الفاصلة عبر المذياع. ولا يُخفي العمير تأثره النفسي جراء الهزيمة، وهو المتعاطف مع الحركة القومية بشكل عام، فقد رأى فيها إهانةً للعرب، لكنه الآن يستدرك ليقول إن الشباب آنذاك كانوا مسيرين بالعاطفة أكثر من العقل، وهذا ما كشفته حرب 67 التي أبرزت ـ حسب قوله - الوضع العربي بكل ما فيه من ضعف وهزال، فالشباب الذين تضخمت آمالهم القومية تبيّن لهم أن الوضع ضعيف وهش! ولا يخفي العمير فرحه حينما عدل الرئيس عبد الناصر عن استقالته! مبرراً ذلك بأن يظل الوضع متماسكاً، فقد كان التفكير أن هناك مؤامرة وراء الهزيمة! يرى صالح العمير أن جامعة الملك سعود كانت نقلة نوعية في التعليم وجاءت بنمط جديد يختلف عما كان عليه في كلية الشريعة أو اللغة العربية، لكنه يرى أن من أهم عيوبها أنها استمرت على النمط التعليمي المصري نفسه، الذي يعتمد على المذكرة والكتاب، وليس على النقاش والبحث! يتذكر صالح العمير جامعة الملك سعود في بداياتها، والنقص الذي واجهته في تأمين المحاضرين، حتى أنها استعانت بعدد من المسؤولين ليحاضروا في قسم الإدارة من بينهم السيد صلاح جمجوم، وزير التجارة، وهشام ناظر. ويُشيد العمير بالنشاط الذي كانت تقيمه الجامعة آنذاك، فلا يزال يتذكر المحاضرة الشهيرة التي ألقاها الشيخ عبد الله الطريقي في عام 1962 (1382هـ) وبعد إقالته من وزارة البترول والثروة المعدنية بفترة قصيرة عن تحويل نهر الأردن، فقد كان الحضور كبيراً وكانت هناك شجاعة في طرح الأسئلة وشجاعة في الإجابة من المحاضر! سألتُ العمير عن السبب الذي دعا جامعة الملك سعود إلى الانكفاء على نفسها في فترة التسعينيات، حتى أنها أصبحت مجرد ثانوية كبيرة؟! فرد قائلاً: هناك عوامل كثيرة منها عدم الانفتاح في جهاز التعليم نفسه، ثم إن المجتمع بعد السبعينيات الميلادية بدأ يتشكل تشكلات غريبة جدًا، فالدخل ارتفع وفرص العمل زادت واتسعت، والمراكز الوظيفة المغرية جعلت أساتذة الجامعات يتطلعون مثل غيرهم، فهجر بعضهم الجامعة وغادرها. أضف إلى ذلك أن الجامعات ظلّت كما هي عليه فلم تتحول إلى مراكز بحث ونشاط وحيوية وتجديد، وإذا أخذنا جامعة الملك سعود كمثال نجد أن عدداً من مديريها أمضوا سنوات طويلة دون أن تجد لهم إضافة تذكر، خاصة فترة إدارة الدكتور أحمد الضبيب وعبد الله الفيصل. من خلال عملي في وزارة المالية أتذكر أن الدكتور منصور التركي حاول وأضاف وخلق لحمة بينه وأساتذة الجامعة بشكل عام، وكانت الجامعات تأتي لوزارة المالية وتطلب اعتمادات لمشاريعها ونشاطاتها وتوسعاتها، فهذا ما جعلني أتعايش مع الجامعات. ولم ألمس لدى الدكتور الضبيب أو الفيصل أن هناك شيئاً جديداً في الجامعة، الأمر الذي دفع بعمداء الكليات إلى أن يقوموا هم بالمراجعة بدلاً عن مدير الجامعة. هذه في الواقع مجرد ملاحظات عابرة وليست تقييما للوضع الجامعي. يرى العمير أنه لو استمرت الجامعات على ما كانت عليه من حيث تعيين العمداء ورؤساء الأقسام في الانتخاب لكان من الممكن أن تحافظ على حيويتها. رددتُ عليه أنه لو تم العمل بنظام الانتخابات لأصبح العمداء ورؤساء الأقسام في الجامعة من الصحويين، خاصة في فترة التسعينيات وأدى ذلك إلى فرض فكر وتوجه معيّن على الجامعة. قال: عايشتُ شيئاً من هذه المشكلات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، فقد كنتُ عضواً في مجلس إدارتها لدورتين وأشعر أنها كانت أكثر حيوية من غيرها من الجامعات بحكم هذا الطابع التنافسي فيها رغم وجود مجموعة الصحوة التي تقول عنها! لكن كان فيه غيرهم الذين كان لهم حضورهم القوي والفاعل، ورغم أن مدير الجامعة الدكتور بكر عبد الله بكر استمر مدة طويلة جداً (25 عاماً) لكن كانت الجامعة تتمتع بحيوية وكانت تستقطب أُناسا لإلقاء محاضرات لم تكن تجدها في الجامعات الأخرى. # غدا ... الحلقة الثانية
إنشرها