رجح خبير جيولوجي أن تثور براكين منطقة العيص في المدينة المنورة قريبا، لكنه لم يحدد وقت ثورانها، وجاء التوقع من خلال زيارة ميدانية قام بها إلى المنطقة.

وكشف لـ"الاقتصادية" الدكتور عبد العزيز بن لعبون مستشار جيولوجي في جامعة الملك سعود، أن ثوران البراكين في منطقة العيص والقرى التابعة لها قريبا، فيما لم يحدد توقيت ثوران تلك البراكين، وذلك بعد أن حددت الصهارة طريق ثورانها، متوقعا في حال ثورانها أن يصل مداها لنحو 25 كيلو مترا.

وأوضح أنه من خلال زيارته الميدانية ودراسته حرة الشاقة ومتابعته ما يصدر من هيئة المساحة الجيولوجية، قد سبق أن استنتج أن معالم النشاط الزلزالي والبركاني قد اتضحت بعد أن حددت الصهارة مناطق الضعف التي قد تخرج منها أو تثور وهي مناطق الصدع الحديثة والتي تمتد في حرة الشاقة باتجاه جنوب شرق وشمال غرب بصدع تتجدد حركته وطوله بتجدد الهزات.

وزاد "أن المسافة تبلغ بين الصدعين في بعض المناطق لأكثر من 50 متر وآثار الصدوع الجانبية أكثر من 400 متر، والرمية السفلية تراوح ما بين سنتمترات قليلة إلى أكثر من مترين. وفي بعض المناطق يكون هناك انتفاخ (أي أن الجانب السفلي للصدع يرتفع عن الجانب العلوي أو يوازيه).

#2#

كما أن اتجاه الصدع في بعض المناطق هو امتداد لصدع قديم مما يشير إلى أن امتداد هذا الصدع هو منطقة ضعف قديمة ويتجدد بسبب الهزات الأرضية المتكررة.

وتجدر الإشارة إلى أن الهزات تتسبب في تصدع الجبال وتساقط صخورها مما قد يسبب سقوطها أضراراً فيما حولها من مرافق، مشيدا في الوقت ذاته بدور هيئة المساحة الجيولوجية في جمع المعلومة وتحليلها باعتبارها الجهة المعنية بذلك، وكذلك دور الدفاع المدني وإجراءاته السليمة في معالجة الأزمة قبل حدوثها.

من ناحيتها، أبلغت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجهات الحكومية والأمنية في منطقة العيص عن احتمال ثوران بركان وقرب الحمم البركانية لسطح الأرض للاستعداد ومواجهة تلك الظواهر الطبيعية.

#3#

وأكد الدكتور زهير نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية إننا خاطبنا عدة جهات حكومية وأمنية والمتمركزة في المنطقة عن قرب حدوث البركان في المنطقة المصاحبة للنشاط الزلزالي في حرة الشاقة.

وأشار نواب أن أجهزة الهيئة رصدت من خلال تحليل البيانات التثاقلية الأرضية وصور الأقمار الصناعية الحديثة والتوزيع المكاني للنشاط الزلزالي والشواهد الجيولوجية فقد حددت منطقة الصهارة والتي بلغ طولها ثمانية كيلو مترات في اتجاه شمال غرب حرة الشاقة إلى جنوب شرق الحرة حيث لوحظ انتفاخ في غرفة الصهارة بسبب صعودها إلى أعلى وضغطها المستمر على الصخور المحيطة بها فقد تكون انتفاخاً يشبه القبة بمسافة نصف قطرها يراوح ما بين 15 كيو متراً إلى 20 كيلو متراً تسبب في حدوث تمدد للقشرة الأرضية بالمنطقة مما نتج عنه حدوث تشققات وتصدعات.

وأبان نواب، أن الصهارة لم تصل بعد إلى مرحلة متقدمة جداً لعدم تسجيل الرجفات البركانية المستمرة المتميزة بأشكالها الموجية حتى الآن.

وعن تسجيل هزات جديدة في المنطقة أفاد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أن هناك انخفاض فعلياً من حيث العدد والقوة حيث لم تسجل محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي وحتى أمس أي هزات أرضية أكبر من ثلاث درجات على مقياس ريختر علماً بأن أقصى هزة كانت 2.82 درجة على مقياس ريختر، مشيرا بأن قياسات غاز الرادون لا تزال في معدلاتها دون تغيير ملحوظ .